لا تقاس البلدان بضخامة مساحتها، بل بسحرها وجمال طبيعتها، النموذج ينطبق على جمهورية جزر مارشال التي يحضنها البحر في شمالي المحيط الهادئ وتتميز بشواطئها الذهبية وحسن مناخها، ولا يتجاوز عدد سكانها ال 67 ألف نسمة، ويبلغ إجمالي ناتجها المحلي 115 مليون دولار، وتبلغ حصة الفرد من الناتج نحو 3 الآف دولار . تشكل البلاد جزءاً من مجموعة أكبر من جزر ميكرونيسيا، وتنتشر على سلسلة طويلة من الجزر المرجانية شبه الاستوائية تبلغ 1156 جزيرة . وتحدها من الغرب دول ميكرونيسيا الاتحادية وجزيرة ويك من الشمال وجزر كيريباتي إلى الجنوب الشرقي ونورو إلى الجنوب . وتعد ماجورو أكثر مناطق جزر مارشل ازدحاما بالسكان، وهي عاصمة الجمهورية . بدأت الهجرة واستيطان جزر مارشال في الألفية الثانية قبل الميلاد، وكان الأوروبيون أول من اكتشف هذه الجزر في عشرينات القرن السادس عشر وعلى رأس هؤلاء المكتشفين الإسباني الونزو دي سالازار . ولحق بهذه المغامرة الاستكشافية رسو سفن إسبانية وإنجليزية، واشتق اسم مارشال من المستكشف جون مارشال واعتبرت جزءاً من جزر الهند الشرقية الإسبانية في العام ،1874 وتم بيع الجزر لألمانيا في العام ،1884 وأصبحت تحمل اسم غويانيا الجديدة الإسبانية في العام 1885 . غزاها الأمريكيون خلال الحرب العالمية الثانية، وضمت إلى المناطق الخاضعة لحكومة الولاياتالمتحدة وفي العام 1986 أصبحت جمهورية ذات سيادة كاملة . وبقيت روابطها وثيقة مع الولاياتالمتحدة حية توفر لها الحماية العسكرية وتمنحها هبات مالية خاصة وتساعدها في ميادين مثل الخدمات الاجتماعية . ولا تمتلك الجزر الكثير من المصادر الطبيعية وتعتمد على توفير خدمات اقتصادية ولديها محصول جيد من صيد الأسماك والزراعة . وتحتل المساعدات المالية الأمريكية الجزء الأكبر من إجمالي الناتج المحلي . وعلى ذلك فجزر مارشال تستخدم الدولار الأمريكي كعملة محلية، وتعيش فيها مجموعات صغيرة من المهاجرين وعلى رأسهم الفلبينيون . ويتحدث السكان لغة المالايو البوليسينية واللغة الإنجليزية . ومعظم السكان ينتمون مذهبياً إلى كنيسة المسيح المتحدة . تتكون المناطق المأهولة من 29 جزيرة مرجانية وخمس جزر مترامية الأطراف . وهناك 24 جزيرة تتمتع بكثافة سكانية ملحوظة، وأغلبية الجزر تكاد لا ترتفع كثيرا عن مستوى البحر، وتعد جزر مارشال أكبر ملاذ لأسماك القرش في منطقة المحيط الهادئ وتتمتع بحماية على امتداد المناطق الساحلية البالغة مليونين و700 ألف كيلومتر مربع، ويمنع منعاً باتاً صيد القرش، وفي حال صيده ينبغي إطلاقه ثانية إلى البحر . المناخ يتسم مناخ الجزيرة بالحرارة والرطوبة بينما تصبح الأمطار غزيرة في الفترة ما بين شهري مايو/ أيار ونوفمبر/ تشرين الثاني . وتعاني الجزر الأعاصير التي تكثر وتقوى كلما اتجهنا غرباً نحو جزر ماريانا والفلبين . وبحسب الدراسات فإن جزر مارشال تصنف على أنها الأكثر خطورة بالنسبة للفيضانات والتغيرات المناخية . الاقتصاد تصدر جزر مارشال 28 فئة مختلفة من الأسماك بينما تعد مصادرها الطبيعية ضعيفة وتستورد من البضائع واحتياجاتها أكثر مما تصدر . وتقدم الولاياتالمتحدة مساعدات تزيد على 57 مليون دولار سنوياً، ويتوقع أن تزيد هذه المساعدة إلى نحو 63 مليون دولار بحلول العام ،2023 حيث ستتحول هذه المنح إلى مساعدات دائمة . وتحتوي الجزر على قاعدة لتجارب الصواريخ تابعة للجيش الأمريكي ويتلقى السكان إيجاراً من الأمريكيين، ويعمل في القاعدة أعداد كبيرة من السكان . أما المطار فقد شيده اليابانيون خلال احتلالهم للجزر في الحرب العالمية الثانية . وتقاسم تشييد الطريق الوحيد في العاصمة التايوانيون والأمريكيون . وتتركز الزراعة في أحواض محدودة، ومن أهم المحاصيل الزراعية جوز الهند والطماطم والبطيخ . وتقتصر الصناعة على الأشغال اليدوية وتعليب الأسماك، وتلعب الأسماك دوراً أساساً في دعم الاقتصاد منذ أن استقر الإنسان على هذه الجزر . تعتمد البلاد في الطاقة على ألواح الخلايا الشمسية وقوة الرياح في توليد الكهرباء بشكل أساسي . ويعتمد معظم السكان على الخلايا الشمسية في توليد الطاقة في منازلهم . السياحة تمتد جزر مارشال على مساحة مليون ميل مربع معظم أجزائها قائمة على جزر مرجانية وسط بحار ذات مياه زرقاء تخلو تماما من التلوث ذات بريق أخاذ، وهي بلا شك أكثر الأماكن في العالم فرادة وتستحق الزيارة . ويتخذ التنقل بين الجزر متعة خاصة، ويبدأ السياح بزيارة قرية لورا الواقعة على أقصى الطرف الغربي من الجزيرة، ويمكن الحجز على مراكب سياحية تطوف هذه الجزر، كما يمكن القيام برحلة تهدف للغوص بين الشعب المرجانية الكثيرة في هذه النواحي الغنية بالحياة البحرية، ومن أهم الجزر الغنية بالشعب المرجانية التي يمكن زيارتها آرنو وجالويت وميلي أو ليكيب . الأسواق والتسوق تحتوي أسواق جزر مارشال على كل ما يرغب المرء في شرائه، نظراً للصلات الوثيقة التي تربط الجزر مع أجناس احتلت الجزر وتركت بصماتها واضحة هناك مثل البريطانيين والروس والألمان واليابانيين والأمريكيين، وسبق البعثات التبشيرية دائما مجيء القوى العسكرية، وعلى ذلك تقدم المطاعم ألوانا مختلفة من الوجبات، كما أن المتاجر تحتوي على بضائع من كل أنحاء العالم . الأمهات والنساء أكثر ما يرحب سكان جزر مارشال بالأمهات اللواتي يصطحبن أطفالهن والنساء في العموم في إطار عادات وتقاليد قديمة، فمنذ نعومة أظفارهم يتعلم الأطفال كيف يحترمون النساء والطاعنين في السن .