أقام المركز الثقافي للطفولة يوم الأربعاء الموافق 14 /4/ 2013 عرساً ثقافياً على أرقى مستوى، وذلك بقاعة المرقاب بفندق الفورسيزون، وذلك لإعلان الفائزين بمسابقة الشاعر الواعد والبالغ عددهم اثني عشر شاعراً من الفئات العمرية التي تتراوح مابين 14 — 18 من الفئات الشبابية، وكم كانت سعادتي لحضور هذه الأجواء التي بثت وشعت الأمل في قلبي وقلوب من حضر هذه الليلة الثقافية الرائعة، التي أحياها الفائزون بهذه المسابقة، وكل منهم يطلق قصيدته بفصاحة اللغة العربية ومفرداتها، وإطلالاتها من ألسنتهم بقوة عربية أثلجت صدورنا جميعاً وبحضور نخبة من الإعلاميين والشعراء، وما لفت الانتباه طريقة عرض الاحتفال نفسها وهي تلم بالأجواء الثقافية ما بين الشعراء الناشئين واساتذة اللغة العربية وشعراء قطر، التي تحمل في جوهرها ومضمونها نظرة المستقبل القادم الذي تحمله قطر على أكتافها في احتضان الجيل القادم ومواهبهم وإبداعاتهم المتعددة والنظرة التي تنتظرها وتتأملها في هؤلاء الصغار بأن مهما وصلت قطر إلى أعلى قمة من النهضة الاقتصادية والتنموية والثقافية فلن تقوم إلا في ظل الحفاظ على الهوية الثقافية واللغة العربية بكل أركانها وجوانبها ولم يستطع أحد أن يدرك هذه الرؤية الحقيقية وقيمتها الفعلية سوى الأجيال القادمة، وغالباً ما نسمع كل يوم عن اندثار اللغة العربية وسيطرة اللغة الانجليزية بحكم تدريس العديد من المناهج التربوية باللغة الانجليزية، ومخرجات العديد من الطلاب من مدارس أجنبية وسيطرة الشبكة العنكبوتية على العالم وتقارب الثقافات المختلفة وذلك باقفزت الاتصال والتكنولوجيا على العالم فأصبحت اللغة الانجليزية هي الأم لحلقة التواصل الاجتماعي ما بين هذه الثقافات وأصبح العديد من المهتمين باللغة العربية وأصولها يعانون الخوف من اندثارها، خاصة تباهي العديد من الشباب في هذه الأيام باتقانة اللغة الانجليزية في كثير من حواراته مع الآخرين مما أثار الفزع في قلوبنا جميعاً وأن الأجيال القادمة ليس لهم أي انتماء لمفردات اللغة العربية وغير ملمين بها وبات اليأس يأخذ حيزا من المهتمين باللغة العربية، ولكن ما رأيناه من خلال هذا الحفل فقد غيّر فكري، وفكر كل من حضر هذا الحفل بعد ما شاهدناه من جهود واضحة ومبذولة بالفعل من المسؤولين عن هذه البرامج والقائمين عليها من إعدادات متكاملة من تدريب وتطوير وورش عملية أدت إلى خروج كوادر عربية وخليجية بهذا الاتقان الرائد وكأنهم نشأوا في بيئة ثقافية بحتة أرجعلت إلينا الثقة من جديد في الأجيال القادمة والذين لا ينقصهم فقط سوى أمرين وهو أن يجدوا القدوة الفعلية من اساتذة اللغة العربية الذين يحيون اللغة ويزرعونها في نفوسهم كقيمة وكأصول وهوية لأنها اللغة الأم وليست كمادة تربوية فقط نتداولها وأن تكون مهمة المدارس التربوية بمراحلها كافة، والمراكز المتخصصة مثل الثقافي للطفولة بإلقاء الضوء بصفة مستديمة على الأدباء والشعراء وعشاق اللغة العربية كنماذج يتم الاقتداء بها أمام الأجيال القادمة والواعدة بمستقبل مشرق وإلقاء الضوء على أمثال طة حسين عميد الأدب العربي وأن نزرع في نفوسهم من الصغر عشق اللغة العربية وعلومها ولكن ليس بالتعلم فقط ولكن بالطريقة التي تناسب فكرهم وخطة التطور التكنولوجي الحالية وعرض مسابقات وملتقيات على المستوى العربي والخليجي والدولي بمسابقات ذات جودة عالية وبحضور نخبة من الأدباء والشعراء حتى يكون حافزاً كبيراً للشباب المقبلين، وأن نشجع الأجيال القادمة من خلال هذا المركز وهيئة التعليم على التخصصات في اللغة العربية بمثل ما نشجع التخصصات العملية كالهندسة والإدارة والحاسب الآلي وغيرها، والشباب واعون وملمون بما يدور حولهم وعلى وعي كامل بأهمية الثقافة واللغة العربية ولكن لا يحتاجون سوى من يوصل لهم الرسالة بحب وعمق واهتمام وتسخير إمكانيات الدولة ومواردها بالصورة الحقيقية وربط الأقوال بالأفعال من تصريحات وجهود تبذل بصورتها الحقيقية حتى نراها بالصورة الرائعة مابين الفائزين، فهذا الحفل دليل مادي واضح على أن أي جهود عملية ومادية بذلت بصدق ظهرت بالصورة التي كنا ننتظرها منذ سنوات طويلة وأن نثبت لمن يردد دائماً أن الشباب ليسوا كما يرددون دائماً أنهم جيل الوجبات السريعة ولا نرى منهم أي رجاء أو أمل، ولكن أردد وأقول إن شباب الأمة مازالوا بخير وعلى درجة عالية جداً من الوعي والثقافة اللامحدودة ولكن لا ينقصهم سوى الدعم النفسي والاحتواء الاجتماعي والثقافي وبناء على ما نسعى ونقدمه بصدق لهم سنجد المخرجات التي نتمنى أن تتحقق الفترة القادمة، ونأمل أن تكون هناك خطة استراتيجية متتالية على المراحل التي سيخطوها الشباب والجهات التي ستتبعهم بنفس النهج الذي بدأ به المركز ومن سيتابعهم بعد كل مرحلة حتى يتسنى لنا خط زمني واضح لهم وأخيراً كل الشكر والتقدير للمركز الثقافي للطفولة على فكرة البرنامج بحد ذاتها وكل من قدم الدعم الذاتي لهذا النجاح المشهود وإلى جميع الجهود الخفية التي كانت عوناً لهم حتى ظهر بصورته الفائقة.