قال الدكتور عمار على حسن "نحن نعانى من تحويل الإسلام إلى أيدلوجية سياسية، مؤكدا أن ما يحدث الآن على الساحة السياسية من صراع فى طريقه لتحويل الإسلام لخادم، وهذه ليست وظيفة الرسالة التى جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم. وأضاف حسن فى اللقاء الذى عقدته مكتبة الشروق مساء أمس لمناقشة روايته "شجرة العابد"، والصادرة حديثا عن نفس الدار، أن الحكومة عليها أن تعى النزول على رغبات الشباب، قائلا "إن لم تنزل الحكومة على رغبات هذا الجيل وتحترم عقولهم وتستجيب لهم فستكون هى الخاسرة". ولفت "حسن" إلى أن الإخوان قبل الحكم كنا نحن من يحميهم ويقف بجوارهم، ولكن عندما أصبحت السلطة معهم أصبحوا يسيرون فى الشوارع بحراسات خاصة، قائلا "من يمتلك السلطة لا بد أن يخاف ولهذا يمشى الإخوان بحراسة خاصة بعد أن كان يحميهم الشعب". وتحدث حسن عن أهمية الرواية فى التأريخ للشعوب، مشيرا إلى أن المؤرخين دائما ما يكتبون تاريخ السلاطين، أما الأدباء فهم من يكتبون تاريخ الشعوب والأحداث السياسية، مؤكدا أن مصطلح "زمن الرواية" انتشر بشكل واسع فى منتصف التسعينيات بعد حصول الروائى العالمى نجيب محفوظ على جائزة نوبل، لافتا إلى ما قاله الروائى عبد الرحمن منيف من أن الرواية تاريخ من لا تاريخ له، مشيرا إلى أنه تذكر عندما دخل أحد محاضراته عندما كان طالبا بالجامعة، وسألهم أحد الأساتذة عن آخر رواية قرأوها، متعجبين من السؤال، وقتها كانت صادرة رواية الزينى بركات للروائى جمال الغيطانى، وقال لهم وقتها إن الإسرائيليين يترجمون الأدب العربى ليتعرفوا على سيكولوجية العرب، ومن هنا تأتى أهمية الرواية. وعن روايته شجرة العابد قال "حسن" إنه شعر بسعادة بالغة عندما علم من دار الشروق أنها كانت ضمن أكثر الروايات مبيعا بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الأخيرة، مشيرا إلى أنها تتحدث باختصار عن شاب يدعى عاكف يهرب إلى الصحراء ويبنى زاوية للعبادة بجوار دير الأنبا أنطونيوس، ويبدأ فى اكتشاف الطاقة القوية الكامنة بداخله، قائلا نحن فى حاجة الآن إلى التصوف ليس بمعنى الدروشة أو التجارة بالدين، أو اتباع الأساليب التراثية الخاصة بالصوفية ولكن أن نخلى بيننا وبين الله". وحلل الناقد الأدبى الدكتور يسرى عبد الله، الرواية فقال عنها، إنها تحمل عودة للتاريخ لفهم اللحظة الحالية، مشيرا إلى بداية الكاتب بالحديث عن نهايات العصر المملوكى، مؤكدا أن الاستبداد المملوكى الذى بدأ به حسن روايته يعد إشارة إلى أن مصر كان يتحكم فيها العبيد فى الأحرار. وأوضح عبد الله فى نقده للرواية أن الرواية ما بين الإهداء الذى قدمه حسن لملح الأرض وصناع الثورة وبداية الحكى عن زمن المماليك، يظهر لنا أكثر من تأويل للرواية.