السامعي والخطاب التصالحي الوطني    رئيس هيئة الإعلام والثقافة يعزي في وفاة المخرج الإذاعي سعيد شمسان    شرطة مأرب تضبط كمية من مادة الحشيش قادمة من مناطق المليشيا    الأرصاد الجوية تحذّر من أمطار رعدية في عدة محافظات    لقب تاريخي.. ماذا ينتظر باريس وإنريكي في أغسطس؟    تعزيزات مرتبات شهر يونيو 2025    رئيس جامعة إب يتفقد سير الأداء بكلية العلوم التطبيقية والتربوية والكلية النوعية بالنادرة والسدة    تعز تتهيأ مبكرا للتحضير للمولد النبوي الشريف    مناقشة الإعداد والتجهيز لإحياء فعاليات ذكرى المولد في إب    من المستفيد من تحسن سعر العملة الوطنية وكيف يجب التعامل مع ذلك    وادي حضرموت يغرق في الظلام وسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية    فضيحة الهبوط    "الوطن غاية لا وسيلة".!    في السريالية الإخوانية الإسرائيلية    السامعي: تعز ليست بحاجة لشعارات مذهبية    مفاجأة مونتريال.. فيكتوريا تقصي كوكو    سمر تختتم مونديال السباحة بذهبية رابعة    أيندهوفن يتوج بلقب السوبر الهولندي    سعد بن حبريش.. النار تخلف رمادا    عدن .. البنك المركزي يحدد سقف الحوالات الشخصية    صومالي وقواذف وقوارير المشروبات لإغتصاب السجناء وتعذيبهم في سجون إخوان مأرب    السقلدي: تحسن قيمة الريال اليمني فضيخة مدوية للمجلس الرئاسي والحكومات المتعاقبة    جياع حضرموت يحرقون مستودعات هائل سعيد الاحتكارية    العالم مع قيام دولة فلسطينية    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    جحيم المرحلة الرابعة    توظيف الخطاب الديني.. وفقه الواقع..!!    في خطابه التعبوي المهم قائد الثورة : استبسال المجاهدين في غزة درس لكل الأمة    لمناقشة مستوى تنفيذ توصيات المحلس فيما يخص وزارة الدفاع ووزارة الكهرباء..لجنتا الدفاع والأمن والخدمات بمجلس النواب تعقدان اجتماعين مع ممثلي الجانب الحكومي    العلامة مفتاح يحث على تكامل الجهود لاستقرار خدمة الكهرباء    لجنة أراضي وعقارات القوات المسلحة تسلم الهيئة العامة للأراضي سبع مناطق بأمانة العاصمة    الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل    ألغام في طريق الكرامة    إعلان قضائي    مرض الفشل الكلوي (15)    اتحاد إب يظفر بنقطة ثمينة من أمام أهلي تعز في بطولة بيسان    الرئيس المشاط يعزّي مدير أمن الأمانة اللواء معمر هراش في وفاة والده    من بائعة لحوح في صنعاء إلى أم لطبيب قلب في لندن    عدن وتريم.. مدينتان بروح واحدة ومعاناة واحدة    بتوجيهات الرئيس الزُبيدي .. انتقالي العاصمة عدن يُڪرِّم أوائل طلبة الثانوية العامة في العاصمة    اجتماع يقر تسعيرة جديدة للخدمات الطبية ويوجه بتخفيض أسعار الأدوية    أبين.. انتشال عشرات الجثث لمهاجرين أفارقة قضوا غرقًا في البحر    الاتحاد الرياضي للشركات يناقش خطته وبرنامجه للفترة القادمة    من يومياتي في أمريكا .. تعلموا من هذا الإنسان    إصابة ميسي تربك حسابات إنتر ميامي    الهيئة العليا للأدوية تصدر تعميماً يلزم الشركات بخفض أسعار الدواء والمستلزمات الطبية    تدشين فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في محافظة الحديدة    هناك معلومات غريبيه لاجل صحتناء لابد من التعرف والاطلاع عليها    تشلسي يعرض نصف لاعبيه تقريبا للبيع في الميركاتو الصيفي    الحكومة تبارك إدراج اليونسكو 26 موقعا تراثيا وثقافيا على القائمة التمهيدية للتراث    توقعات باستمرار هطول امطار متفاوة على مناطق واسعة من اليمن    الرئيس الزُبيدي يطّلع على جهود قيادة جامعة المهرة في تطوير التعليم الأكاديمي بالمحافظة    نيرة تقود «تنفيذية» الأهلي المصري    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آل نهيان: علاقات قطر والإمارات تشهد تطورات إيجابية
نشر في الجنوب ميديا يوم 23 - 06 - 2012

الدوحة قنا
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة أن العلاقات الأخوية الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر الشقيقة شهدت وبتوجيهات ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، تطورات إيجابية ونموا مضطردا على جميع المستويات سواء على صعيد ترسيخ عرى العلاقات الثنائية الأخوية أو على صعيد دعم العمل الخليجي المشترك ومسيرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعزيز التعاون والتنسيق والتكامل فيما بينهما في جميع المجالات.
وأضاف سموه أن مشروع "دولفين للطاقة" لمعالجة الغاز والذي تم تدشينه بالدوحة في مايو من العام 2008 والذي تجاوز حجم الاستثمار فيه 4.8 مليار دولار أمريكي، يعد أضخم مبادرة خليجية في المنطقة ويعكس المستوى المتقدم الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين، "لذا نحن نولي علاقاتنا الأخوية مع دولة قطر الشقيقة أهمية قصوى، ونحرص على الارتقاء بها إلى آفاق أرحب وأوسع مما يعود بالمصلحة والمنفعة المشتركة على شعبي البلدين الشقيقين".
وردا على سؤال بشأن تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط أعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة عن قلقه إزاء الجمود القاتل الذي تشهده عملية السلام على الرغم من الجهود العربية والإقليمية والدولية الكبيرة التي بذلت طوال العقود الماضية وحتى الآن من أجل تحقيق التسوية العادلة والشاملة للنزاع العربي الإسرائيلي برمته والذي يعد من أقدم القضايا المطروحة تاريخيا على جدول أعمال الأمم المتحدة.
وأبدى سموه أسفه الشديد إزاء تقاعس مجلس الأمن والمجتمع الدولي وتهاونه إزاء الغطرسة الإسرائيلية في تحدي قرارات الشرعية الدولية وتجاهلها واستمرار عدوانها الوحشي المنظم ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومؤسساته الوطنية، مضيفا أنه "بل أكثر من ذلك فإن المجتمع الدولي لايزال يتابع عن كثب سلسلة العمليات والغارات العسكرية الوحشية التي تقوم بها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وتقوم بتوسيع إنشائها للجدار الفاصل في عمق الأراضي الفلسطينية وممارسة نشاطها الاستيطاني بضم المزيد من أراضي ومدن وقرى الضفة الغربية ومدينة القدس الشرقية وتنفيذ المزيد من المشاريع الاستيطانية الجديدة، الأمر الذي يكشف معه حقيقة التوجهات الإسرائيلية الرامية إلى تكريس احتلالها غير المشروع لهذه الأراضي، وفرض الأمر الواقع بها وبقوة السلاح، مما يعرقل من مقومات إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهو الأمر الذي نعتبره انتهاكا صارخا لقواعد ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ولقرارات الشرعية الدولية واتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، بل ويشكل تهديدا خطيرا لخريطة الطريق وجهود اللجنة الرباعية ومبادرة السلام العربية وغيرها من المساعي الدولية الرامية إلى استتباب الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم".
وقال سموه "إننا ومن منطلق إيماننا بأهمية إيجاد حل عادل ودائم، نحث الأطراف الدولية المؤثرة للضغط على إسرائيل للقبول بقرارات الشرعية الدولية وتنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين، وصولا إلى إنهاء احتلالها للأراضي التي احتلتها في عام 1967 بما فيها القدس الشريف وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة فوق أرضه وإعادة الأراضي السورية المحتلة في الجولان وما تبقى من الأراضي اللبنانية، وذلك في إطار التزام عربي بما ورد في مبادرة السلام، داعيا المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية إلى القيام بمسؤولياتهم من أجل وقف سياسة الكيل بمكيالين تجاه الشعب الفلسطيني.
وحول مبادرة السلام العربية وإلى متى ستبقى مطروحة على الطاولة.. قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة إننا تدارسنا أخيرا وبعمق على صعيد الجامعة العربية جدوى استمرار الالتزام العربي في طرح مبادرة السلام العربية كخيار استراتيجي، ولجنة مبادرة السلام العربية ودورها وجهودها نحو عقد اجتماع وزاري مهم في الدوحة في التاسع من ديسمبر الماضي تدارسنا فيه مستجدات الموقف، خاصة بعد النجاح التاريخي للدبلوماسية الفلسطينية والعربية في حصول فلسطين على مركز دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، مما يؤكد اعتراف المجتمع الدولي بها كدولة مكتملة المقومات تقع أراضيها تحت الاحتلال الإسرائيلي، وليست كما تزعم إسرائيل أنها أراض متنازع عليها.
وأضاف سموه أنه "تبعا لهذه المستجدات، دعت اللجنة إلى إطلاق مفاوضات ملزمة ومحددة السقف والزمن تكون مرجعيتها قرارات الشرعية الدولية ممثلة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة بالاحتلال الإسرائيلي وفي مقدمتها القراران 242 للعام 1967 و 338 للعام 1973، اللذان يقضيان بإنهاء الاحتلال وانسحاب إسرائيل إلى خط الرابع من يونيو للعام 1967 ويشمل القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين خلال سقف زمني يتم الاتفاق عليه، مع ضمان وقف النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية كافة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والعرب المعتقلين في سجون الاحتلال".
وأعرب عن ألامل أن تلقى الجهود والمشاورات العربية التي أجريناها خلال الفترة الماضية مع الإدارة الأمريكية وروسيا الاتحادية والصين الشعبية وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في مجلس الأمن، تفهما في ضرورة تغيير المسار والنهج من أجل بلورة آليات جديدة تتيح الانطلاق نحو مسار مفاوضات جدية وعلى أسس ومرجعيات الشرعية الدولية المتفق عليها، والتي نرى أنه من الضروري إعادة التأكيد عليها من قبل مجلس الأمن ليستعيد دوره في الإشراف المباشر على عملية المفاوضات وتحقيق الانتقال من "إدارة" الصراع الذي استمر لسنوات طويلة، إلى "إنهاء" الصراع لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة المكتملة المقومات وذلك في إطار زمني محدد وملزم.
وردا على سؤال آخر حول قبول فلسطين كدولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة.. قال سمو وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة "إن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة" يعد انتصارا دبلوماسيا ومكسبا قانونيا للفلسطينيين، إذ صوتت 138 دولة لصالح مشروع القرار، كما دعا مشروع القرار مجلس الأمن إلى النظر "بشكل إيجابي" إلى قبول طلب دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة وضرورة التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين والوقف الكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
وأضاف أن فقرات المشروع تؤكد على تصميم الجمعية العامة على الإسهام في إعمال الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني والتوصل إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط تنهي الاحتلال الذي بدأ في عام 1967 وتحقق رؤية الدولتين والحاجة الملحة لاستئناف وتسريع المفاوضات من أجل تحقيق تسوية سلمية عادلة ودائمة وشاملة.. مؤكدا أن هذه المعطيات التي شملها قرار الجمعية العامة يعتبر بمثابة إصدار شهادة ميلاد لدولة فلسطين ويمهد لمساندة المجتمع الدولي لدعم مشروع الدولتين.
ورأى سموه أن هذه الخطوة تشكل نقلة إيجابية في توجه المجتمع الدولي نحو "تصحيح الظلم التاريخي الذي ألحق بالشعب الفلسطيني والضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال والاستيطان، وقال إنه يتعين في هذا الصدد أن تتفهم إسرائيل هذه الخطوة من جانب المجتمع الدولي والعودة إلى المفاوضات مع الفلسطينيين من أجل إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس القرارات الدولية ذات الصلة.
وأضاف قائلا "إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي الدول العربية وقفنا إلى جانب الفلسطينيين في تحركهم لكسب هذا الإنجاز المهم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونرى بضرورة استمرار التحرك العربي الجماعي لمساندة الفلسطينيين للوصول إلى حقوقهم المشروعة وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
وحول فرص حل الدولتين وهل لازال ممكنا في ظل موقف الحكومات الإسرائيلية المتشددة.. قال إن المجتمع الدولي يعرف جيدا التعنت الإسرائيلي وعدم استجابة إسرائيل لقرارات الشرعية الدولية، ولقد عملت إسرائيل على المناورة والمراوغة طوال السنوات الماضية على بدء مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، غير أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنح فلسطين دولة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية جاء ليؤكد أن تحرك الشعوب من أجل نيل حريتها وتحرير الأراضي المحتلة لا يمكن في النهاية إلا أن يحقق أهدافها، وبالتالي فإن على إسرائيل أن تتفهم جيدا أبعاد هذا القرار الأممي والرضوخ إلى مطالبة المجتمع الدولي باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين والتوقف عن بناء المستوطنات والقبول بحل الدولتين.
وردا على سؤال آخر حول الانتقادات التي توجه للجامعة العربية وما المطلوب لإصلاحها.. قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة إن مسألة إصلاح جامعة الدول العربية باتت من الأولويات في مسيرة العمل العربي المشترك، وتم في سبيل تحقيق هذه الخطوة الكثير من المقترحات والاجتماعات لتفعيل وتنشيط الجامعة.
وأضاف سموه "أننا نرى أن الحياة بدأت تدب في الجامعة العربية وأن عملية الإصلاح تسير، ولو بخطى خجولة، وهذا شيء جيد لإنقاذ الجامعة من حالة الجمود التي أصابتها في السنوات الأخيرة، فمن المعروف أن الكثير من المقترحات التي قدمت لإصلاح مسيرة الجامعة ومن بينها آلية اتخاذ القرارت على المستوى الوزاري أو على مستوى القمة وإعادة هيكلة المؤسسات والهيئات والدوائر المنبثقة عن الجامعة وزيادة ميزانيتها، هي في العموم عناصر مهمة في تطوير الجامعة، لكننا نرى أن عملية الإصلاح للجامعة العربية ينبغي أن تتوفر لها النيات الصادقة لإنجاز مثل هذا العمل واتخاذ خطوات متقدمة في تفعيل الجامعة على غرار الاتحاد الأوربي".
وحول العلاقات الإيرانية - العربية وكذلك علاقات إيران مع دول مجلس التعاون الخليجي.. قال سموه إن الموقف المبدئي في العلاقات العربية - الإيرانية يتعين من وجهة نظرنا أن يقوم على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام المواثيق والأعراف الدولية التي تنظم العلاقات بين دول الإقليم وتحقيق المصالح المشتركة، ومن هنا نرى أن العلاقات العربية الإيرانية يعتريها الكثير من الأخطاء من الجانب الإيراني، ومن بينها احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وعدم وضوح أهداف وتفاصيل المشروع النووي والتدخل في الشأن الداخلي لبعض الدول العربية.
وأكد سموه أنه يتعين على إيران تصحيح مواقفها باتجاه بناء علاقات مع الدول العربية قائمة على الثقة من خلال الجنوح إلى الاستجابة لمطالبنا في خصوص إنهاء قضية الجزر بالمفاوضات المباشرة أو اللجوء للتحكيم الدولي والالتزام بتعهداتها الدولية في شأن ملفها النووي في إطار الدعوة التي تتبناها الدول العربية لتطبيق فكرة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل والتخلي عن تدخلاتها في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية.
وحول رضا دولة الإمارات العربية المتحدة عن الدعم الخليجي في قضية احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاثة.. قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان "إن مقاربتنا الدائمة للتعامل مع ملف الجزر الإماراتية الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى" يقوم بشكل مبدئي ثابت على ضرورة اللجوء إلى المفاوضات أو التحكيم الدولي، كما أننا لا ننظر للمسألة على أنها مسألة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإيران فقط، وإنما يمتد تأثيرها إلى دول الإقليم، وباعتبار أن الجزر تقع في منطقة حيوية، وأن 40 بالمائة من طاقة العالم يمر بالقرب منها تصبح قضية لها تأثير في السلام والأمن الدوليين.
وأضاف أنه من خلال هذه الرؤية ناشدنا إيران باستمرار الاستماع لصوت العقل لإنهاء هذه القضية، غير أن إيران تواجهنا بمواقف تصعيدية، لذلك نحن نتشارك مع إخواننا في دول مجلس التعاون في موقف موحد من التصرفات الإيرانية وفي مقدمتها قضية الجزر، وبالطبع نحن راضون بشكل كامل عن الموقف الخليجي من هذه القضية باعتبار أن هذه القضية هي قضية خليجية وعربية في الوقت ذاته بقدر ما هي قضية إماراتية، ونأمل من إيران الاستجابة للموقف الخليجي الموحد للوصول إلى حل قضية الجزر، وبما ينعكس إيجابيا على العلاقات الخليجية الإيرانية في مختلف المجالات.
وردا على سؤال حول رؤية سموه لموضوع إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وموقف إسرائيل من معاهدات حظر السلاح النووي.. قال سمو وزير الخارجية إن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تتبع سياسة راسخة في الالتزام بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وبالعمل مع المجتمع الدولي لتجنيب العالم مخاطر الانتشار النووي وما يدعم موقفها وتوقيعها على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية للعام 1995 وتوقيعها على اتفاقية الضمانات الشاملة للعام 2003، بالإضافة إلى اعتمادها للبروتوكول الإضافي للعام 2010، كما شاركت في مبادرة مجموعة عدم الانتشار ونزع السلاح النووي تجسيدا لسياستها الداعمة لكافة الجهود الدولية والإقليمية والمتعددة الأطراف الرامية إلى إيجاد عالم آمن وخال من الأسلحة النووية ولقناعتها بأن أسلحة الدمار الشامل كارثة إنسانية وهلاك للبشرية.
وأضاف قائلا "إننا في الوقت الذي نجدد فيه التزامنا بكل متطلبات عدم الانتشار النووي، نجدد دعمنا للجهود الرامية إلى جعل منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك منطقة الخليج العربي، منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ونطالب إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي وإخضاع منشآتها النووية لنظام الضمانات الشاملة، بالتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتنفيذ التزاماتها الدولية وتبديد كافة المخاوف والشكوك حول برنامجها النووي، ونأمل في حل سلمي لهذه الأزمة يضمن إبعاد التوتر والأزمات عن منطقتنا ويضمن شفافية البرنامج النووي الإيراني ويؤكد طبيعته السلمية.
وتابع قائلا "كما يساورنا قلق متواصل إزاء استمرار البرنامج النووي الإسرائيلي خارج رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونطالب بضرورة موافقة إيران على إخضاع كافة منشآتها النووية إلى الرقابة الدولية من دون شروط، والانضمام لاتفاقية السلامة النووية والبرتوكول الإضافي".
وحول وجود تهديدات أمنية كبيرة تواجه المنطقة العربية في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية غير المستقرة حاليا.. قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة إننا نرى أن أولى الخطوات الفعالة لدرء المخاطر والتحديات الأمنية التي تواجه دولنا وأمتنا هي في تحقيق الوفاق والتضامن بين الأشقاء وحل الخلافات العربية أولا بمصداقية وفي إطار من المصارحة والتفاهم والتسامح.
وأضاف أننا في دولة الإمارات العربية المتحدة كنا دائما طرفا نلعب دورا إيجابيا في حل الخلافات والأزمات، ونحرص على أن نكون بعيدين عن المحاور أو طرفا في أي من المشكلات، وكما تعلمون كان لمؤسس دولتنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إرث حافل من الجهود الخيرة التي بذلها على مدى عقود طويلة من أجل تحقيق الوفاق بين الأشقاء وحل الخلافات العربية، وحث إخوانه الملوك والرؤساء العرب للعدول عن طريق الخسارة وحشد صفوفهم للتصدي للتحديات والمخاطر التي تواجه أمتنا العربية، مؤكدا "أننا فخورون ومتمسكون بهذا الإرث وهو نهجنا ورؤيتنا في دعوة أشقائنا العرب جميعا لمواجهة التحديات التي تعترض مسيرة العمل العربي وتعيد للأمة العربية مكانتها وأمجادها".
وحول استضافة المملكة العربية السعودية مؤخرا القمة العربية الاقتصادية التنموية وما هي أبرز ما خرجت به القمة.. أوضح سموه أن انعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية في دورتها الثالثة في العاصمة السعودية الرياض يومي 21 و 22 يناير 2013 تزامن وسط أجواء وظروف متغيرة، نظرا لما يحيط بالاقتصاد العربي من تحديات أفرزتها حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني التي تمر بها بعض دول المنطقة، كارتفاع معدلات البطالة وضعف الهياكل الإنتاجية وتدني مستوى الاستثمارات العربية والفجوة الغذائية وغلاء الأسعار، إضافة إلى حالة عدم الاستقرار المالي والنقدي الذي يعاني منه الاقتصاد العالمي، مما قلص من فرص نمو الاقتصاد العربي لارتباطه المباشر بعلاقات تجارية واستثمارية وسياحية قوية مع العالم الخارجي.
وبين أن هذه الظروف المتشابكة على المستويين الداخلي و الخارجي انعكست بشكل واضح على أعمال القمة و مداولاتها في سعيها لإيجاد أرضية مشتركة صلبة تجمع الدول العربية على قاعدة من المصالح الاقتصادية المتبادلة للانطلاق إلى مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق والتكامل المثمر الذي يحقق طموحات وتطلعات أمتنا العربية في التنمية والاستقرار ويعود بالنفع على الأجيال الحالية والمستقبلية.
وقال "إننا إذ نعرب عن ارتياحنا للقرارات التي صدرت من قمة الرياض الاقتصادية ومن قبلها من القمتين الأولى في الكويت في العام 2009 و الثانية في شرم الشيخ في العام 2011 ، نتطلع إلى الالتزام الكامل بتنفيذ تلك القرارات والمشاريع التنموية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من القرارات التي أجازتها هذه القمم، ونؤكد على أهمية ضرورة تسريع الخطى لتعزيز ودعم و تطوير آليات ومؤسسات العمل العربي المشترك في جميع المجالات، بما يخدم المواطن العربي ويرتقي بمستوى معيشته ويؤمن استقراره في الحاضر والمستقبل".
وحول توقعاته بحل قريب للأزمة السورية والموقف العربي من هذه الأزمة.. قال سموه "إن ما يحدث في سوريا قد تجاوز كل الحدود والأعراف الإنسانية، خاصة بعد تصاعدت وتيرة العنف والقتل والتشريد الذي يمارسه النظام السوري باستخدام صواريخ "سكود" ضد شعبه، وقد ناشدنا المجتمع الدولي مرارا بأن يتحمل مسئولياته الإنسانية والسياسية بحزم وجد لإيقاف المآسي الشنيعة التي ترتكب ضد الشعب السوري المسالم بإيجاد حل للأزمة من خلال انتقال منظم للسلطة يستجيب لرغبات وتطلعات و إرادة الشعب السوري.
وأعرب سموه عن تطلعاته وأمله بنجاح جهود المساعي العربية والدولية التي تبذل حاليا لتحقيق اختراق في مسار الحل السياسي للأزمة السورية المستعصية على أساس تطبيق ما تم الاتفاق عليه في اجتماع مجموعة العمل الدولية في جنيف بنهاية شهر يونيو الماضي بالتوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تنقل إليها السلطة كاملة لتتولى إدارة مهمات المرحلة الانتقالية بما يحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والتغيير الديمقراطي.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة "نتوجه إلى النظام السوري بدعوة صادقة إلى حسم موقفه والتجاوب مع هذه الجهود، ونحمله مسؤولية تبديدها خاصة بعد أن بلغت الأزمة السورية هذا المنحى الخطير المستعصي الذي أصبح يهدد مستقبل سوريا ووحدتها ومستقبل الشعب السوري والأمن والاستقرار والسلام في المنطقة برمتها".
وأشار إلى أنه على صعيد الجانب الإنساني للأزمة السورية قامت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ اندلاع الأزمة ولاتزال مستمرة في تقديم الدعم للشعب السوري وخاصة اللاجئين في الأردن وتركيا والنازحين في الداخل السوري، وفي هذا الصدد تبرعت دولة الإمارات بمبلغ 300 مليون دولار في المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الأوضاع الإنسانية في سوريا الذي عقد في يناير الماضي بالكويت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.