تسعى مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، لتحقيق الاستفادة القصوى من القدرات والكفاءات الوطنية في شتى قطاعاتها الوظيفية، بما يفسح لهم المجال للإسهام بقوة في تنفيذ رؤية قطر الوطنية. وقد وضعت المؤسسة أمامها خطة طموحة ترمي إلى تقطير %50 من وظائفها بحلول العام 2016. ولتنفيذ هذه الخطة، رسمت إدارة الموارد البشرية في المؤسسة استراتيجية طويلة المدى، تركز على الكمّ والنوع في عملية استقطابها للقطريين. وحققت المرحلة الأولى من استراتيجية مؤسسة قطر لتوطين الوظائف أهدافها المرسومة للفترة بين عامي 2009 و2011. وها هي المؤسسة تحقق أرقاما إيجابية في تنفيذ المرحلة الثانية من استراتيجيتها للأعوام الخمسة من 2011 إلى 2016. وحول هذه الاستراتيجية والخطط المستقبلية للمؤسسة فيما يخص التوظيف والتقطير، يتحدث أحمد العبيدلي، مدير التوظيف في مؤسسة قطر، قائلاً: «إننا في مؤسسة قطر نجري تقييماً سنوياً لرصد نسب التقطير المحققة في كل عام، ومدى مواءمتها الأهداف الاستراتيجية المرسومة، ويمكني القول: إننا حققنا نتائج إيجابية في هذا الصدد». ويتابع العبيدلي، الذي انضم إلى فريق الموارد البشرية في مؤسسة قطر قبل 3 أعوام بعد سنوات من العمل في قطاع البترول، قائلاً: «يشكل التوسع الدائم للمؤسسة تحدياً كبيراً لإدارة الموارد البشرية فيها. فهناك دائماً مشاريع ومراكز جديدة تتأسس داخل المؤسسة، وهو ما يتطلب استحداث وظائف إضافية». ويضيف «نركز دائماً على استقطاب الكفاءات الوطنية، لقيادة جميع مشاريع المؤسسة ومراكزها البحثية والتعليمية، بالإضافة إلى إعداد الطلاب من خلال الابتعاث للخارج للتحصيل العلمي، أو تدريبهم في أفضل المعاهد البحثية والشركات العالمية، ليكونوا مؤهلين لشغل تلك الوظائف وقيادة مشاريع المؤسسة». وتتميز استراتيجية التقطير في مؤسسة قطر بكونها غير مقصورة على وظائف أو مستويات وظيفية معينة. إذ تسعى المؤسسة لاستقطاب الكفاءات الوطنية في قطاعاتها الوظيفية المتنوعة. ويتحدث العبيدلي عن عوامل الجذب التي تتمتع بها مؤسسة قطر، والتي تجعلها خيار التوظيف الأول للباحثين عن عمل، قائلاً: «إن الإنجازات التي تحققها مؤسسة قطر، بفضل رؤية قياداتها وجهودهم المخلصة، قد أسهمت في جعل اسم المؤسسة نفسه عامل جذب، يجعل كل باحث عن عمل يرغب في أن يصبح جزءاً من هذه المنظومة الرائعة». ويكمل العبيدلي حديثه حول العوامل التي تساهم في استقطاب الكفاءات الوطنية، قائلاً: «يسهم التنوع في المجالات التي تعمل خلالها المؤسسة بجذب أكبر عدد من مختلف الكفاءات. فلدينا وظائف للراغبين في العمل البحثي بكل أنواعه، كما في التعليم وبرامجه المتنوعة، بدءاً من التعليم الأولى في الحضانة، مروراً بالمرحلة الثانوية وصولاً إلى أعلى درجات التعليم الجامعي. هذا بالإضافة إلى تخصصات أخرى في مجال تنمية المجتمع ومشاريعها المختلفة، والموسيقى والرياضة، وغيرها من الوظائف الإدارية». ومن ضمن المزايا التوظيفية التي تتمتع بها مؤسسة قطر، هي أنها توفر برامج تدريب وتطوير للمواطنين، وهي برامج تميز المؤسسة عن مختلف الجهات الأخرى. إذ يتم وضع برنامج تدريبي خاص بكل «موظف متدرب» من حديثي التخرج (جامعيين، وخريجي الثانوية) يستمر لمدة سنتين، ليزودهم بالمهارات والتأهيل المهني المطلوب لشغل الوظيفة التي تم تحديدها، عند بداية انضمامهم للمؤسسة. ويقول العبيدلي حول هذا الشأن: «خلال سنتين يكون الموظف المتدرب مؤهلاً لشغل وظيفته، فخلال هذه الفترة يخضع للدورات المهنية التي يحتاجها، سواء داخل قطر أو خارجه، بالإضافة إلى الخبرة التي يكتسبها من خلال عمله اليومي». ويضيف «مخرّجات البرنامج إيجابية للغاية، فأعداد المتدربين الذين اجتازوا البرنامج وتمكنوا من شغل الوظائف المحددة كبيرة». ويخضع المتدرب لتقييم دوري، كل 3 أشهر، من قبل «المدرب المسؤول» الذي يتابع عمله بشكل يومي، بالإضافة إلى تقييم اختصاصيي إدارة الموارد البشرية، ويتم خلال جلسات التقييم قياس مدى استجابة المتدرب للبرنامج، مما يتيح الخروج بأفضل النتائج ومواجهة أوجه القصور أولا بأول. وحول أهمية معرض قطر المهني، يقول العبيدلي: «إن الدور المنوط بمعرض قطر المهني يتعدى مجرد عرض الوظائف والبحث عن مواطنين لشغلها، فالدور الرئيسي للمعرض والمشاركين فيه هو توعية زواره حول كل ما يتعلق بالمسار المهني الذي اختاره ومتطلباته». ويرى العبيدلي أن مشاركة مؤسسة قطر في المعرض دائماً تحقق الهدف المنشود منها، مستدلاً بذلك على الأعداد الكبيرة من السير الذاتية التي يتلقاها ممثلو المؤسسة في المعرض، «وقد وظفنا بالفعل العديد من المواطنين الذين تقدموا بطلباتهم خلال المعرض، واحتفظنا بباقي السير الذاتية والبيانات في قاعدة المعلومات للاستفادة منها حين تدعو الحاجة». ويؤكد العبيدلي أن مشاركة المؤسسة في معرض قطر المهني «تركز على الجانب التوعوي لزوار المعرض، بالإضافة إلى تقديم العديد من الخدمات مثل فن كتابة السير الذاتية، والإعداد للمقابلات الوظيفية، وامتحان تحليل الشخصية الذي يتم فيه تحليل رغبات الأشخاص من خلال مجموعة أسئلة تدلهم على أفضل التخصصات ومجالات العمل المناسبة لهم». يذكر أن مؤسسة قطر، تشارك في معرض قطر المهني 2013، الذي ينعقد حالياً في مركز قطر الوطني للمؤتمرات تحت الرعاية الكريمة لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين، ويختتم في السادس من الشهر الجاري.