هذا ما حدث في الأيام الأخيرة من بعض الجهات، ونذكرها على وجه التحديد الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية السيد أكبر الباكر، والسيدة نجاة العبدالله مديرة إدارة الضمان الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية. ونبدأ من أكبر مشروع عرفته البشرية، وهو مطار حمد الجديد، والذي مثل في تنفيذه أعلى درجات الاستخفاف بالمواطن والإساءة للوطن، من خلال طول فترة إنجازه وقد قاربت ال 20 عاماً، ناهيك عن تكلفته التي لا تضاهيها تكلفة أي مشروع في العالم، حيث تجاوزت 17 مليار ريال. نضيف إلى هذا الاستخفاف استفزاز تأجيل افتتاحه، موعد بعد آخر، لنفاجأ في الأسبوع الماضي بتأجيل افتتاحه إلى نهاية العام الحالي، حيث استفزنا رئيس هيئة الطيران المدني بتلبيس الدفاع المدني السبب، وهو سبب صادم للرأي العام لسذاجته، ثم يأتي السيد أكبر الباكر ليكمل الدور بقوله: إن السبب الشركة الأميركية المنفذة لمشروع المطار، وسنقاضيها! تصريحاتهما استفزازية وموجعة، وكما يقول المثل الشعبي «ضربتين في الراس توجع!». ثم يفاجأ الرأي العام القطري بتصريحات السيدة نجاة العبدالله بشأن معاش الشؤون، حيث صرحت بأن معاش الشؤون يكفي! بينما الرأي العام القطري مشتعل منذ أسبوع في موضوع معاش الشؤون، لا شك في أنها تعد تصريحات العبدالله استفزازية وصادمة وغير مقبولة، خاصة أن الجميع يدرك عدم صحة ما ذكرته على الواقع! لذلك ومع احترامنا للسيدة نجاة العبدالله إلا أنه لو كنت مكان وزير الشؤون الاجتماعية لما ترددت في مطالبتها بتقديم استقالتها، لسبب واحد فقط، وهو أنها لم تحترم الرأي العام القطري، بل والأكثر من ذلك استفزته بما يتجاوز الاحترام الذي يستحقه الرأي العام! أذكر أن وزير في دولة اسكندنافية استفز الرأي العام في مجتمعه، وصرح مرة بأنه يستطيع أن يعيش بمعاش الشؤون في ظل المطالبات الشعبية بزيادة المساعدات لهذه الفئة؟! ولأن الرأي العام لديهم محترم، فقد طالبوا بوقف راتبه واستبداله براتب الشؤون لمدة عام أو تقديم استقالته، وكانت النتيجة أنه تقدم باستقالته! الخلاصة: للرأي العام مزاج، من الغباء تجاهله، ناهيك عن استفزازه!