في مرحلة تعلم تجويد القرآن يعطينا الله على القراءة أجرين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، أيها الإخوة المشاهدون، أيتها الأخوات المشاهدات على هذه القناة "بص وطل"، نحيكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ونحاول أن نجيب عن أسئلتكم التي ترد إلينا دائما. سؤال يقول: ما حكم زرع الشعر بالنسبة للبنت كنوع من أنواع العلاج؟ كلمة "كنوع من أنواع العلاج" غيرت مفهوم السؤال، فالذي أمرنا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا نغيّر خِلقة الله حتى ندلّس على الناس؛ لأن هذا التدليس سوف يترتب عليه سوء العلاقة بين الرجل وبين زوجته. ولذلك نهانا عن وصل الشعر وعن تغيير الخلقة بوشر الأسنان أو بالوشم إلى آخره. أما قضية العلاج فنحن ما دمنا في علاج فإنه يجوز، والعلاج قد يرتد إلى مسألة عضوية وقد يرتد إلى مسألة نفسية أيضا. وهو يجوز على كل من الأمرين، وذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا ضرر ولا ضرار". ولذلك في الحديث الذي قال "لعن الله" وعدد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء اللاتي يخالفن ويغيرن خلق الله قال: "المتفلّجات للحُسن، المغيرات لخلق الله". إذن فهذا كان مراده ليس العلاج وإنما هو مراده التجمل الزائد، والوجه الجديد الذي تكون فيه هذه المرأة مغيرة لخلق الله ومدلسة على الآخرين كما فهم هذا الأئمة الأربعة. سؤال آخر يقول: أود أن أسأل هل تجويد القرآن فرض عين أم فرض كفاية؟ تجويد القرآن فرض يجب على كل قادر أن يقوم به وأن يتعلمه، ولكن من هنا إلى أن أتعلم يجب عليّ أيضا أن أقرأ القرآن، وأن أتمرس به، وأن أمرن لساني عليه. كما يقول ابن الجزري: وليس بينه وبين دركه ... إلا رياضة امرئ بفكّه فلا بد أن هذا الفك وهذا اللسان يتدرب على النطق بالقرآن. إذن نحن أمام مرحلتين؛ مرحلة لا نجيد فيها التجويد بل نتدرب عليه شيئا فشيئا، فيعلمنا الشيخ أحكام النون الساكنة فقط لا غير، ويترك كل أخطائنا في مخارج الحروف وفي المدود وفي نحو ذلك. يُصلح لنا الخطأ في النحو والتشكيل، لكنه يتركنا ويركز على النون الساكنة فقط، ثم بعد ذلك يضيف إليها الميم الساكنة، ثم بعد ذلك يضيف إليها الألف واللام الشمسية والقمرية، ثم بعد ذلك يضيف إليها صفات الحروف المرققة والمفخمة والواقع بينهما مثل اللام والراء. ثم بعد ذلك يضيف إليها...... وهكذا يأخذ معنا شيئا فشيئا حتى نصل إلى كمال التجويد وأن نقرأ القرآن كما نزل. حينئذ يحرم علينا أن نقرأ القرآن إلا بالتجويد؛ لأننا قد تعلمناه فلا نتركه، أما قبل ذلك وفي مرحلة التعليم فإن الله سبحانه وتعالى يعطينا -ونحن نتعتع بالقرآن كما ورد في الحديث- يعطينا أجرين وليس أجرا واحدا، أجر للقراءة، وأجر للمحاولة.. محاولة التعليم. إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إضغط لمشاهدة الفيديو: