ضمن مبادرته الشهرية مع جناح وسط المدينة (بافيليون داون تاون)، يقدم مهرجان دبي السينمائي الدولي، لعشاق السينما خلال الشهر الجاري، فرصة جميلة للاستمتاع بثلاثة أعمال سينمائية ترصد واقع الجريمة المعاصرة، لتطوف بالمشاهدين في رحلة مثيرة تجمع في طياتها مزيجاً من الأحلام والشجاعة والعاطفة، وأنشطة العصابات غير القانونية في أروقة عالم الجريمة في كلّ من إيطاليا وفرنسا والبرازيل، وذلك خلال العروض المسائية للجمهور، في الفترة من 22 - 24 الجاري. تنطلق العروض مع فيلم "مدينة الرب" (City of God)، الذي يطوف بنا شوارع الأحياء الفقيرة الأكثر سوءاً في العالم، في مدينة ريو دي جانيرو، عبر فيلم رائع من إخراج فرناندو ميريليس، بالاشتراك مع كاتيا لوند، وقد حصدت هذه الرائعة السينمائية، التي رشحت لنيل إحدى جوائز الأوسكار، أكثر من 50 جائزة، من مختلف المهرجانات السينمائية، حول العالم، ولا تزال تتصدر قائمة النقاد وعشاق السينما حتى الآن. كما سيكون الجمهور على موعد مع فيلم من تقدمة المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي فيلم "غومورا" (Gomorrah) للمخرج ماتيو غاروني، والذي قالت عنه صحيفة "بوسطن هيرالد" إنه "أفضل فيلم يرصد عالم العصابات تمّ تصويره على الإطلاق"، وهو فيلم مميّز، حقاً، فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان "كان" السينمائي عام 2008، ورُشّح لنيل جائزة أوسكار، لكشفه أسرار الحقائق المفزعة للغومورا (المافيا)، ومدى سطوتها وتحكّمها بمجتمع مدينة نابولي. وينقل لنا فيلم "غومورا" (Gomorrah) واقع الحياة اليومية المعاصرة لعائلات الجريمة المُنظّمة الإيطالية من الداخل، فهو يعكس مدى سطوتها وثرائها ودمويتها. وتختتم العروض بفيلم "الكراهية" (La Haine)، أحد أكثر الأفلام تميزاً، والذي يُصنّف من روائع السينما الفرنسية، فهو عمل مبدع، من تأليف وإخراج ماتيو كازافيتش، الذي أبهر عالم السينما بنظرة شجاعة ومزعزعة وغنية بالمشاهد الحيّة للصراعات العرقية والثقافية التي تشهدها ساحة المجتمع الفرنسي المعاصر.