رواية (إمبراطورية المساخيط) للروائي محمود الطهطاوي المراوغة اللفظية و الإدراك للمعنى بقلم محمود احمد حسانين إمبراطورية المساخيط الفيساوية رؤية عامه تشمل جوانب الحياة وتعكس الوجود الافتراضي والسعة التزامنية على ساحة البعد التكنولوجي .وهى تجربه للكشف عن الهوية التي لا يمكن إدراكها و لا يمكن التكيف مع العالم الخارجي إلا بادراك حقيقة ما يحتويه هذا العالم من أشياء.فجاءت الرواية علاقة بين الحلم والواقع بين العلاقة ومثيلاتها وتطرح السؤال بشده : هل علاقتنا بالعالم الخارجي تتم عن طريق الإحساس أم الإدراك؟ إذا كانت فكرتنا عن العالم الخارجي ليست سوى مجموعة من الإحساس تتحول بحكم التجربة إلى تصورات ،فالمعرفة تكتسب بالتدريج عن طريق الاحتكاك بالعالم الخارجي و ما تحدثه الأشياء من آثار حسية و بالتالي لا وجود لأفكار فطرية أو مبادئ قبلية سابقة عن التجربة غير آن الرواية في مضمونها اتساع لرقعة الإدراك بين الأشخاص على اختلاف ألوانهم وعقائدهم واتجاهاتهم بالاتصال /الملاصق من الواقع /بالواقع . المراوغة اللفظية و الإدراك للمعنى قد تتسع الرؤية إلى مجالات تتغير مع السرد الرغم البعد السائد والمراوغة التي تأخذ الشكل / المضمون ، فقد ركب من قطع الواقع ما حدث من منغصات الحياة في أول كلمه للإمبراطورة : (ومن تلك البؤرة المنفعلة والمنسجمة مع الواقع المتألق من زوايا الطرق الوعرة ،والاصطدام العاتي،وروح التفاني المنصهر في ازدواجية الشعور القمعي ،المنبعج من كينونة الرؤية الفوقية للحياة المتناغمة من كائنات البؤرة المتفاعلة ، والداخلة في اتفاق تام مع الشعور المنهمر الآتي من عمق حياتنا المتأقلمة،مع روح الواقع المحاصر بتألق الوجع الإنساني، المشارك في الهم المنفرد الوحدوي مع السلكوي المقلق، الداخل في كيانات الحياة المتأثرة بصراع المتمنطق الواعي في الشعور الداخل في تلافيف الصيرورة المنبثقة من رؤية عميقة وهادفة إلى انتشال الأشياء من هذا التواجد الكلى على سطح الأيدلوجيات،وسط عولمة مستديرة ودائرية تحاول أن تلف في عمق هذه البؤرة المتآكلة لترمم وتتدخل مع الكيان الملاصق لهذا المسكون في دواخلنا والناتج عن صراع شبه أزلي في عصر تتوحد فيه الأشياء وتذوب الكيانات الهشة ) السياق يقتضى منحنى التلاعب اللفظي وكيفية الخروج بفلسفة تحوير المفردات واستخدامها بطريقة تؤدى إلى معاني ومفردات تحتمل الشمولية والخلفية المعرفية لدى القارئ. الشكل الفكاهي والمضمون بالمواراة رغم أن الحواس ضرورية للاتصال بالعالم الخارجي إلا أنها غير كافية للإطلاع على حقيقة هذا العالم فالكثير من الأمور تغيب عن شهادة الحواس و تحتاج إلى إدراك عقلي كالصور المجردة والعلاقة الثابتة بين الأشياء فكان استخدام الانترنت، الفضائيات ،وهذا الذي جعل من الرواية المراوغة والاندماج الغير مرتبط بواقع حسي بل تجريد لا مكاني للأشخاص وحدث زماني ينتحل فيه المكان صفة البطل ، وبصفة الرواية في الشكل (فكاهية) غير أن الولوج فيها بتعمق يظهر أنماط المجتمعات التي تتحد وتتفكك لمجرد ارتباطها بالواقع الحداثي الذي يفرض على الجميع سطوته ،ويطرح التسلسل للأحداث سؤال هل الأدبيات المرتبطة بها سواء كان ذلك في العلوم الطبيعية أو في العلوم الاجتماعية تأثر على طبيعة النمط البشرى ؟ . فظهور الثورة الواقعية بين أفراد الشعوب وما أنتجته قد شكل طفرة غير مسبوقة في المناهج العقلية والتي كانت في الأساس امتداداً للأفكار التي كانت موجودة في التجارب السابقة.ويستوقفنا استفسار ملحوظ في ثقافة الرواية المرتبطة بالواقع الافتراضي لديها هل الشمولية في تفاعلات الواقع الثقافي والمجتمعي للمجتمعات العربية على مدار يزيد على قرنين تظهر أن العقلية العربية اتسمت بالازدواجية والانفصام بين الواقع الموجود عليه التطور الحضاري وبين عقليتها التي غلب عليها الرفض والنفي سواء من طريق مباشر أو غير مباشر لما تقدمه العقلية الغربية من فكر وأفكار، الأمر الذي تجلت صورته في شكل أوضح في ظهورا لثورات والاعتراضات التي أدت إلى الإعتصامات ونفى إثبات أي واقع يحدث بعد الثورة، الرواية بين الراوى والقارئ قد يجذبك العنوان وحينما تدلف إلى أبواب ودهاليز الرواية تجد نفسك في شراك لقد خدعك الروائي وتشابكت أطرافك مع الخيوط العنكبوتية للسرد تتجلى المراوغة وتتجلي محاولات الالتفاف عندما تقف برهة في تفكير وقد يستغرقك فلا تدرى كم اخذ الفكر منك فيها حتى انك تجد نفسك وقد التهبت عيناك وفركتها على الفصل الأخير من الرواية ،تأخذك ولما لا بل تستدرجك دون وعى إلى الولوج بكل كيانك داخلها فترى حكايا إمبراطورية المساخيط وذلك بلذة ألف ليله وليله (الكائن الهلامى) وتلك الهواجس التي تصيب البعض بالخزعبلات و (صاحب الرأس المهشمة ) وكيف استخدم أوتار البعد وقوة المغنطيس ليجذبك مره أخرى بكل استحضار للماضي عاد وبقوة الولوج إلى الحاضر جلس وأكمل بلا ترهل سردي يخل بمنحى سرد الرواية ، ونبقى إلى جانب هذا مع الرأي القائل بأن الشمولية التكنولوجية لا يمكن إلا أن تؤدي إلى إعادة تشكيل المادة المعرفية على اعتبار أن تكنولوجيا الإعلام والاتصال لا تعني التقنية فحسب ولكن تتعداها إلى ما هو تكويني وثقافي وبالتالي أنتجت عوالم من الخيال الفكري للسرد فخرجت لنا رواية إمبراطورية المساخيط الفيساوية تشمل السهل الممتنع . محمود احمد حسانين