أكد الشيخ الدكتورعبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجدالحرام والمسجد النبوى وإمام وخطيب المسجدالحرام، أن كرسى الأميرخالد الفيصل لتأصيل منهج الإعتدال جاء فى الوقت المناسب لتصحيح المفاهيم لدى بعض من اختلطت عليهم مفهوم الوسطية والإعتدال، مؤكدًا أن الوسطية في هذا الدين، وسطيةٌ تُزكي المشاعر، وتُهذّب الضمائر، وتسمو بالتفكير والشعور، وتوازن بين متطلبات الفرد والمجتمع، وإعمال العقل والعاطفة، في تربية متوازنة، وتنسيق متَّسق بديع، على ضوء المنهج النبوي وأكد السديس أن الوسطية - منهج سلف هذه الأمة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «فإن الفرقة الناجية أهلَ السنة والجماعة يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، بل هم وسط في فِرق الأمة كما أن الأمة هي الوسط في الأمم». ومن المجالات المهمة التي تبرز فيها وسطية هذه الأمة ما يتعلّق بالتشريع والتحليل والتحريم، ومناهج النظر والاستدلال، فتوسطت الشريعة في هذه المجالات بين اليهود الذين حُرِّم عليهم كثير من الطيبات وبين قوم استحلوا حتى المحرمات. والحكم بالتحليل والتحريم حق الله سبحانه: «إِنِ 0لْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ، أَلاَ لَهُ 0لْخَلْقُ وَ0لأمْرُ) (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ 0للَّهِ 0لَّتِى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَٰتِ مِنَ 0لرّزْقِ». وأوضح السديس أن في مجال الأخلاق والسلوك مظهرٌ من مظاهر الوسطية في هذا الدين، بين الجنوح إلى المثالية والواقعية، وسطيةٌ تُزكي المشاعر، وتُهذّب الضمائر، وتسمو بالتفكير والشعور، وتوازن بين متطلبات الفرد والمجتمع، وإعمال العقل والعاطفة، في تربية متوازنة، وتنسيق متَّسق بديع، على ضوء المنهج النبوي: «إن لنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقًا، ولجسدك عليك حقًا، ولربك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه» خرّجه أحمد ومسلم.