يستعد شمال شرق الولاياتالمتحدة الجمعة لوصول عاصفة ثلجية قوية أطلق عليها إسم "نيمو" يرافقها انخفاض كبير في درجات الحرارة من ولاية نيويورك إلى ولاية مَيْن. وأوضحت أجهزة الأرصاد الجوية الوطنية في الولاياتالمتحدة أن "عاصفتين إحداهما من المنطقة القطبية والأخرى من المنطقة الاستوائية ستلتقيان لتشكلان عاصفة شتوية كبرى وربما تاريخية". وتوقعت ما وصفتها بأنها "عاصفة شتوية كبرى" يومي الجمعة والسبت، مشيرة إلى أن مدينة نيويورك تواجه عاصفة ثلجية مصحوبة بالرياح القوية والثلوج قد يصل تراكمها إلى أكثر من 30 سنتمتر. وأضافت الأرصاد أن العاصفة ستبلغ ذروتها في ساعة مبكرة من السبت إلى شرق كيب كود في ولاية ماساشوسيتس كما توقعت أن تضرب العاصفة بشكل خاص بوسطن بالولاية ذاتها، متوقعة ما بين 30 و60 سنتمتر من الثلوج في أنحاء المنطقة. وأشارت إلى أنه يتوقع هبوب رياح قوية تتراوح سرعتها بين 40 و65 كيلومتر في الساعة وعواصف بقوة أعاصير تصل سرعة إلى 120 كيلومتر. عاصفة "خطرة جدا" وفيما أغلقت المدارس في بوسطن قال رئيس بلديتها توماس مينينو إن العاصفة "ستكون خطرة جدا". وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ إن مدارس المدينة ستبقى مفتوحة غير أنه طلب من المواطنين الاستعداد للأسوأ. وقال بلومبرغ إنه بسبب احتمال انقطاع التيار الكهربائي وصعوبات حركة المواصلات يطلب من أهالي نيويورك تخزين المواد الضرورية بما في ذلك الأدوية. واستدعت سلطات نيويورك ونيوجيرزي المجاورة طواقم إضافية وتقوم بتجهيز كاسحات الثلج، مشيرة إلى أنها نشرت أكثر من 200 قطعة من معدات إزالة الثلج والصقيع في مطارات رئيسية مثل مطار ج.إف. كنيدي الدولي ولاغوارديا ونيوارك ليبرتي الدولي. وقد ألغيت نحو 900 رحلة فيما تأخرت آلاف أخرى رغم أن الطقس الأسوأ لم يصل بعد. ومن المتوقع أن تشهد المواصلات البرية وحركة الطيران في المنطقة ازدحاما الجمعة فيما يتوقع أن يؤدي تساقط الثلج على خطوط الكهرباء إلى انقطاع الخدمة في بعض المناطق. وأعلن حاكم ولاية نيويورك على حسابه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي أنه تم تجهيز حوالي 340 كاسحة ثلج وحوالي 105 ألف طن من الملح للطرق. وغرّد مكتب حاكم نيويورك أن هناك 6300 ميل من الشوارع في المدينة جميعها ستجهز بالملح وستتم إزاحة الثلوج عنها، وهو ما يعادل الذهاب والإياب من نيويورك إلى لوس أنجلوس. وفي مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، وهي ثالث مدينة أميركية من حيث كثافة السكان، وصلت الأحوال الجوية السيئة مطار أوهيرا الدولي حيث تسبب الثلج والصقيع في تأخر رحلات بعد ظهر الخميس. وأكد موقع إلكتروني مختص برصد الرحلات إنه تم إلغاء أكثر من 80 رحلة. تحذير من فياضانات وانقطاع التيار الكهربائي وحذر موقع أميركي متخصص في الطقس من أن العاصفة يمكن أن تفاجئ العديد من الأشخاص "غير المتنبهين مساء الجمعة"، مشيرا إلى أن الأحوال الجوية "يحتمل أن تكون خطيرة". وقال الموقع إن "الرياح القوية لن تتسبب فقط بتيارات عنيفة بل بفيضانات في المناطق الساحلية وانقطاع التيار الكهربائي"، مضيفا أن "الرياح يمكن أن تقترب من قوة الأعاصير في المناطق الساحلية". ويقارن البعض ممن يتذكرون العاصفة الثلجية المرتقبة بعاصفة عام 1978 التي أودت بحياة 100 شخص وأغرقت بوسطن في أكثر من 68 سنتمتر من الثلج، فيما غرقت مدينة بروفيدانس في ولاية رود آيلاند تحت 71 سنتمتر من الثلج تقريبا. وأثناء تلك العاصفة اضطر المواطنون إلى ترك سياراتهم التي حوصرت على الطرق السريعة وعمدوا إلى التنقل في بوسطن على المزالج وانتعلوا أحذية الثلج. السمكة الكرتونية "نيمو" ودائما ما تطلق أجهزة الأرصاد الجوية أسماء مؤنثة أو مذكرة على الأعاصير والعواصف مثل ساندي وإيغور وكاترينا وألبيرتو وفاليري وتوني وغيرها. لكن محطة الأحوال الجوية الوطنية اختارت اسم "نيمو" للعاصفة المرتقبة وهو ما يذكر بشخصية الكارتون "نيمو" والتي هي سمكة برتقالية. وقال كثير من الأميركيين إن الاسم لا يتناسب مع العاصفة "التاريخية" التي قد تغرق ملايين المواطنين تحت الثلج. وأبدى مغردون على موقع تويتر آراءهم حول التسمية باستخدام الهاشتاق #Nemo: وكتب ريك ليفانتال "لا يعجبني إطلاق أسماء على العواصف خاصة اسم السمكة الكارتونية نيمو". وغردت إيما كيني صورة للسمكة نيمو مكتوب عليها "أنا قادم"، وأضاف "نيمو شخصيتي المفضلة على الإطلاق، لماذا يطلق اسمه على عاصفة ثلجية مخيفة". وكتب بنجي "من الصعب التفكير بشيء سلبي بخصوص اسم نيمو. لماذا يطلق اسم هذه الشخصية اللطيفة على عاصفة". ومع اقتراب كل عاصفة، يتسابق كثير من الأميركيين على المحلات التجارية لشراء مواد غذائية تحسبا للأسوأ، مما يؤدي أحيانا إلى نفاذ البضائع الأساسية. وفي هذا الإطار غردت لينزي سباراجيز "الناس مجانين. لا يوجد بيض أو حليب أو خبر أو جبن في السوبر ماركت". والجدير بالذكر أن عاصفة نيمو المرتقبة تأتي بعد أكثر من ثلاثة أشهر بقليل على كارثة الإعصار ساندي الذي أحدث دمارا كبيرا في منطقة مدينة نيويورك ونيوجيرزي وأودى بحياة 132 شخصا فيما تجاوزت قيمة الأضرار 71.4 مليار دولار.