الاهتمام بالمشكلات السلوكية من أهم الركائز العملية التربوية والتعليمية، لذا فإن أثر التربية والتعليم يظهر جليا في سلوك الطالب الإيجابي. فإذا ما بدر من الطالب سلوكاً معوجاً أو انحرافياً، كان جديرا بالدراسة والبحث والرصد. ولعل المشكلات السلوكية اليومية للطلاب ستتزايد بالتأكيد إن تركت دون رقابة، ولم تبادر الإدارة المدرسية في رصدها مبكراً، واتخاذ كافة الإجراءات للحد منها واستئصالها من الوسط المدرسي، لأن مثل هذه المشكلات تسبب خللاً مؤكداً في نواتج العملية التعليمية. خورشيد حرفوش (أبوظبي) تقتسم المدرسة مسؤولية التنشئة الاجتماعية مع الأسرة، ومن ثمّ يمكن أن تلعب دوراً هاماً في ترسيخ ثقافة اجتماعية وتربوية وسلوكية إيجابية لدى الأبناء الطلاب من خلال البرامج والمناهج التربوية، ومن خلال الحد من عدوى السلوكيات الخاطئة، أو الانحرافات الأخلاقية إن وجدت. وطبيعة المناخ المدرسي، والبيئة المدرسية، تتسم بخصوصية شديدة التعقيد، تستلزم خبرة ووعي تربوي بطبيعة السلوكيات والمشاكل التي تفرض نفسها ، بل تعد سمة لهذا المجتمع الدراسي الصغير. فالإدارة المدرسية تتعامل مع أعداد كبيرة من الطلاب من فئات عمرية متباينة، وينتمون إلى ثقافات أسرية متعددة، ومن ثم يتوقع دائما حدوث تجاوزات أو مشاكل أو انحرافات أحياناً عن المسار الانضباطي السليم من قبل بعض الطلاب. رصد المشاكل إن التعرف على المشكلات الطلابية من سلوكيات عدوانية، ومشاجرات، وكتابة على الجدران، أوالتدخين أو إقناء وحمل وتبادل أشياء ممنوعة، قد تحتاج في كثير من الأحيان إلى جهد لرصدها وضبطها وتحديد المسؤولية فيها، وقد يكون التدخل المبكر العامل الحاسم في تناول مثل هذه المشاكل. من هذا المنطلق انتهى مجلس أبوظبي للتعليم من تركيب «كاميرات» مراقبة تليفزيونية في 80 مدرسة على مستوى أبوظبي والعين والمنطقة الغربية كمرحلة أولى. وعن تقييمه لهذه التجربة وفعاليتها في الوقاية والحد من السلوكيات السلبية بين الطلاب، فما جدوى هذه التجربة يقول سالم حامد الهاملي «طالب»:«إن وجود كاميرات المراقبة في ممرات وطرقات المدرسة مهم للغاية لأن كثير من الطلاب يخافون من اصطحابهم للأشياء الممنوعة مثل الأسلحة البيضاء أو الأجهزة والألعاب الإلكترونية التي كثيراً ما كانوا يبالغون في استخدامها في فترات الراحة والفرصة المدرسية الطويلة، وأحياناً كان البعض من الطلاب يتغيب متعمداً عن حضور الدروس وينشغل في مثل هذه الألعاب، وبالتالي فوجود الكاميرات يحد من غياب الطلاب واستهتارهم عن حضور الدروس». ... المزيد