الضمائر في اللغة العربية هي أسماء تدل على متكلِّم أو مخاطَب أو غائب، وتستعمل الضمائر لتدل على أشخاص عاقلين ومعروفين، كما يمكن أن تستعمل كذلك، لتدل على غير العاقلين لكن المعروفين من الأشياء والظواهر والموضوعات والمسميات المحددة، والذي يسوغ هذا الاستعمال هو الضرورة الناشئة عن تعامل الإنسان مع هذه الأشياء، وإنزاله إياها منزلة العاقلين وحاجته إلى مثل هذا الاستعمال في حياته. سنتناول ثلاثة ضمائر، كل على حدة، في ثلاث مقالات متتالية، وسوف نسقط كل ضمير على مشاهد من الواقع على سبيل التورية، مستمدين ذلك من أصول اللغة العربية التي تعني ما تحتمله من ذات المعاني التي عرفناها بها من قاموس اللغة وهي (الضمير المتصل، والضمير المنفصل، والصمير المستتر) وفي كل نوع من أنواع هذه الضمائر شأن من الواقع، كونها تحمل مضامين واسعة وتعطي المعنى المشار إليه خلف كل ضمير. سنركز اليوم على (الضمير المتصل) والذي يكون له موقع من الإعراب، وأصحاب هذه الضمائر المتصلة لها صلة بالأفعال، ونراها معنا في كل مكان بحضور إيجابي مكثف، تعمل هذه الفئة من الضمائر المتصلة دائما في بؤر الأحداث، تتصدى لكل مشكلة تواجه أي شخص أمامه وتجتهد في السعي إلى حلها.. لصاحب الضمير المتصل روح متحفزة للعمل والعطاء، لا يتوانى في تقديم النصح والمشورة في أمور الحياة كافة. عندما تتصل الضمائر المتصلة (ياء المتكلم وهاء الغائب وكاف المخاطب) بالأسماء أو بحروف الجر تكون في محل جر.. وكم من أولئك المتصلون بضمائرهم الحية يجرون على وجوهم حصائد مواقفهم الشجاعة وصحوة ضمائرهم المتصلة بالواقع، حين يسبرون الدهاليز المعتمة في جوانب متعددة من عمق المجتمع، يكشفون زيف التعاملات المبنية على المصلحة والأنانية الذاتية، والاستخفاف بحقوق أصحاب الضمائر المتصلة وحرمانهم من التواصل بضمير حي متصل. ندعو الله أن يديم لنا هذه الفئة من أصحاب هذه الضمائر المتصلة، لأنها هي القادرة على تنوير دروبنا وإرشاد ذوي الأمر منا لما فيه مصلحة وطننا، وأبناء شعبنا المتطلع إلى المساهمة في صرح البناء، وإعلاء شأن الوطن بضمير متصل واضح المعالم، بعيدا عن أصحاب (الضمير المنفصل) الذي سيكون محور موضوعنا يوم غد إن شاء الله. وسلامتكم