السعيد: ل«العرب»: افتتاح مكتبة قطر الوطنية آخر 2014 قال سعدي السعيد المدير المشارك للشؤون الإدارية والتخطيط في مكتبة قطر الوطنية إن المكتبة سيتم افتتاحها في آخر عام 2014. وأضاف في تصريحات خاصة ل «العرب»: المكتبة حالياً في مرحلة الإنشاءات فيما يتم العمل على اختيار العناوين ومحتوى المكتبة بالتوازي مع افتتاح المكتبة الإلكترونية والتي تضم حالياً أكثر من 1000 مشترك يمكنهم الولوج إلى 100 قاعدة بيانات. ودعا السعيد في تصريحاته ل «العرب» على هامش إعلان المكتبة الوطنية عن مجموعتها التراثية الجمهور إلى التسجيل على موقع المكتبة والدخول إلى قواعد البيانات بها والتي تضم آلاف الكتب المجانية في شتى المجالات التي تهم جميع الفئات. وثمّن السعيد افتتاح المجموعة التراثية أمام الجمهور قائلا «العالم يحتفل بيوم التراث وفرصة لنا أن نعلن عن مجموعتنا في ذات اليوم لتعريف الجمهور بما تحتويه المجموعة بالإضافة إلى أهميتها التي تبرز ثقافة الشرق الأوسط والخليج». وكانت مكتبة قطر الوطنية قد نظمت مؤتمراً صحافياً وجولة تعريفية حول مجموعتها التراثية بمشاركة الدكتورة كلوديا لوكس مدير مشروع مكتبة قطر الوطنية وسعدي السعيد المدير المشارك للشؤون الإدارية والتخطيط في مكتبة قطر الوطنية والمستشار الثقافي بمؤسسة قطر محمد همام وسيسيل البليدي القائم بأعمال سفارة المملكة المتحدة بالدوحة وبريجيت كورمي نائب رئيس البعثة الدبلوماسية في سفارة فرنسا في قطر. وكانت مكتبة قطر الوطنية قد أعلنت عن استقبالها للجمهور الخميس، للتعرف عن قرب على مجموعتها التراثية القيّمة التي تضم كنوزاً نادرة من الكتب والمخطوطات والتحف الفنية التي توثّق غنى الحضارة العربية والإسلامية والفكر الإنساني. ويأتي إعلان المكتبة في إطار احتفالها باليوم العالمي للمعالم والمواقع الأثرية، والذي يركّز هذا العام على موضوع «التراث التربوي». ومن المقرر أن تقوم المكتبة بتنظيم جولات تعريفية تخصص الفترة الصباحية فيها لطلاب المدارس، في حين تبدأ الجولات المفتوحة للجميع في الساعة الواحدة ظهراً وتستمر حتى الساعة السادسة مساءً، في موقع المجموعة التراثية التابعة لمكتبة قطر الوطنية في 7۱ شارع المها، منطقة اللقطة، وذلك بالقرب من دوار الجوازات، بالدوحة. وقالت الدكتورة كلوديا لوكس، مدير مشروع مكتبة قطر الوطنية: «تعتبر مجموعة (التراث) القلب النابض لمكتبة قطر الوطنية الجديدة، وهي مفتوحة اليوم أمام العائلات والطلاب، والباحثين، والسياح للتعرّف عليها واستكشافها». وأضافت لوكس: «بمناسبة اليوم العالمي للمعالم والمواقع الأثرية، تفخر مكتبة قطر الوطنية بأن تفسح المجال أمام جميع أفراد المجتمع والمثقّفين لاستكشاف التاريخ الغني للفكر الإنساني، الذي هو إرث مشترك لنا جميعاً، وتشكّل مجموعة التراث أحد أبعاده وانعكاساته». وتابعت لوكس قائلة: «تزامناً مع الجهود الطموحة التي تبذل لرقمنة وعرض هذه المخطوطات والمقتنيات النادرة أمام الجمهور، فإنّ مكتبة قطر الوطنية تقوم بدورها، في ظل القيادة الحكيمة والملهمة لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، لمدّ الجسور بين التراث الغني لدولة قطر وبين مستقبلها، وذلك من خلال استخدام المعرفة، كما نعبّر عن امتناننا العميق لسعادة الشيخ حسن بن محمد آل ثاني لكرمه وشغفه في إنشاء مثل هذا السجل التاريخي الذي يتعلّق بشعب قطر وشعوب الخليج العربي كافة». وقال محمد همام في كلمة بالفعالية «المكتبة التراثية جزء من تراث الإنسانية الفكري وكل من في قطر يستطيع زيارتها والتعرف عليها». ولفت إلى أن المكتبة تعد مؤشراً على نهضة قطر الثقافية قائلا «تتاح المكتبة التراثية من خلال موقع المكتبة الوطنية الإلكتروني». ويتمّ الاحتفال باليوم العالمي للمعالم والمواقع الأثرية في يوم ۱۸ أبريل من كل عام ويهدف اليوم الذي اقترحه المجلس العالمي للمعالم والمواقع الأثرية سنة ۱9۸2، وصادقت عليه الجمعية العامة لليونسكو سنة ۱9۸۳، للاحتفاء بالتنوّع التراثي في مختلف أرجاء العالم. هذا وتحتل مجموعة التراث مكاناً مرموقاً في قلب المبنى الخلاب الجديد لمكتبة قطر الوطنية بعد الانتهاء من تشييده، والذي صممه المعماري العالمي الشهير ريم كولهاس. يذكر أن المجموعة التي وضع الشيخ حسن بن محمد آل ثاني النواة الأولى لها عام ۱9۸0 تمثّل جهداً لا مثيل له في جمع وتوثيق المصادر التاريخية التي تتحدّث عن دولة قطر، ومن بينها كتابات الرحالة والمستكشفين الذين زاروا منطقة الخليج العربي. وتضم المجموعة أكثر من 000.۱00 مادة تضم طبعة كتاب الجغرافيا Geographia لبطليموس، الذي تمت طباعته لأول مرة في روما سنة ۱478، والذي يحتوي على أقدم خريطة مطبوعة تذكر اسم دولة قطر أو كتارا «Catara» باللاتينية كما تضم المجموعة أيضا عدداً من الصور النادرة التي تحتوي على الخرائط التفصيلية الأولى لمكة المكرمة والتي قام الباحث الهولندي كريستيان سنوك هيرجرونجي Christiaan Snouck Hurgronje برسمها سنة ۱۸۸۸. الجدير بالذكر أن مكتبة قطر الوطنية ستقدم باقة من الخدمات الرقمية الحيوية على نحو سيجعل منها مرجعاً إلكترونياً مميزاً، ذلك أن ملايين الكتب والوثائق الإلكترونية سوف تصبح متاحة أمام طلاب المعرفة بلمسة أصبع من خلال هذه الخدمات، وستتيح أيضاً إمكانية تصفّح جزء كبير من زخائرها المعرفية ليس في حرم المكتبة فحسب، بل من كل أنحاء قطر باستعمال الهواتف النقالة أو الأجهزة اللوحية. ويضم مبنى المكتبة أماكن خاصة لتصفح محتواها الرقمي على نحو يتيح لمتصفحي هذا المحتوى التعرف على وسائل جديدة للتفاعل مع الأجهزة الإلكترونية وتطوير وسائل تعلّم جديدة. وتتميز المكتبة بتصميمها الفريد والرائع الذي سيجعل من ارتيادها تجربة تبعث على الراحة والاسترخاء، الأمر الذي سيساعد كثيراً في إيجاد أجواء مثالية للقراءة والدراسة. وبالإضافة إلى إمكانية الدخول لتصفّح مجموعة التراث الرقمي عن قطر، فإن مكتبة قطر الوطنية ستطلق بوابة إلكترونية علمية للعالم العربي ولمنطقة الخليج، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الدولية المرموقة. وستعمد البوابة لنشر مواد رقمية مأخوذة من سجلات مكتب الهند، ومن قسم المخطوطات الشرقية الشهيرة في المكتبة البريطانية. وبفضل المحتوى الرقمي الثري والمتنوع الذي ستضمه هذه البوابة، فإنها ستصبح مصدراً ثرياً للثقافة ومقصداً للباحثين من كل أنحاء العالم، وملاذاً للأسر وللطلاب من مختلف الأعمار الذين يريدون التعرّف على التاريخ الثقافي الغني لدولة قطر.