لم تمر مناسبة عيد الأم في 21 مارس الجاري مرورا عابرا عن أهل بيتي حيث شاركوا العالم احتفالاتهم بهذه المناسبة غاضين الطرف عن كنه اصلها ومصدرها وشكل وطبيعة الاحتفال بها مستفيدين من الجانب الايجابي فيها كونها مناسبة يحرصون على المشاركة فيها منذ نعومة اظفارهم كرد جميل لكفاح هذه الام وسهرها ورعايتها لهم طوال عمرها المديد، فيجدون في هذه المناسبة متعة يحتفلون على طريقتهم ويفرحونها بالهدايا التي كانت رمزية وتحولت الى هدايا قيمة عندما كبروا يسترجعون ذكرياتهم معها ويلتمون حولها في حفل جميل تشوبه دفئ العلاقة الحميمة مستلهمين رمز الام في العطاء الدائم. وفي نشوة الفرح الذي اشاركهم فيه عن قرب تذكرت دور الاب في مسيرة الاسرة باعتباره الحارس على امنهم والحريص على مستقبلهم والممول الاول لتوفير حياة كريمة لهم بكده وجهده ليشكل الركن الثاني والاساسي في قيام الاسرة ونهضتها وهي حقيقة لا يختلف عليها الابناء الا ان المناسبة هي "عيد الام" فما دخلي في ذلك ومع ذلك وفي تلك الاجواء المفعمة بالسعادة اطلقت مقولة من باب المداعبة فقلت " غدا سنحتفل بعيد الاب" فضجوا جميعهم ضاحكين متمنين ان يتفق العالم على يوم تحتفل به الدول ويسمونه "عيد الاب". لم أدر ان تلك الدعابة التي اطلقتها حول "عيد الاب" انها كانت فعلا حقيقة واقعية يحتفل بها البلدان الكاثوليكية منذ القرون الوسطى اعتبارا من 19 مارس وهو عيد القديس يوسف ومع ذلك كان من الصعب الاحتفال بعيد الأمهات دينيا، والمهرجانات المكرسة لمريم العذراء "أم يسوع" ما هي الا احتفالات تكريما للعذرية. وقد تم الحفاظ على تاريخ 19 مارس في بعض البلدان منذ الكاثوليكية تقليديا. تشير معلومات وثائق "الاسكولوبيديا" الانجليزية الشهيرة الى ان احتفالية "عيد الاب" معروفة تماما لدى العالم باعتبارها احتفالية عالمية لا دينية لتكريم الأباء يتم الاحتفال بها في عدة أيام مختلفة حول العالم، وهو يعادل الاحتفال بعيد الأم والذي يخصص لتكريم الأمهات. وتؤكد تلك المصادر ان في البلدان العربية كسوريا ولبنان يحتفلون بعيد الأب في 21 يونيو من كل عام اما في إيطاليا والبرتغال وبوليفيا يحتفل به في 19 مارس من كل عام وفي دول كالهند وغانا وباكستان، وسويسرا وتركيا يحتفل به في 21 يونيو ويعتبر هذا اليوم عطلة رسمية في بلدان كالولاياتالمتحدة.. وتم إنشاء واحدة من الاحتفالات غير الدينية الأولى للآباء في الولاياتالمتحدة عام 1912. هذه المعلومة حولت تلك الدعابة التي اطلقتها مع "اعيالي" وامهم الى حقيقة مؤكدة لم اتوقعها وهي ليست بدعة جديدة بل يتم الاحتفال بها وفق المصادر منذ القرون الوسطى فلماذا توقفنا عن تكريم الاب وتحديد يوم يستحق الاحتفال به بعيدا عن التنظير والتحريم والتوبيخ بتقليد الغرب مثل ما يحاولون اخواننا التقليل من شأن هذا الاحتفال الذي نظن انه مقبول لو ظل في اطاره الصحيح في اعطاء التكريم لهذه الام المستحقة الامومة من محبيها. السبب في الاهتمام بيوم الأم خاصة هو التغطية على وجود قوانين تنتهك حقوق المرأة في جميع أنحاء العالم ولهذ حصلت على التعاطف.. اما الاب فلا يجد هذا التعاطف الا ان اهماله ايضا يصيب الاب بغيرة لقناعته بدوره الفاعل في الاسرة لذا اطالب بان نتحرك نحن الاباء ونخصص لنا يوما يحتفل ابناءنا بنا كما يحتفلون بأمهم ونكون نحن مركز الاهتمام على الاقل مرة في العام وسلامتكم