تأخر «الهيئة العامة للتعليم التطبيقي» في صرف مكافآت الطلبة مسألة مزمنة انعكست سلبا عليهم.. إننا نضع هذه المشكلة برسم وزير التربية. في الحقيقة، لا نعرف سببا وجيها أو حتى غير وجيه لتعمد إدارة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب تأخير صرف مكافآت طلبة الهيئة، والمسألة ليست وليدة شهر أو شهرين، وإنما على مدى السنوات الماضية، والهيئة تتأخر في صرف مكافآت الطلبة لعدة أشهر، وغير مبالية بتاتا بمشاعر الطلبة واحتياجاتهم، وكأنها تتعمد إذلالهم، وكأن مبالغ المكافآت تدفعها الهيئة من زكوات الإدارة، ومن جيوب مسؤوليها وليست مكافأة ممنوحة للطلبة من الحكومة ومن الميزانية العامة للدولة!! القضية، كما يثيرها الطلبة، مستمرة منذ سنوات، والهيئة «عمك أصمخ»، بينما يقول أمين عام الاتحاد العام لطلبة الهيئة: إن هذا الموضوع مثار بحث مستمر بين الاتحاد كممثل للطلبة وبين عمادة شؤون الطلبة والرعاية الطلابية كممثل للهيئة، وقد توصلنا إلى اتفاق معهم على أن يتم صرف المكافأة في منتصف الشهر أو في 25 من الشهر، إلا أن الهيئة لم تلتزم بالاتفاق، ولم تأخذ بعين الاعتبار كل الملاحظات التي أثرناها، ومنها التزام بعض الطلبة بمواعيد محددة لدفع الأقساط المستحقة عليهم. نحن فعلا نحتار من سلوك إدارة الهيئة، وبالتأكيد لا نصدق ما يقوله بعض الطلبة إن الهيئة تتعمد التأخير وإبقاء مبالغ المكافآت في البنوك كي تستفيد من فوائد الأيام التي تظل فيها المبالغ مجمدة في البنوك، وفي الوقت نفسه لا نجد مبرراً لإدارة الهيئة في تأخيرها المستمر لإذلال شبابنا. بينما هم لو تأخرت رواتبهم عدة أيام ولشهر واحد فقط، لأقاموا الدنيا وأقعدوها، وهذا غير المكافآت والعلاوات والبدلات والامتيازات التي يحصلون عليها. فهل يعقل ألا تتمكن إدارة الهيئة من إيجاد حل لهذه المشكلة المستمرة سنوات؟ فلماذا لا تستفيد الهيئة من الهيئات التعليمية الأخرى ومن جامعة الكويت في إيجاد آلية معينة يتم بموجبها صرف مكافآت الطلبة في يوم محدد وتاريخ معين من كل شهر، ويتم خصم يوم الغياب إذا وجد في الشهر الذي يليه؟ ولا نخال أن هذه معضلة كبرى تعجز الهيئة عن فك رموزها وطلاسمها إن أرادت. فهي تنقل آلية الصرف عند الجهات المماثلة مجرد نقل فقط، والحاسب الآلي يتكفل بالبقية. إلا أنه من الواضح جدا أن إدارة الهيئة مصرة على مسلكها في تأخير صرف مكافآت طلبتها بغية إذلالهم ليس إلا، وإلا فليتكرم أي مسؤول في الهيئة ويشرح موضحا لنا السبب، وبالتأكيد فإننا لا نقبل إذلال شبابنا لا من الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، ولا من أي جهة أخرى، ونذكّرهم بأن شباب الكويت موضع اهتمام سمو أمير البلاد، ونضع هذه المقالة أمام وزير التربية الذي نأمل أن يولي الموضوع اهتمامه الخاص، ويحقق في مسلك إدارة الهيئة وإهمالها، باعتباره مسؤولا عن الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، وكي لا يكون تحركه واهتمامه يأتيان بعد سؤال برلماني، ونعتقد بأن الوزير لن يقصر في مسؤولياته وواجباته وفق ما نعرف عنه ونسمع. علي الكندري