تجدد الحديث عن شأن مستقبل الخلافة في السعودية، عقب إعلان الديوان الملكي السعودي أن عبدالله بن عبد العزيز ملك السعودية سيخضع اليوم السبت لعملية جراحية، وهي الثالثة منذ توليه الحكم عام 2005، ووفقا لوكالة الأنباء السعودية فإن العملية تهدف لتثبيت التراخي في الرابط المثبت أعلى الظهر. وتأتي هذه الانباء لتجدد النقاشات عن مستقبل الخلافة في السعودية، وهو ما كان موضوع حوار أجرته إذاعة "مونت كارلو" الدولية مؤخرا المحلل السياسي عبد الوهاب بدرخان. ويبدو الوضع المعقد في مسألة الخلافة في السعودية بسبب تجاوز ولي العهد الثمانين من عمره، لذا "فهناك خوف من أن يتفاقم الموضوع لسبب من الأسباب، وفي محاولة لاحتواء الوضع السياسي السعودي المعقد، الذي يعتمد على نظام حكم وصفته مراسلة "وول ستريت جورنال" بال"العتيق" حيث تعتمد نظام الخلافة بين أفراد الأسرة الواحدة، وتعتمد على العمر، الأكبر سنا فالأكبر، بعيدا عن الكفاءة، حاول الملك عبد الله إحداث "هزة" في تلك التراتبية المبنية على السن وكلف الأمير نايف بتولي وزارة الداخلية، إضافة إلى أنه النائب الثاني لرئيس الوزراء. يقول محسن العواجي للبي بي سي "الوزارة هي البلد، إنها الحكومة والشخص الذي يتولى إدارتها يصبح في أكثر المواقع حساسية في المملكة". وأضاف العواجي الذي وصفته البي بي سي برجل دين سعودي ومحامي وثيق الصلة بأسرة نايف بأن "الملك عبدالله أول حاكم يضع الكفاءة والقدرة على تولي المهام قبل عامل السن". وألمح المحامي السعودي إلى أن الإجراء "قد لا يسعد البعض داخل الأسرة الحاكمة" كما يفتح احتمالات بأن حاكم السعودية القادم سيتخطى جيلا. وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية إلى الأمير محمد بن نايف كخليفة محتمل "تحبه" واشنطن وتعتبره "مديرا جيدا" وسيحمي إصلاحات عبدالله "ويضمن عدم ضياع المكاسب المحققة". ولكن المحلل السياسي في مونت كارلو يرجح سيناريو آخر، أنه في حالة وفاة الملك هناك ولي العهد الذي سيتولى "الخلافة" حتى لو كان مريضا، وذلك يرجع لأن الأسرة الحاكمة في السعودية تحترم "التراتبية"، ويضيف بدرخان "حتى لا يكون هناك أي وضع انقلابي يمكن أن يبنى عليه في المستقبل"، وحدد معنى "انقلابي" من داخل الأسرة الحاكمة نفسها، لذلك رجع ولي العهد الأمير سلطان من المغرب حيث كان يقضي فترة النقاهة حتى يتواجد في المملكة. ومما يعرف عن الأمير محمد نايف أنه قاد عمليات مكافحة الإرهاب، ويرجع إليه الفضل في قيادة حملة ناجحة لسحق متشددي القاعدة الذين حاولوا إسقاط عائلة آل سعود، عندما كان نائبا لوزير الداخلية. وتشكل القاعدة مصدر خطر متجدد على الدولة السعودية، خاصة بعد "تطوع" عدد من المتشددين دينيا في الحرب على النظام السوري، مما يفتح احتمالا قويا أن يعودوا إلى السعودية حاملين أفكارا جهادية تهز استقرار السعودية. وكذلك تمثل احتجاجات المنطقة الشرقية الغنية بالثروات النفطية مصدر خطر آخر للملكة السعودية، خاصة في ظل التوترات الطائفية التي تجتاح المنطقة. يأتي كل ذلك في ظل ملك سعودي قارب على التسعين عاما خضع من قبل لعملية جراحية في تثبيت عدد من الفقرات في العمود الفقري 2010، وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن عددا كبيرا من الأمراء كانوا في استقبال الملك عبدالله وآخرين كانوا مرافقين له أثناء توجهه إلى مستشفى الحرس الوطني في الرياض.