تثير استقالة ديفيد بترايوس، مدير المخابرات الأمريكية السابق، بسبب علاقته مع عشيقته بولا برودويل، تساؤلات حول مدى خطورة الأمر على الأمن القومي الأمريكي، وهل يتوجب على كل المسئولين ممن دخلوا في علاقات خارج الزواج الاستقالة؟ من جانبه، ركز موقع "جلوبال بوست" على الجانب القانوني في فضيحة بترايوس، فبموجب "القانون الموحد للقضاء العسكري الأمريكي"، يعد الزنا جريمة يعاقب عليها القانون إذا ثبت أن الإجراء الذي اتخذه الجندي ضار بالنظام والانضباط في القوات المسلحة، أو كان من شأنه أن يشكك من مصداقية هذه القوات". ونقل الموقع عن صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" أن المدنيين لا يدخلون في نطاق القانون العسكري الموحد، ولكن بترايوس بصفته رئيسا لوكالة الاستخبارات المركزية، ستجعله العلاقات خارج نطاق الزوجية عرضة لابتزاز يمكن أن يهدد الأمن القومي. وأضافت "جلوبال بوست" أن تحقيق المباحث الفيدرالية "الإف بي آي" المبدئي لم يدن بترايوس على الإطلاق، ولكنه تمحور حول تهديد الرسائل الإلكترونية لعشيقته بولا برودويل إلى امرأة أخرى هي جيل كيللي، وعندما نظرت الإف بي آي إلى حساب البريد الإلكتروني لبرودويل اكتشفوا علاقتها مع بترايوس، فأخذ موظف "الإف بي آي" المجهول المعلومات حول ما يتعلق ببترايوس إلى الجمهوريين في الكونجرس، وفقا لما صرح به زعيم الأغلبية آريك كانتور للتايمز. ووفقا ل"كريستيان ساينس مونيتور"، قال مسئولون أنه لا يوجد دليل على تعرض الأمن القومي أو الاستخبارات للخطر، بسبب هذه العلاقة بين بترايوس وبرودويل. ووفقا ل"التايمز" الأمريكية، فإن مسؤولي البيت الأبيض أخبروا بترايوس بأنهم سينظرون في استقالته، وأبلغ الرئيس أوباما بالأمر، والتقى بترايوس ولم يقبل استقالته على الفور، ولكنه قبلها يوم الجمعة الماضي. وفي تقرير ل"وول ستريت جورنال"، نقلت الصحيفة عن مصدر مطلع أن بترايوس اعتقد أنه يجب أن يستقيل لأنه لا يجوز لموظف في المخابرات أن يشاهد مديره أو الأعلى منه رتبة في وضع غير لائق، ووفقا للمصدر فإنه يجب أن يكون مدير الاستخبارات قدوة لغيره. ولكن ثمة تقارير أخرى تشكك في تلك التبريرات لاستقالة مدير المخابرات الأمريكية، حيث نقل موقع "روسيا اليوم" عن جيمس كروبت محرر موقع "تقرير كوربت" قوله أن أي تغيير في قمة الاستخبارات المركزية يؤدي إلى تغييرات سياسية. ويؤكد كوربيت أنه لا يوجد في السياسة ما يسمى بالصدف، وأن هذا الكلام يصدق على ما يسمى بالفضائح الجنسية السياسية، واستشهد بفضائح كانت للتغطية على أشياء أخرى. وأشار موقع "مركز تباد المعلومات" الأمريكي في تقرير له نشر أمس، إلى أن برودويل التي وصفها الموقع ب"العشيقة المزعومة" لبترايوس، كشفت خلال خطاب ألقته في 26 أكتوبر في جامعة دنفر أن "الإرهابيين" في ليبيا هاجموا القنصلية الأمريكية في بنغازي 11 سبتمبر 2012 حتى يستردوا عناصر سجينة من الميليشيا الليبية في مرفق خاص بالسي آي إيه. وأضاف الموقع أن برودويل أكدت أن مسئول "سي آي إيه" في ليبيا طلب تعزيزات وكان يمكن أن يعزز القنصلية التي تعرضت للهجوم، وقالت بروديول أيضا أن بترايوس ومسؤولين بالإدارة كانوا على علم خلال 24 ساعة بالدوافع المحتملة وراء الهجمات الإرهابية. رابط يحوي على فيديو لبرودويل تتحدث بشأن فضيحة سي آي إيه في ليبيا http://www.informationclearinghouse.info/article33003.htm