أنور سلطان 1- ان حق تقرير المصير حق اصيل قائم بذاته لا يسقط بالتقادم ولا يجوز اسقاطه ولا الالتفاف عليه . فلا يسقط بحجة اختلاف اصحاب الحق في شكل التقرير ، ولا بحجة وجود خطر من ممارسته ، والا لما قرر شعب محتل مصيره . 2- لا يعلق مصير شعب تحت الاحتلال على مشاكل داخلية لدولة الاحتلال . فكما لم تعلق بريطانيا حق تقرير المصير لسكان جبل طارق بحجة مشاكلها في ايرلندا الشمالية (وكذلك في منح الجنوب استقلاله) لا يمكن ان نقبل من صنعاء التعلل بمشاكلها في صعدة او الحديدة او غيرها من مناطقها وتعلق مصيرنا ناهيك ان تسقطه من اساسه. 3- ان وجود مشاكل في الجنوب ، وظهور بعض الدعوات هنا وهناك ، هو بفعل الاحتلال ونتيجة لوجوده وعليه ان يتحملها ، ويسلم الجنوب صاغ سليم لشعبه ، كما اغتصبها صاغ سليم ووحدة واحدة بدون اصوات تقسيمية . اما اذا كان خلفها (والغالب انه خلفها ، وعلى الاقل يستثمرها ، كما يستثمر مشاكله الداخلية) فهذه جناية كبرى عليه ان يتحمل مسؤوليتها(او مسؤولية استثمارها) ، وبالتالي من باب اولى الا تكون حجة في اسقاط حق تقرير المصير. ولو صح ذلك لما خرج احتلال ابدا ولما تم تصفية الاستعمار. ونقول من باب اولى لأنه لا يمكن ان تكون الجريمة (تفتيت شعب وشرذمته وتغذية الانقسامات فيه ، او استثمارها وهو جريمة ايضا ) طوق نجاة للمجرم، بل يجب ان تكون ادانة واستنكار . 4- ان الاحتلال يصطنع المشاكل ويؤججها ، ويستثمرها ولا يحلها ، من اجل الهروب من الاستحقاق الذى تفرضه الارادة الشعبية الرافضة لوجوده . مثله مثل أي دكتاتور يهدد بالفتن ويجعل من نفسه صمام امان فيما هو وسيلة دمار وخراب، ويحاول ان يجعل البديل عنه الفوضى والخراب . وهذا ما يفعله الاحتلال اليمنى ولسان حاله يقول : إما انا والاستلام لإرادتي او التفتت والتشرذم والحروب. اما انا او هدم معبد 1994م . 5- ان الاستحقاقات السياسية اشبه ما تكون بالقوانين ، ومخالفتها والهروب منها مكلفة وكارثية . وهذه كانت نتيجة الهروب من استحقاقات الوحدة الى الحرب ، وهذا الهروب حول الوحدة الى كارثة احتلال . ولدت استحقاقا جديدا هو الاستقلال ، محاولة الهروب مرة اخرى ستولد كوارث اكبر على الاحتلال هذه المرة قبل غيره . 6- الهروب من الاستحقاق ومحاولة اطالة بقاء الاحتلال ، وتعليق حلول المشاكل الاخرى لصنعاء بشرط حل القضية الجنوبية عبر تخفيض سقفها، واعتماد سياسة خلط الاوراق الذى يجعل جميع المشاكل من طبيعة واحدة سوف يرفع سقفها جميعا الى سقف القضية الجنوبية لان القضية الجنوبية تمثل استحقاق لايمكن تخفيض سقفه . 7- ان احترام طرفي الوحدة كطرفين اصيلين يعتبر صمام امان للطرفين ولشعبي الطرفين . اما خلط الأوراق ، وضم مشكلة صعد - على سبيل المثال - التي هي جزء لا يتجزأ من ( ج ع ى ) مع مشكلة الجنوب العربي التي هي مشكلة دولة وشعب طرف في وحدة ، للهروب من الاستحقاق سوف يفاقم الازمة كما راينا في النقطة اعلاه ويفتح الباب لما تخشى عاقبته . (نفس القول ينطبق عند الحديث عن المظالم) . وبالتالي فان ما يهدد به الاحتلال من تشرذم للتخويف والالتفاف (سياسة لعب اللصوص) سوف يكون كالنبوءة التي تحقق ذاتها دون ان يشعر الاحتلال ، وسوف يحقق ما يخوف به الاخرين بتعنته وخلطه للأوراق . وعلى كل مخلص في صنعاء ان ينتبه لهذه الحقيقة . 8- نتمنى من الذين يشجبون حرب 1994 م بعد ان وقفوا معها وايدوها ، ان يدركوا انهم بتأييد نفس سياسة الهروب سوف يدفعون الى وضع اسوأ ، وليتهم ان كانوا مخلصين الا يكرروا نفس الخطأ بتأييد نفس السياسة والهروب من الاستحقاقات . ان الحل ليس بشجب الخطأ ، بل باستنكار الجريمة ( لان 1994 م ليست مجرد خطأ) ، وبالاعتراف بالاستحقاق كما هو مهما كان ثقله على قلوبهم ، وبغير هذا سوف يساهمون في خلق وضع يتمنون معه لو كانوا اعترفوا بالحقيقة كما هي ولم يهربوا منها . انور سلطان 30 مارس 2013 ملاحظة : ترقيم المقال بغرض ان يبقى الموضوع مفتوحا ، لان ما يحتاج الى توضيح لايمكن حصره في مقال واحد .