القدس ( صدى عدن ) متابعات : اقتحم العشرات من المستوطنين الاحد المسجد الاقصى المبارك متجاوزين كل الخطوط الحمراء التي يتحدث عنها العرب والمسلمون، وذلك من خلال اقدام احد المستوطنين على شرب الخمر بداخل الحرم القدسي الشريف في حين حاولت مستوطنة ان تدنس ساحاته واشجاره بمحاولة تبويل ابنتها تحت شجرة زيتون، الامر الذي دفع المصلين وطلاب العلم الى تعالي اصواتهم بالتكبير احتجاجا، قبل ان تتدخل شرطة الاحتلال لقمعهم وتوفير الحماية للمستوطنين. وجاء اقتحام المستوطنين الاحد للمسجد الاقصى وقمع المصلين وطلاب العلم في الحرم القدسي بالتزامن مع توقيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الملك الاردني عبد الله الثاني اتفاقية الدفاع عن القدس والمقدسات التي جرت مراسم توقيعها بحضور وزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهباش، ونظيره الأردني محمد نوح القضاة. وكان عباس غادر رام الله متوجها لعمان الاحد على متن مروحية أردنية للقاء عبد الله الثاني، والتوقيع على اتفاقية الدفاع عن المقدسات الفلسطينية في القدس كون الاردن يواصل رعاية المقدسات منذ احتلال الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ عام 1967. وقال الهباش إن الاتفاقية هي للتنسيق والتعاون من أجل حماية ورعاية المسجد الأقصى المبارك وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، مشددا على أن الاتفاقية أكدت على الدور الأردني التاريخي في رعاية المقدسات بالقدس، كما أكدت على السيادة الفلسطينية على كل أراضي الدولة الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين. وفيما خط عباس وعبدالله الثاني توقيعهما على اتفاقية الدفاع عن المقدسات بالقدس وخاصة المسجد الاقصى المبارك اعتقلت قوات الاحتلال صباح الاحد، 10 مصلين واعتدت على عدد آخر بالصعقات الكهربائية عقب اقتحام العشرات من المستوطنين المتطرفين ساحات المسجد الاقصى. وافاد شهود عيان بان الاعتداء على المصلين جاء بسبب محاولتهم التصدي للعشرات من المستوطنين الذين اقتحموا ساحات الاقصى من باب المغاربة في حين قام مستوطن اسرائيلي بشرب الخمر، في الوقت الذي حاولت فيه مستوطنة اسرائيلية تبويل ابنتها تحت شجرة زيتون في ساحات الاقصى، فقام احد حراس المسجد بالتدخل، وقام المصلون وطلاب العلم بالتكبير فقامت شرطة الاحتلال بالاعتداء عليهم بالهراوات والصعقات الكهربائية. هذا واثار اقتحام المستوطنين للاقصى واحتساء احدهم الخمر في داخله في حين حاولت مستوطنة تدنيسه ببول ابنتها حالة من الغضب في صفوف الفلسطينيين مما ادى بشرطة الاحتلال لاغلاق بوابات الحرم القدسي ومنع من تقل اعمارهم عن 50 عاما من الفلسطينيين من الدخول اليه لاداء الصلاة فيه. أدانت الرئاسة الفلسطينية تصعيد المستوطنين إثر اقتحامهم لباحات المسجد الأقصى المبارك، واعتقال الاحتلال لعدد من المصلين الفلسطينيين. وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، من تداعيات هذا الاقتحام الذي يمس بعقيدة المؤمنين ويدفع باتجاه توتير الأوضاع في المنطقة. وحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي يهدد فرص السلام، داعيا المجتمع الدولي للتحرك لوقف هذه الاعتداءات ضد المواطنين والمقدسات. ومن جهته أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك محمد حسين قيام مجموعة من المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى بحراسة الشرطة الإسرائيلية وقيامهم بشرب الخمر، ومحاولتهم تدنيسه بالتبول فيه. واستنكر في تصريح صحافي، قيام سلطات الاحتلال باعتقال عدد من المصلين والاعتداء عليهم بالضرب وبالصعقات الكهربائية، محملا إياهم المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات، مشيدا بوقفة الحراس والسدنة والمصلين في المسجد الأقصى المبارك وتصديهم لهذه الاعتداءات. وبيّن أن هذا الاعتداء الآثم من قبل المستوطنين يتنافى مع التعاليم السمحة التي تدعو إليها الديانات السماوية، مشيرا إلى مدى الحقد والكراهية والعنصرية التي يكنها المستوطنون لأهل فلسطين من خلال الاعتداء على أماكن عبادتهم، ومقدساتهم وأرضهم وأرواحهم تحت حماية السلطات الإسرائيلية. كما حذّر من أن هذه الاعتداءات قد تؤدي إلى حرب دينية تتحمل السلطات الإسرائيلية عواقبها، مطالبا الأممالمتحدة والهيئات والمنظمات الدولية بضرورة سن قانون يجرم كل من يسيء إلى المقدسات والرموز الدينية في العالم أجمع، واعتبار هذه الممارسات من جرائم الحرب. *القدس العربي