لمناسبة عرض فيلم قصير، تحقق من خلاله حلم المريض بالسرطان فرانسوا، دعت المؤسسة اللبنانية للإرسال نخبة من الإعلاميين لمشاهدته بحضور صاحب الحلم فرانسوا شمالي ووالديه، وأصدقائه وطبيبه المعالج الذي أعلن أنه شُفيّ تماماً من مرض السرطان وكاتب القصة طارق سويد، والممثلة ماغي أبو غصن، والممثل وجيه صقر، والمخرجة والمنتجة المنفذة وكل فريق العمل إضافة لمروان حداد صاحب شركة "مروى غروب"، الراعي الرسمي للعمل والداعم لكل تفاصيله الذي أعلن بعد عرض الفيلم، أنه تبنى قصته لتكون فيلماً سينمائياً طويلاً، يعود ريعه التجاري لمعالجة أطفال السرطان . ديدي منتجة العمل أوضحت أنها حققت حلم فرانسوا، وقالت: هو طفل يعاني مرض السرطان، وأنا أنتمي إلى جمعية تضمه وآخرين في مستشفى الجعيتاوي . عندما بدأنا برنامج "شو القصة" الذي يحكي معاناة أشخاص، استطاع أصحابها استثمارها في مكان معين برغم صعوبتها، ولأنني أعرف أن فرانسوا كان يحلم دائماً بأن يكون له فيلم خاص به، فكان يستيقظ كل يوم بفكرة يخبرها لأهله ويتمنى أن يجد من يترجم أفكاره، إلى أن بدأنا البرنامج وحكينا قصته أو معاناته ووصلنا لأمنيته التي حاولنا تحقيقها، فاتصلنا ب"مروى غروب" بشخص صاحبها مروان حداد الذي تولى كل التفاصيل والاتصالات مع الممثلين والكاتب طارق سويد الذي بدأ جلسات مع فرانسوا، ثم كان أكثر من لقاء حتى تبلور المشروع واقعاً، ونحن اليوم بصدد عرضه لمرة واحدة في السينما قبل أن يظهر على شاشة "إل .بي .سي" . كانت الأحلام تحقق من خلال برامج موسمية عبر الشاشة، إن في الأعياد أو غيرها، فهل تعملون اليوم على توسيعها؟ - في هذا البرنامج أحببنا أن نعمل على تحقيق أمنيات الناس من أصغرهم لأكبرهم، وفي هذا الإطار حققنا حلم شخص عمره مئة عام وسنتين لنبرهن أن أحلام الإنسان لا تتوقف في أي عمر . لذلك سنجد في هذا البرنامج أشخاصاً من مختلف الأعمار قصصهم لا تشبه بعضها، ولكن أحلامهم واحدة . أردنا أن يكون برنامجنا أسبوعياً . لموسم واحد؟ - هي سلسلة مفتوحة بدون تحديد . هل حقق لك هذا البرنامج حلمك؟ - بالتأكيد، فأنا عندما كنت أقدم برامج الأطفال كنت أحلم دائماً بمساعدة الناس . انتقلت إلى البرامج الاجتماعية التي حلمت معها بإنهاء مشكلات الناس وتحقيق أحلامهم وهذا ما فعلته في هذا البرنامج بالذات . الكاتب طارق سويد قال: لا شك في أن كتابة فكرة لغيري أمر صعب، خصوصاً أن فرانسوا حرص على عدم حذف أي تفصيل يريده، فهو يحب التمثيل إلى حد جعله يملي عليّ تفاصيل معينة في الكتابة، لذلك لم أفكر للحظة بأني كاتب، أو بأي انتقاد يمكن أن أواجهه من الصحافة والجمهور، لأن مسؤوليتي تجاه إنسان مريض حالم كانت أكبر من كل شيء، وأكثر، كنت دائماً أدعو له بأن يمد الله بعمره، ليستطيع مشاهدة الفيلم، لذلك حرصت على المحافظة على كل التفاصيل التي يريدها، وكنت سعيداً جداً أنني استطعت أن أوصل الرسالة التي يريدها خلال عشر دقائق من العرض، فرانسوا لا يزال معنا اليوم بعد أن منّ الله عليه بالشفاء، ليذكرنا ويذكّر أهله بالرسالة التي أرادها، ومفادها أنه يجب على الإنسان ألا يستسلم للحزن، بل عليه أن يستمد منه القوة، وأتمنى أن تكون هذه الرسالة وصلت للجميع . أعلن المنتج مروان حداد تحويل الفيلم القصير لفيلم سينمائي طويل يعود ريعه لعلاج الأطفال المرضى . . هل ستكمل كتابته وفق شروط الكتابة السينمائية أم تحافظ على إرادة فرانسوا؟ - لأكون صريحاً معك، سيكون على ذوقي، نظراً لأنه سيخضع لاعتبارات وتقنيات مختلفة، فهو سيعرض في دور السينما، ولابُد أن يكون جاذباً للمشاهدين الذين سيدخلون دور العرض وهم سيدفعون ثمن التذاكر التي يعود ريعها للجمعية . نواة القصة سيؤخذ من فكرة فرانسوا الأساسية التي تتمحور حول فقدان أم لابنها، إنما لم تتم بلورة الموضوع بعد . عموماً أنا سعيد بهذه التجربة، وربما تكون هذه إحدى وسائل التكفير عن سيئات إنسان لا بُد أنه أخطأ في حياته . سألنا الفنانة ماغي أبوغصن: "بماذا اختلف "الحلم" عن أعمالك الباقية؟" فأجابت: ما رأيتموه كان إحساساً حقيقياً لم نحتج لإعادة تصويره أبداً، كانت اللقطة الأولى حقيقية جداً بإحساسها ودموعها . طارق كتب من قلبه، وأنا عشت بالفعل إحساس الأم التي فقدت طفلها، ولم أستطع أن أحبس دموعي . لذلك استطاع أن يصل هذا الإحساس للناس بكل صدق . هل يمكن أن يكون هذا العمل فاتحة جديدة باتجاه أعمال مشابهة في حياتك؟ - أتمنى ذلك، وأنا جاهزة لأكون جزءاً من أي حلم يحاول أي كان تحقيقه . ماذا حقق لك هذا العمل في حياتك؟ - حقق لي الكثير، عندما بدأنا العمل فيه كنّا نظن بأننا نحقق حلم فرانسوا، لنكتشف أن فرانسوا يعمل على تحقيق أحلامنا . فتشاركنا سوياً، أنا ووجيه صقر وطارق في فيلم قد يكون قصيراً، ليس مهماً، بل المهم أن يكون ناجحاً ومؤثراً . هذا الفيلم سيصبح سينمائياً كما أعلن المنتج مروان حداد؟ - هذا صحيح، وأنا بصراحة مازلت غير مستوعبة، فلطالما طرحت الفكرة خلال التصوير لتصبح حقيقة . الفنان روجيه صقر قال عن الفيلم: "بداية سأتكلم عن الدور من الناحية النظرية، الجمهور لم يشاهدني بعد بدور الأب الحنون، صاحب الدموع الصادقة التي أظهرتها حقيقة لأول مرة . ثانياً وهو الأهم أنه في كل مسيرتي الفنية كنت أتقاضى أجراً عن كل دور إنما في هذا الفيلم تخليت عن ذلك، لسبب بسيط، لأنه مَسَّني من الداخل، ولأنني أردت المشاركة بتحقيق حلم فرانسوا، فشعرت بلذة تصوير تختلف عن لذة كل الأدوار التي لعبتها سابقاً . بصراحة لو كنت مرتاحاً مادياً لقضيت عمري بأداء مثل هذه الأدوار لتحقيق أحلام الناس . عموماً لن تكون هذه المرة الأخيرة، خصوصاً أن المنتج مروان حداد أعلن أن الفيلم سيتحول لفيلم سينمائي طويل، أنا فخور بهذا العمل الذي لم يحقق حلم فرانسوا وحده، بل حقق حلمي أيضاً بأن أقدم مثل هذا العمل .