شارك سكان مدينة عدن الساحلية في إضراب عام إلى جانب مدن عدة في جنوباليمن، أمس، تلبية لدعوة الانفصاليين الجنوبيين احتجاجاً على انطلاق مؤتمر للحوار الوطني، يهدف الى انهاء الأزمة السياسية في اليمن، فيما أصدر الرئيس، عبدربه منصور هادي، قراراً بتشكيل مؤتمر الحوار الوطني، وتسمية أعضائه المشاركين البالغ عددهم 565 مندوباً، يمثلون مختلف القوى والأطراف السياسية والاجتماعية في اليمن. وتفصيلاً، أغلقت الشركات والمكاتب والخدمات العامة في عدن ست ساعات، إثر دعوة من فصيل متشدد بزعامة الرئيس المنفي لجنوباليمن سابقاً، علي سالم البيض، الذي تريد حركته استقلالاً تاماً للجنوب الذي ظل حتى 1990 دولة مستقلة، وتقاطع هذه الحركة المحادثات التي تنطلق غداً. وانتشرت قوات الأمن في انحاء عدن كافة، من دون الابلاغ عن حوادث تذكر بين الشرطة والنشطاء الجنوبيين الذين اغلقوا الطرق الرئيسة بكتل من الاحجار. وسمعت اصوات طلقات نارية في حي المنصورة، احد معاقل الانفصاليين الجنوبيين، لكن لم ترد تقارير عن اصابات، بحسب تأكيد الشرطة والانفصاليين. وفي مديريات كريتر، والشيخ عثمان، ودار سعد، بمدينة عدن، أغلقت المحال التجارية وامتنع الموظفون عن الذهاب الى أعمالهم تنفيذاً للعصيان. وفي محافظة حضرموت ومدن المكلا، والشحر، وسيئون، ومركز محافظة لحج الحوطة بدأت عصياناً مدنياً، وتم اغلاق لجميع المحال التجارية والمدارس والمؤسسات الحكومية. وفي مديرية خور مكسر، عطلت المصالح الحكومية وشلت الحركة التجارية فيها، وظهرت الشوارع خالية من المارة، بينما شوهدت قوات الأمن منتشرة خصوصاً في ساحة العروض التي تتوسط المدينة. ويهدف الحوار الوطني المدعوم من الأممالمتحدة الى تحقيق المصالحة بين الفاعلين السياسيين المنقسيمن في هذا البلد الفقير في شبه الجزيرة العربية. والمحادثات الشاقة المتوقع ان تستمر ستة اشهر، تجمع 565 ممثلاً عن مجموعات سياسية، من انفصاليين جنوبيين الى متمردين زيديين شيعة في الشمال، اضافة الى ممثلين عن المجتمع المدني. وسيسعى المجتمعون لوضع مسودة دستور جديد والتحضير لانتخابات عامة في فبراير 2014، بعد مرحلة انتقالية استمرت عامين بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي. وخلت القائمة من أسماء رجال الدين، وفي مقدمتهم عبدالمجيد الزنداني، المتهم من قبل الولاياتالمتحدة الأميركية بدعم الإرهاب، والذي كانت تعول بعض القوى الدينية على مشاركته في الحوار. ومن المقرر ان يلتئم مؤتمر الحوار الوطني غداً، في صنعاء، لمناقشة مستقبل البلاد. وخصص 112 مقعداً للمؤتمر الشعبي العام، الحزب الأكبر في البلاد، ويحظى بأغلبية في البرلمان، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وينحدر من صفوفه أيضاً الرئيس «التوافقي» الحالي هادي. ويليه التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون)، وسيحظى، ب50 مندوباً في مؤتمر الحوار. وخصص للحراك الجنوبي 85 مقعداً، لكن جميع فصائل الحراك اعلنت عدم مشاركتها. ويمثل الحوثيون 35 مندوباً، وهي جماعة يقودها عبدالملك بدر الدين الحوثي، ولها امتدادات في معظم المحافظات الشمالية، وتسيطر على محافظة صعدة بالكامل، واجزاء من محافظات مأرب، الجوب، حجة، وسبق لها ان خاضت ست حروب مع النظام اليمني اشتركت في آخرها السعودية ضد الجماعة اليمنية. وخصص للشباب المستقل 40 مقعداً، وستحظى النساء المستقلات ومعهن ممثلو المجتمع المدني بعدد مماثل من المقاعد. فيما سيتمثل الحزب الاشتراكي الذي كان الحزب الحاكم في اليمنالجنوبي السابق ب37 مندوباً. وسيمثل الحزب الوحدوي الناصري 30 مندوباً، كما ستتمثل خمسة أحزاب أخرى ممثلة في حكومة التوافق الوطني الحالية التي تدير المرحلة الانتقالية، ومن بينها حزب البعث، ب20 مقعداً في الحوار، واتحاد الرشاد (سلفي) بسبعة مندوبين، وحزب العدالة والبناء (ليبرالي) بسبعة مندوبين. ويحتفط الرئيس هادي ب62 مقعداً لشخصيات من اختياره تمثل القبائل ورجال الدين والأقليات الدينية، بما في ذلك المجموعة اليهودية الصغيرة التي مازالت تقيم في اليمن.