GMT 0:10 2013 الأربعاء 13 فبراير GMT 11:06 2013 الأربعاء 13 فبراير :آخر تحديث * عباءة أردنية على كتفي بشار الأسد مواضيع ذات صلة تكرار مشهد الوفود التي بايعت الراحل صدام زعيما للأمة وعباءة أردنية على كتفي الأسد وخصومة أقل بين عمانودمشق تبادل معلومات ومنافع على خلفية مناكفة قطر وإيقاع عسكري 'ناعم' على الحدود عمان بسام البدارين يحاول المحامي والناشط سميح خريس إقتناص 'لحظة سياسية' مواتية وهو يضع بيديه عباءة بإسم الشعب الأردني على كتفي رئيس النظام السوري بشار الأسد مع خطبة مليئة بالغزل والإشادة على غرار الخطابات التي كانت وفود نقابية تلقيها لمواسم أمام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لمبايعته زعيما للأمة. عباءة خريس التي أثارت ضجة في عمان مسألة رمزية في سياق توالي حالة الإنقسام حول الملف السوري في الشارع الأردني. لكن الأهم أن اللحظة الراهنة تشهد تقلبات مزاجية حادة في العلاقات الأردنية السورية من الواضح أن خريس ومن هندس زيارته مع الوفد لدمشق يحاولون محاكاتها. عمليا الوفد الأردني الذي وضع عباءة أردنية على كتفي بشار الأسد ضم نفس الأقطاب والأشخاص الذين زاروا دمشق للمرة الثالثة في إطار مشروع التصدي للمؤامرة على سورية. الأهم أن هذ الزيارة التضامنية مع رئيس معزول ومستهدف يتهيأ مع خصومه لما يسمى بالفصل الأخير من معركة دمشق حصلت في توقيت حساس للغاية تغيرت فيه ميدانيا معطيات العلاقة المأزومة المتوترة بين عمانودمشق. مثل هذه الزيارات تشجعها في الواقع المؤسسة الرسمية الأردنية لان عمان فقدت غالبية حلقات التواصل مع النظام السوري وبقيت هذه الحلقة التي تضم نشطاء يناكفون مزاج الشارع الشعبي الأردني بمبادرات من النوع المتضامن مع دمشق. الهدف سياسيا واضح تماما فعمان ترسل رسالة تقول فيها ضمنيا بأنها 'لا تزعج' أمنيا النشطاء المؤيدين لبشار في عمقها النقابي والحزبي. وأنها أي عمان - تحاول التعاطي مع خارطة متحركة للوضع الميداني في سورية بعد مستجدات على صعيد التسوية السياسية الداخلية التي تنضج الأن في سورية وستؤدي لتغيير شكل وهوية تحالفات المنطقة وفقا للمحلل الإستراتيجي الدكتور عامر السبايلة. هذه التسوية يشتمها ويلمح لها وزير الخارجية الأردني ناصر جودة وهو يحاول الإطلال ولو عن بعد على السيناريو الروسي الداعم بوضوح اليوم لبقاء الرئيس بشار الأسد حتى يخرج بطريقة آمنة عام 2014. في خلفية المشهد الأردني السوري تطورت بعض المساحات وتباينت فتنامي 'الحساسية' بين عمانوقطر وعودة روح المناكفة والشكوى المتبادلة دفعت المؤسسة الأردنية وفي عدة مجالسات للتحذير من مشروع طائفي في سورية تقوده قطر وتركيا. لكن العامل القطري ليس أساسيا في 'تبدل' الخيارات الأردنية تجاه المسألة السورية وإنعكاس ذلك عبر عودة الهدوء والسكينة للحدود المشتركة حيث توقفت الإيقاعات العسكرية وتقلص التشنج الأمني وفرضت السلطات الأردنية طوقا أمنيا شرسا أوقفت بموجبه تدفق المجاهدين للقتال ضد بشار الأسد. هنا حصريا يبدو خطر جبهة 'النصرة' ماثلا بعدما أصبحت بمثابة 'خصم مشترك' مرحليا للأردن والسعودية والإمارات والنظام السوري بنفس الوقت مما دفع لإستهداف مباشر وملموس وواضح للجهاد في سورية على حد تعبير الناشط الأردني محمد خلف الحديد. وتحت إيقاع تصورات أردنية قلقة من تنامي نفوذ جبهة النصرة والتيار السلفي الجهادي في ساحة الجارة سورية تحدثت تسريبات متعددة عن بروز شكل من أشكال 'التواصل الإستخباري' بين عمانودمشق مؤخرا وعن تبادل معلومات حتى مع دول مثل الإمارات والسعودية إنتهى بتغير في المزاج السعودي لحق به نظيره في المزاج الأردني. ويبدو أن هذا التبادل إستمر بفعالية طوال الأسابيع الماضية فيما تقصدت عمان تقليص تفاعلها 'المعادي' حدوديا وسياسيا وأمنيا لسورية بشار الأسد بالتوازي مع البقاء على مسافة أبعد عندما يتعلق الأمر بملف اللاجئين وإستمرار تدفقهم وإستقبالهم لأغراض تتعدى الإحتمالات 'المالية' فقط إلى جهة البقاء في حالة مناورة إيجابية تستعد لكل الإحتمالات. على جبهة مسألة اللاجئين بدا مؤخرا بأن التذمر الأردني ينتج فالسفير الأمريكي في عمان إستضاف لقاءات مع إعلاميين أردنيين تركز الحديث فيها عن مشاريع في الطريق لمساعدة اللاجئين السوريين فيما بدأت دوائر محلية تتحدث عن صندوق دولي في مؤشر على أن عمان تتهيأ لإستراتيجة طويلة الأمد فيما يتعلق بملف اللاجئين السوريين. الأنباء تتوقع هنا وضع مبالغ مالية كبيرة بمئات الملايين في خدمة مشاريع الأردن لإستضافة اللاجئين السوريين. المفارقة أن إحساس عمان بخطورة تنامي نفوذ جبهة النصرة وتنظيم القاعدة بالقرب من خاصرتها الشمالية تترجم على شكل غلاظة في التعامل مع السلفيين الجهاديين محليا كما يلاحظ الحديد. بالمقابل لا يبدو أن إستمرار تدفق اللاجئين السوريين مسألة مزعجة أو تدخل في باب الأولويات بالنسبة للرئيس السوري الذي توقفت عمليا قواته في درعا عن إطلاق الرصاص ضد اللاجئين حتى يخفف 'الإحتكاك' مع القوات الأردنية على الحدود في في إطار سعيه على الأرجح لتشجيع ثبات عمان في موقفها الحالي 'الأقل عدائية' في هذه المرحلة. على هذا الأساس تكافىء دمشق ضمنيا عمان لانها تبتعد عن قطر وتناكفها عبر الإبقاء على قنوات إتصال 'أمنية' فيما ترد العاصمة الأردنية بمكافأة ومنافع لا تقل أهمية قوامها مراقبة السلفيين ووقف إرسال مقاتليهم إلى سوريا ومصادرة تجهيزاتهم مع تجنب إزعاج من يميلون لإلباس الرئيس بشار الأسد لعباءة قدمت له بإسم الشعب الأردني.