مازالت مدينة القدسالمحتلة تتعرض لسياسة البطش الإسرائيليلة التي تتنوع بين التهويد والهدم والإبعاد والاعتقال، فقد سجل شهر مارس الماضي تصاعداً خطيراً في هذا الشأن، حيث اعتقل 40 مواطناً من بينهم أطفال، وتم إبعاد 150 مقدسياً عن المدينة المقدسة، بالإضافة إلى عمليات الاعتداء على المواطنين واقتحام المسجد الأقصى المبارك من قبل المستوطنين المتطرفين وعناصر الجيش والشرطة الإسرائيلية. وشهدت القدس خلال الشهر الماضي حملات اعتقال ودهم شبه يومية في أحياء مختلفة، إلى جانب انتهاك لحرية التنقل والتعبير عن الرأي، وهدم المنازل، وتحرير مخالفات مرورية تعسفية. ويقول مدير مركز معلومات وادي حلوة بسلوان جواد صيام ل«الإمارات اليوم»، خلال شهر مارس الماضي لوحظ تصعيد إسرائيلي من قبل قطعان المستوطنين وقوات الاحتلال في المسجد الأقصى، حيث منعت الصلاة بالمسجد الأقصى لثلاثة جُمع متتالية في أيام (15، 22، 29) مارس، وذلك بعدم السماح لمن تقل أعمارهم عن 50 عاماً من الرجال من الوصول إليه، ورافق ذلك إجراءات اسرائيلية مشددة في مدينة القدس والبلدة القديمة وفي الشوارع والطرقات المؤدية للمسجد الاقصى، بنصب الحواجز الحديدية والتدقيق في الهويات، وبالتالي أجبر الشبان على الصلاة في شوارع القدس، بمراقبة من القوات الإسرائيلية. ويضيف «رغم القيود فقد تم الاعتداء على الشبان الذين أدوا الصلاة على أبواب الأقصى، ففي يوم الجمعة 15 مارس اعتدت القوات الاسرائيلية على المصلين الذين حاولوا أداء الصلاة في ساحة بابي الأسباط وحطة، حيث تم دفعهم ومنعوا من الصلاة وتم احتجاز شاب». ويتابع صيام قوله «في يوم الجمعة الأخيرة اعتدت قوات الاحتلال على الرجال والشبان في باب العامود وباب المجلس «الناظر». وقامت القوات الاسرائيلية، بحسب صيام، باقتحام المسجد الاقصى يوم الجمعة 8-3، وقد أصيب العشرات من المواطنين بالأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية، من بينهم حارسان للمسجد الاقصى هما جاد الغول، وصالح دويك، وصحافيان وهما عطا عويسات ومحفوظ ابوترك، كما تم اقتحامه بتاريخ 31-3، وتم الاعتداء على المصلين بالهراوات والصعقات الكهربائية وغاز الفلفل، وتم اعتقال العديد منهم. ويشير مدير مركز معلومات وادي حلوة إلى أن الاحتلال الاسرائيلي أبعد خلال الشهر الماضي ما يزيد على 40 مواطناً من النساء والرجل والأطفال عن المسجد الأقصى لفترات متفاوتة، (سبعة أيام حتى ستة أشهر)، في وقت سمح فيه للمئات من المتطرفين باقتحامه. وفي سياق متصل، يوضح مدير مركز معلومات وادي حلوة أن الاحتلال سجل خلال شهر مارس الماضي 150 حالة اعتقال، من بينهم اطفال ونسوة ورجال وشبان، وكانت الاعتقالات هذا الشهر من أحياء وقرى القدس كافة. ويقول صيام «خلال شهر مارس أصدرت المحاكم الاسرائيلية أحكاماً على ثمانية مقدسيين وسيدة من منطقتي سلوان والطور، من بينهم قاصران وهما عامر زيداني وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة عام، وعباس العباسي حكم ب 13 شهراً، وكان أعلى حكم في هذا الشهر بحق الشاب اسحق عرفة حيث حكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 60 عاماً، أما السيدة انتصار الصياد فقد حكم عليها بالسجن لمدة عامين ونصف العام بتهمة طعن جندي وإصابته بجروح طفيفة، فيما مددت المحاكم الاسرائيلية خلال مارس توقيف نحو 50 مقدسياً من احياء عدة من القدس، اعتقلوا خلال الاشهر الاخيرة بتهم مختلفة». وسجل شهر مارس الماضي، بحسب صيام، ارتفاعاً في عدد الاعتداءات التي نفذها المتطرفون ضد المقدسيين وممتلكاتهم، حيث تم الاعتداء على الفتى منصور أبوماضي 16 عاماً من سلوان اثناء ذهابه الى مدرسته، ولأنه دافع عن نفسه اعتقل وفرض عليه الحبس المنزلي لمدة 10 ايام، وتم الاعتداء على الطفل ابراهيم الرجبي تسع سنوات أثناء وجوده على سطح منزله بقطعة زجاج، أدت الى احداث جرح عميق في وجهه. كما قام مستوطن من سلوان بالاعتداء على الشقيقين دينا (14 عاماً)، ومحمد جويلس (12 عاماً) مرتين خلال الشهر، وتم اعتقال الطفلين، كما تم الاعتداء على السيدة ام زياد ابوهدوان وابنتها في القدس القديمة وحاول مستوطن خلع حجاب ابنتها آلاء، وتم رشهما بالغاز، وفي آخر يوم في الشهر تم الاعتداء على عائلة الشاويش بعد اقتحام منزلها بالقدس القديمة من قبل مستوطنين مجاورين لها، وتم اعتقال صاحبة المنزل وابنتها وابنها وثلاثة مواطنين.