دبي (الاتحاد ) «صنع في قطر».. بدخول هذا البرنامج السينمائي إلى البرنامج الأوسع، فهو كما لو أن «مهرجان الخليج السينمائي» بدءا من دورته الحالية هذه قد أصبح شاهدا على سينما أخرى ناشئة في دول مجلس التعاون، مثلما أنه بات منبرا لها، هكذا تبدو الأمور لوهلتها الأولى، لكن للمسألة سمات مختلفة، وأيضا وجهاً آخر، لا يتوقف عند أن هناك سينما تُصنع في قطر الآن. إذ، وبحسب مصادر عديدة، لم تدخل السينما إلى قطر إلا في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، وفي التجمعات الخاصة بصناعة البترول وأدوات العرض لم تكن إلا من القياس 16 ملم، أي أنها في الأساس قدمت إلى البلاد، لكن إلى غير أهل هذه البلاد، بل للأجانب الذين تتقبل ثقافتهم تقاليد مختلفة لم تكن يتقبلها المجتمع القطري آنذاك. إنما في الستينيات ظهرت السينما الصيفية، أي عروض الهواء الطلق مثلما وصلت أدوات عرض السينما 35 ملم في تلك الأثناء أيضا. وحقيقة الأمر، أن طلبة تخرجوا من معاهد متخصصة بالسينما وفنها لم يكن إلا مع نهاية السبعينيات، أما أول فيلم سينمائي، يذكر البعض أنه البداية الحقيقية لصناعة السينما في قطر لم يكن إلا في العام 1983 عندما قام المخرجان المصريان كمال أبو العلا وفهمي عبد الحميد بالإشراف على إخراج الفيلم «حارس الفنار» الذي قام بإخراجه عدد من المخرجين من الخليج العربي الذين يبلغ عددهم عشرة تقريبا، بما يشبه أنه قد كان أشبه بورشة اختصت بالإخراج السينمائي كان ثمرتها هذا الفيلم. أما مع هذه الظاهرة «صنع في قطر» فنحن أمام تحوّل آخر في السينما في قطر. ربما بدءا ينبغي أن نرى أن ما يمكن أن يفهم من عبارة «صنع في قطر» أن هناك سياسة إنتاجية تريد لكل إبداعات الطيف الاجتماعي، العابر والمقيم، أن تتفتح مواهبه على هذا الصعيد دون حسابات الجنس أو العرق. نفهم من ذلك أيضا أن هذه الباقة من الأفلام التي تتألف من ستة أعمال تتوزع على طيف واسع من الشبان القطريين والعرب والأجانب، ويميل بعضها إلى التعبير عن تجربته في هذه الجغرافيا، أو التعبير عن تجارب تخوضها بلادهم الأصلية في اللحظة الراهنة. غير أن الفيلم الذي سيكون مثيرا للاهتمام من بين هذه الأفلام هو «8 مليار» من إخراج رياض مقدسي، وتمثيل فرانسيس شولر ووكاسي دولن، إذ يشعر المرء أنه يتم تقديمه على أنه الأكثر نضجا وفقا لمعنى الدراما الاجتماعية ويتناول علاقة عاشقين التقيا، وتحابا في الدوحة، وعاشا كل تفاصيل علاقتهما فيها بكل ما فيها توتر وفتور وخذلانات وانتصارات صغيرة، وهو ناطق بلغة العاشقين: الانجليزية. أيضا تأتي مريم فخرو بفيلم وثائقي درامي غير معتاد، أو بحكاية لم يتم التطرق إليها عبر «اسمه»، حيث هناك علاقة ما تربط امرأة قطرية تعتاد لقاء يوميا مع رجل هو الذي يجمع القمامة من أمام بيتها، وبمرور الأيام كان مثيرا للفضول أن تعرف ما «اسمه». بما يوحي بأن هناك علاقة ما لا ندري كيف ستطرحها فخرو، ومن أي زاوية سوف تتناول هذه العلاقة الإنسانية. هناك أيضا الوثائقي القطري «المقنع» من إخراج طارق أبو اسبر وتمثيل أحمد الجابر في دور رجل يجول في الدوحة، أهو يجول بين ماضي المدينة وحاضرها؟ هذا ما سيقوله الفيلم لكن الرجل يقود سيارة فانتازية تحمل أعلاما لدول كثيرة، تُرى ما الحكاية؟. ... المزيد