أكدت فايزة الشايب المستشارة في الفتوى والتشريع، وأول مواطنة تمارس وظيفة الكاتب العدل على مستوى الدولة، ضرورة إنشاء دائرة كاملة ومستقلة للكاتب العدل، لإنجاز المعاملات المتعلقة به، وتخصيص كادر للتفتيش على الكتاب العدول، ضماناً للمصداقية في إنجاز العمل، وتحري الدقة، والالتزام بالأمانة . وقالت إن النهوض بوظيفة الكاتب العدل تستلزم تنظيم دورات تدريبية مكثفة لمن سيلتحق بها، لتزويده بمفردات ممارسة هذه الوظيفة الشاقة والممتعة في آن، حتى يتجنب ارتكاب أخطاء، تؤدي إلى ضياع حقوق المتعاملين، إضافة إلى وجوب التدريب المستمر لمن يمارسون المهنة بالفعل، وهم على رأس عملهم، مع ادخال النظام الإلكتروني المبسط لإنجاز بعض مهام الكاتب العدل، بصورة تسهم في سرعة إنجاز المعاملات . وأضافت في حوار مع "الخليج" أن نحو 130 معاملة ينجزها يومياً مكتب الكاتب العدل في محكمة الشارقة الابتدائية، تتضمن معاملات خاصة بعقود بيع، وتصديقات، ووكالات، وإقرارات، وغيرها، وأنه في المحكمة عدد كاف من الكتاب العدل، الذين بإمكانهم إنجاز عدد أكبر من المعاملات، مشيرة إلى أنه من الضروري توفير مستلزمات انتقال الكاتب العدل إلى المراجعين الذين يريدون إنجاز معاملاتهم، ولا يمكنهم الحضور إلى المحكمة، حيث من الواجب توفير ما يلزم انتقال الكاتب العدل اليهم في أماكنهم لتخليص معاملاتهم، مع تحديد الفئات التي يجب الانتقال اليها . وتالياً نص الحوار: أنت أول مواطنة على مستوى الدولة تمارس وظيفة الكاتب العدل، فكيف جاء التحاقك بها؟ - تخرجت في كلية الشريعة والقانون جامعة الإمارات، وتم تعييني في البداية كاتب عدل في محكمة الشارقة الابتدائية عام ،1993 واستمررت فيها لمدة عشر سنوات، ثم انتقلت إلى وزارة العدل، وعملت موظفة في شؤون القصّر لمدة 8 سنوات، إلى أن ترقيت في جانب من هذه الأعوام مديرة لشؤون القصّر، وعندما لم أجد نفسي في هذا العمل، قررت العودة إلى عملي الذي أعشقه وهو الكاتب العدل، لإحساسي بحاجة المراجعين لخبرتي، ولشعوري بقدرتي على العطاء بشكل أكبر في هذه الوظيفة الإدارية، رغم أن مسماي الوظيفي هو مستشارة في الفتوى والتشريع في السلك القضائي . وبشكل عام يعتبر د . عبدالله عمران وزير العدل الأسبق أول من فتح المجال أمام المرأة لدخول السلك القضائي، والعمل في المحاكم بصورة كاملة، ويعود له الفضل في تعييني في وظيفة الكاتب العدل . هل تلقيت تدريباً في البداية قبيل ممارستك لوظيفة الكاتب العدل؟ - بالفعل لقد تدربت في المحكمة لمدة عشرة أشهر قبل التحاقي بهذه الوظيفة، على يد كاتب عدل مخضرم، وفهمت كل تفاصيل العمل بدقة، وإمعان، واطلعت على الأمور القانونية، والإجراءات المتبعة، وبذلك أصبحت كاتبة عدل متمكنة، والحقيقة فأنا أفتخر بأنني كنت المواطنة الأولى على مستوى الدولة التي أمتهن هذه الوظيفة، رغم اقتصارها قبلاً على الرجال، إلا أنني حينما التحقت بها أثبت قدرة المرأة على ممارسة أي عمل، مهما كان، ولقد عرف المسؤولون أيضاً إمكانات المرأة، واستطاعتها القيام بأية مهام وان كانت شاقة . ما المصاعب التي واجهتك حين التحاقك بهذه الوظيفة؟ - واجهتني في البداية نظرة المجتمع الذي كان يستغرب ممارسة امرأة لمهنة الكاتب العدل في المحكمة، التي كان لا يتواجد فيها غير الرجال من القضاة، والموظفين والإداريين، وكذا المراجعين، وبالتالي كان من الصعوبة بمكان حينها وجود امرأة بينهم، فضلاً عن الصعوبة النسبية في التعامل مع المراجعين . والحقيقة، ففي تلك الفترة ارتبطت بزوجي الذي كان ولايزال قاضياً في المحكمة، ويتمتع بشخصية قوية، والكثير من الكياسة والحلم، مما خفف عني الكثير من الرهبة الأولى التي كانت . ما الذي يجب أن يراعيه الكاتب العدل حين قيامه بمهام عمله؟ - مهام الكاتب العدل متشعبة من التصديق على العقود، والوكالات، ومراعاة الدقة، وتحري المصداقية، والتأكد من أصحاب العلاقة في المعاملات التجارية، والإقرارات، وغيرها من المعاملات التي يقدمها صاحب العلاقة، إذ لابد أن تكون متوافقة مع بنود قانون الكاتب العدل للموافقة على تصديقها . هل تعرضت لمحاولات تحايل من بعض المراجعين لتمرير معاملة غير مكتملة الإجراءات، أو غير سليمة؟ - نعم تعرضت لبعض المحاولات في البداية، تشككاً في قدرة المرأة على تحري المصداقية، والدقة، لكنني اثبت عكس هذا الظن الخاطئ، حيث لم أكن أقف عند ظاهر اية معاملة، بل كنت وما أزال أتمعن، وأتحرى، وأدقق، للتأكد من صحة أية معاملة، ومطابقتها للقوانين المتبعة، ولقانون الكاتب العدل . أليست وظيفة الكاتب العدل روتينية، وأيضاً شاقة على ممارسة المرأة لها؟ - هذه الوظيفة بالخبرة والممارسة، تعتبر ممتعة، وليست على الإطلاق روتينية، ولا مملة، لاختلاف المعاملات، وتنوعها، فضلاً عن ذلك فعملي في مكتب الكاتب العدل يتضمن إضافة إلى تصديق المعاملات، وغيرها، تقديم استشارات قانونية خاصة بالكاتب العدل إلى المراجعين، ممن لديهم معاملات في حاجة إلى توضيح وتصحيح قبل تصديقها من الكاتب العدل، والحقيقة فأنا أتمنى تفريغي نسبياً لتقديم هذه الاستشارات، وإجابة الاستفسارات الخاصة بالمعاملات التي ترد إلى المكتب، لخبرتي الطويلة، واطلاعي الواسع، وإلمامي بمختلف القوانين المتبعة في اجراءات الكاتب العدل . في رأيك كيف يمكن النهوض بوظيفة الكاتب العدل؟ - النهوض بها يستلزم تنظيم دورات تدريبية مكثفة لمن سيلتحق بها، لتزويده بمفردات ممارسة هذه الوظيفة الشاقة والممتعة في آن، حتى يتجنب ارتكاب أخطاء، تؤدي إلى ضياع حقوق المتعاملين، إضافة إلى وجوب التدريب المستمر لمن يمارسون المهنة بالفعل، وهم على رأس عملهم، حيث وللأسف لايوجد تدريب كاف حالياً للكاتب العدل، يزوده بمهارة ممارسة هذه المهنة المهمة ذات الخصوصية، مما يؤدي إلى ارتكاب اخطاء كثيرة، تؤدي إلى ضياع حقوق متعاملين، خلاف ذلك فمن الضروري إدخال النظام الإلكتروني المبسط لإنجاز بعض مهام الكاتب العدل، بما يساهم في سرعة إنجاز المعاملات، كذلك من الضروري توفير مستلزمات انتقال الكاتب العدل إلى المراجعين الذين يريدون إنجاز معاملاتهم، ولا يمكنهم الحضور إلى المحكمة، حيث من الواجب توفير ما يلزم انتقال الكاتب العدل إليهم في أماكنهم لتخليص معاملاتهم، مع تحديد الفئات التي يجب الانتقال اليها . هل يمكن أن تشكل الكاتبات العدل نسبة أكبر من الكتاب العدول؟ - حالياً في محكمة الشارقة وحدها تمارس المهنة 3 كاتبات عدل، خلاف المواقع الأخرى في الإمارة والدولة، والحقيقة إذا كانت المرأة واثقة من نفسها، واستطاعت الالمام بالقوانين، وقانون الكاتب العدل تستطيع أن تثبت نفسها، لكنني لا أتمنى أن تكتسح نسبة المواطنات الرجال في هذه المهنة، لأنني أريد ممن تمارسها أن تكون صاحبة شخصية قوية، ولديها حضور، ودقة ملاحظة، وأن تكون ملمة بالقوانين، بحيث يجب ألا تلتحق أية خريجة جديدة بهذه الوظيفة، التي تتطلب مواصفات خاصة . كم معاملة ينجزها مكتب الكاتب العدل في المحكمة يومياً؟ - نحو 130 معاملة ينجزها يومياً مكتب الكاتب العدل في محكمة الشارقة الابتدائية، تتضمن معاملات خاصة بعقود بيع، وتصديقات، ووكلات، وإقرارات، وغيرها . ولدينا في المحكمة عدد كاف من الكتاب العدل، الذين بإمكانهم إنجاز عدد أكبر من المعاملات . هل يوجد تفتيش على عمل الكاتب العدل لضمان مصداقيته، وتحريه الدقة في إنجاز المعاملات؟ - حالياً لا يوجد، والأمر بأكمله يتوقف على الأمانة الشخصية، والضمير الحي للكاتب العدل، لكنني أتمنى تخصيص كادر للتفتيش على الكتاب العدل، حتى تكون هناك مرجعية لهم، وأتمنى أن أكون ضمن هذا الكادر، لكوني أول كاتبة عدل مواطنة على مستوى الدولة، ولدي باع طويل في ممارسة هذه المهنة المهمة، فضلاً عن كوني عضوة في السلطة القضائية . وأخيراً ما الذي تتمنينه للكاتب العدل بشكل عام؟ - أتمنى إنشاء دائرة كاملة ومستقلة للكاتب العدل، لإنجاز المعاملات المتعلقة به، وليس قسماً أو إدارة في المحكمة، أو الدائرة الاقتصادية، أو غيرها .