ليلى الشافعي كتاب جديد من خلال سلسلة تهيئة الأجواء من تأليف الشيخ يب ولد محمد محفوظ الباحث الشرعي في اللجنة الاستشارية العليا وهو «العدالة والتكافل الاجتماعي نماذج وشواهد من التاريخ الإسلامي»، يشتمل الكتاب على محورين أساسيين. المحور الأول: العدالة الاجتماعية، والمحور الثاني: التكافل الاجتماعي، وتناول المؤلف المحور الأول من خلال التعريف بمفهوم العدالة الاجتماعية ومرتكزات العدالة الاجتماعية والتي من أهمها: المساواة كمظهر أدبي وخلقي وتشمل المساواة في العبادات والمساواة في الحياة العامة، كما يرتكز على المساواة كأصل تشريعي وتشمل المساواة أمام القانون والمساواة أمام القضاء. وتناول المؤلف المساواة في الحقوق التي تشمل: حق التعليم، حق الرعاية الصحية، حق التوظيف، والحقوق المالية. وتطرق الى الحرية بأنواعها: الحرية المعنوية وتشمل حرية الاعتقاد وحرية الرأي والحرية المادية، وتشمل حرية التملك وحرية التنقل. وفي المحور الثاني «التكافل الاجتماعي» فتحدث فيه الكاتب عن مفهوم التكافل الاجتماعي ومكانته في الاسلام وذكر صورا خالدة من التكافل الاجتماعي في الإسلام وأثره على استقرار المجتمع. وفي الخاتمة حدد المؤلف أهم النتائج والتوصيات من خلال هذا الموضوع بأن رسالة الإسلام وحضارته تسعى من خلال النصوص الشرعية والنماذج العملية الى إيجاد مجتمع مؤمن يعيش وفقا لشريعة خالقه عز وجل، وتسود فيه العدالة الاجتماعية، فيتمتع أفراده بحقوقهم المادية والمعنوية ويتساوى فيه الجميع أمام القانون وتشيع فيه روح التعاون والتكافل الاجتماعي فيرى أغنياؤه فقراءه، ويرحم أقوياؤه ضعفاءه، ويعلم علماؤه جهلاءه، ويوقر صغيره كبيره ويعطف صحيحه على مريضه. وأكد في توصياته ان العدالة والتكافل الاجتماعي ركنان أساسيان لقيام مجتمع متماسك يشعر فيه كل فرد بأهميته ومسؤوليته تجاه نفسه ومجتمعه ووطنه وأمته. وبيّن المؤلف ان أي مجتمع مسلم لا يجد صعوبة ولا غضاضة في تطبيق مقتضيات التكافل الاجتماعي لأن النصوص ربطته بالإيمان بالله جل وعلا، مما يسهل على الدولة الإسلامية تطبيقه وإشاعته بين الناس. وأكد ان انعدام العدالة والتكافل الاجتماعي في نواحي الحياة المختلفة يجر على الأمم والمجتمعات من الويلات والخراب على شعوبها. وأجمل في نهاية الكتاب الآثار الايجابية لتطبيق العدالة والتكافل الاجتماعي في إيجاد مجتمع متماسك متراحم ومتعاون وخلق نظام اجتماعي يوازن بين مصلحة المجتمع والفرد، والقضاء على العوامل المدمرة في المجتمع من جهل وجوع ومرض وحسد، وأيضا تقليص الفوارق الاجتماعية وتحقيق العدالة الاجتماعية بمعناها الواسع، حيث يشعر الجميع بالرعاية والاهتمام والأمان والاستقرار النفسي والمادي.