لم تكن هناك نية في معرفة الأساليب التي يتم بها البث التلفزيوني لبطولات العالم للدراجات النارية.. كانت خطوة مفاجئة عندما دعانا ناصر بن خليفة العطية نائب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات والدراجات النارية رئيس الاتحاد القطري بعد مناقشات طويلة عن التقنيات الفنية لعملية البث التلفزيوني وجيش المصورين والفنيين والمهندسين الذين ينقلون مثل هذه الأحداث إلى كل دول العالم من خلال ما يقرب من 50 قناة تلفزيونية.. اصطحبنا بو خليفة إلى الغرفتين الخاصتين بعملية النقل التلفزيونى .. عدد الفنيين في الغرفتين لا يزيد على عشرين فرداً .. صحبنا أحد مسؤولى الفريق لنشاهد كيف تنقل الكاميرات هذا الحدث من الحلبة .. شاهدت كيف يعمل الفنيون في منظومة معقدة جداً لكنها سهلة بالنسبة لأشخاصها .. كانت أصابعهم تتحرك على الأجهزة الموجودة أمامهم وكأنهم يعزفون على المفاتيح الموسيقية لآلة البيانو أو كأنهم يداعبون أوتار آلة القانون الشهيرة دون أن يحدث خطأ واحد .. حتى الإصابات التي تقع للدراجين يتم تحديد موقعها بمنتهى الدقة ومعرفة الجراج الخاص بالمتسابق حتى يتم رصد الانفعالات على وجوه الأطقم الفنية المساعدة لكل دراج وكيفية التصرف .. كنت أتخيل أن أجهزة البث الموجودة في الغرفتين .. ولكنني دهشت عندما علمت أن هذه المعدات الإلكترونية الجبارة مملوكة لشركة الدورنا التي تتعاقد مع حلبات العالم لتنظيم السباقات .. وأن هذه الأجهزة تحمل جواً أو بحراً من دولة إلى أخرى حسب موقعها من العالم ويتم تركيبها بحيث يتم توصيل آلاف الأمتار من الكابلات والأسلاك دون خطأ واحد تحت الأرض في ممرات سهلة وآمنة .. الغريب أن أحداً من الفنيين العاملين في الغرفتين كانوا يتابعون التجارب التمهيدية لسباق الموتور جي بي فى جولته الأولى التى تنطلق من لوسيل من خلال شاشات متعددة تزيد عن 50 شاشة تلفزيونية صغيرة دون أن يلتفت أحد منهم لدى دخولنا .. أو حتى يشعر بوجودنا .. عملية النقل التلفزيوني مدخولاتها المالية لا تقدر وتفوق كل وصف حسبما قال لنا السيد ناصر بن خليفة العطية رئيس الاتحاد القطري الذي كان يشرح لنا مثل هذه الأمور وكأنه أحد المتخصصين فى هذه العملية .. ومع ذلك قال لنا أنا لن أستطيع أن أوصِل إليكم المعلومة لذلك لجأ إلى مسؤول من الطاقم الفني الأسباني المسؤول عن النقل التلفزيوني الذي شرح بإفاضة بلغة انجليزية سهلة ما يحدث داخل الغرفتين وحول الحلبة وحتى عبر الأقمار الصناعية .. إنها التكنولوجيا وياما في الجراب يا حاوي" .. "واللي يعيش ياما يشوف".