الترشح لأي منصب عبر الانتخابات حق مكفول للجميع، ولكن هناك اعتبارات وضوابط وأيضاً أعرافاً، تقتضي المراعاة أولاً والالتزام بها ثانياً، وإلا فلا مرجعية، ولا أصول ولا ضوابط من أي نوع ستحكم هذا الترشح . كان التحفظ والحرج قائمين بخصوص وجود مرشحين عربيين من مجموعة دول غرب آسيا على منصب رئيس الاتحاد الآسيوي، هما يوسف السركال رئيس اتحاد الإمارات لكرة القدم، والشيخ سلمان آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني، لا سيما أن على الجانب الآخر من القارة هناك المرشح الصيني جيلونج الذي يشغل حالياً منصب الرئيس بالوكالة، وفرصته بالتأكيد ستكون أقوى في حال استمرارهما معا كمرشحين للنهاية من دون أن يتنازل أحدهما للآخر . وفي وقت لاحق تم الوقوف عند التهديد الذي صدر على هامش خليجي 21 من معسكري الكويت والسعودية، حين قيل إن اتحادي الكرة في البلدين سيبادران إلى تقديم مرشحين آخرين للرئاسة في حال عدم تنازل أحد المرشحين الحاليين للآخر، ووقتها تم التحفظ على أسلوب الضغط من خلال التهديد لأنه في النهاية يشي بغياب المرجعية العربية، ولأنه لا يجوز في ظل ضرورة الاتفاق بشكل معلن ورسمي على مرشح عربي واحد، ناهيك عن الصورة التي ستصل إلى العالم وليس في آسيا فقط عن الاختلاف العربي حول ذاك المقعد الذي شغر بعد انتزاعه من القطري محمد بن همام الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي . والآن ما الجديد؟ الجديد أن التهديد لم يكن للوعيد من جانب الاتحاد السعودي، وخبر التوقع الذي انفجر على هامش خليجي ،21 أصبح حقيقة في الساعات الماضية بترشح حافظ المدلج عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لمنصب الرئيس أيضاً، ليصبح المرشحون العرب ثلاثة مقابل المرشح الصيني، وليس مستبعداً وفق هذه الثقافة العربية "الرائعة" أن نجد مرشحاً رابعاً من الكويت في الساعات المقبلة . ألهذا الحد من الصعب أن تتفق الرؤية والكلمة العربيتان؟ ما حدث ويحدث يعكس العبارة الساخرة التي تقول "لقد اتفقوا على أن يختلفوا"، وإلا فما معنى ما نراه على مسرح الأحداث الآن . المسألة ليست استباقاً لمغنم أو سعياً لوجاهة دولية بقدر ما هي قناعة بدور وأهلية للوفاء بأعبائه، ولذا لا يمكن النظر إلى ما جرى على صعيد مجموعة غرب آسيا بعيون الجدية والاعتبار، لأنه عملياً "هزل وهزار"، ومن الآن بالإمكان أن نقول كعرب مبروك للمرشح الصيني، ليس لأن الأصوات العربية ستتوزع بين الثلاثة فقط، وإنما لأن بين العرب، مثلما هو الحال بين دول آسيا، هناك من سيعطي صوته للمرشح الصيني على حساب المرشح العربي، وتحية مخلصة لاتحاد غرب آسيا على دوره الواعي والمسؤول في لم الشمل وتوحيد الموقف العربي . E.mail: [email protected]