كشفت دراسة جديدة أن 60 % من أسباب تنامي السمنة في صفوف الأطفال تقع على عاتق الآباء. وجاء ذلك بعد استطلاع رأي مجموعة من الآباء أجراه باحثون من مركز رود للسياسة الغذائية، بالتعاون مع جامعة ييل لمعرفة أكثر الأطعمة شعبية وتسويقاً لدى أفراد كل أسرة. وقد جاء على لسان الآباء وأولياء الأمور، أن توافر الأطعمة غير الصحية بكثرة في المطاعم والمقاصف المدرسية والمرافق العامة ووسائل الإعلام والإعلان الواقعية والافتراضية يتحمل أيضاً جزءاً من المسؤولية في سمنة أطفالهم. تُشير آخر الإحصاءات إلى أن الآباء الأميركيين يشترون ما قيمته نحو 58 مليار دولار من المأكولات والمشروبات سنوياً. وقد دفع الإعلان عن هذا الرقم الصادم مركز رود للسياسة الغذائية والسمنة إلى الرغبة في معرفة نسبة استهلاك الأطفال من هذا الكم الضخم من الطعام والشراب. وأجرى الباحثون استطلاعاً رقمياً شمل قُرابة 2454 أباً وأماً ممن لديهم أبناء تتراوح أعمارهم بين سنتين و17 سنة في السنوات 2009 و2010 و2011. وسجلوا أن معدل الدخل الفردي السنوي للآباء المستطلعة آراؤهم 59 ألف دولار، وأن معظمهم لهم مستوى جامعي. وأفاد هؤلاء الآباء بأن المعوقات الكبرى التي تقف دون تبنيهم عادات غذائية صحية هي غلاء تكلفة الأطعمة الأغذية الصحية والعضوية، وتوافر مطاعم الوجبات السريعة والخفيفة على نحو أوسع وفي أماكن كثيرة بما فيها المدارس، وتأثر الأطفال بما يتلقونه من رسائل إعلامية وإعلانية تُسوق للأطعمة غير الصحية. كما صرح الآباء بأنهم يستسلمون في كثير من الأحيان إلى رغبات أطفالهم للحصول على الوجبات السريعة والأطعمة غير الصحية بسبب إلحاحهم، في حين اعترف كثير منهم أنه يعجزون هم أنفسهم عن تقديم نموذج يُقتدى لأبنائهم على مستوى حصر الاستهلاك اليومي والتسوق فيما هو صحي. وعندما سئلوا عن الأطعمة التي يسمع عنها أبناؤهم أكثر في وسائل الإعلام والإعلان وحملات التسويق، قال الآباء إن الوجبات السريعة تتصدر قائمة الأغذية التي تنال حصة الأسد من الإعلانات طوال السنوات الثلاث الماضية. وجاءت مشروبات الصودا، التي تعتبرها السلطات الصحية الرسمية المسؤول الأكبر عن السمنة، في المركز الثالث، من حيث درجة تسببها في السمنة في كل سنة من السنوات الثلاث. وقال الآباء إنهم غير قلقين كثيراً على درجة تأثر أبنائهم من الأطفال واليافعين بمحتوى الإعلانات الترويجية والتسويقية للمأكولات والمشروبات غير الصحية. وأبدوا بالمقابل قلقهم الزائد بشأن كثرة تلقيهم رسائل متعددة ذات مضامين إباحية، أو عدوانية، أو عنيفة، أو مغرقة في المادية، أو تلك التي تؤدي إلى التطبيع مع عادات مضرة بالصحة، كالتدخين وشرب الكحول، أو مغلوطة، مثل اختزال الجمال في أصحاب القوام الرشيقة جداً ذوي القدود القريبة إلى الهياكل العظمية منها إلى القوام المعتدل. وقد أجمع الآباء بالرغم من ذلك على أن تسويق الأغذية غير الصحية وترويج الوجبات السريعة يشجعان الأطفال واليافعين على استهلاكها، والتعود على تبني عادات غذائية سيئة. حصار إعلاني ... المزيد