هل هنالك خيوط تربط ما بين العمليات الارهابية الاخيرة وبين تنظيم القاعدة، مثل حوادث مدينة بوسطن، ومحاولة تفجير القطار في كندا وحادثة الاعتداء على السفارة الفرنسية في ليبيا ومحاولة الاعتداء الارهابي في اسبانيا؟! قد لا يكون هنالك ربط بين تلك الحوادث وقد لا يكون تنظيم القاعدة وراءها لكن أهدافها في زيادة تشويه صورة الاسلام قد آتت أكلها، فحوالي 80 امرأة في الولاياتالمتحدة قد تم التعرض لهن بسبب حجابهن، وفي الطريق المزيد من تلك الممارسات بالطبع فإن تنظيم القاعدة يعتبر من أخطر التنظيمات الارهابية التي تهدد مستقبل العالم الاسلامي قبل دول العالم الاخرى حيث ان هذا التنظيم ليس لديه إلا وسيلة واحدة في التعامل مع الامور وهي العنف والشدة، ومن الواضح ان هذ التنظيم يكتسب قواعد جديدة في كل يوم ويستقطب الكثير من الشباب الذين يشعرون بالإحباط والقهر من الأوضاع القائمة. ونلاحظ بأن تنظيم القاعدة بعدما كان متركزا في أفغانستان وبعض الدول غير العربية، فقد أنشأ التنظيم له قاعدة كبيرة في اليمن وأصبح يحارب الحكومة اليمنية بكل شراسة، وأنشأ تنظيم الشباب في الصومال الذي سيطر على العاصمة مقديشو فترة طويلة قبل ان يتم طرده منها، كما أنشأ تنظيم القاعدة تنظيما قويا في غرب افريقيا وكان من أسوأ عملياته السيطرة على شمال مالي بمساعدة قبائل الطوارق وإسقاط النظام في مالي الى ان تدخلت فرنسا لحربه وإعادة سيطرة الحكومة المالية على البلاد، كما ان جماعة (بوكو حرام) في نيجيريا تمثل فكر القاعدة، وكان لها شأن في مقاتلة القوات الحكومية قبل أيام. أما الأخطر في تلك التنظيمات فهو تنظيم القاعدة في العراق والذي انضمت اليه جماعة النصرة في سورية، والذي كان يقوده الزرقاوي سابقا، فهذا التنظيم قد أوقع ضحايا كثيرة في العراق عندما كان تحت سيطرة الاحتلال الأميركي قبل سنوات، وهو لم يقتصر على قتل الأميركان لكنه تحول الى قتل العراقيين وإيقاع الفتنة بين الناس. أما تنظيم النصرة في سورية فإنه قد تشكل من استقطاب عناصر كثيرة من الخارج هدفها الجهاد ضد النظام السوري المجرم، وغالبية هؤلاء لا دخل لهم بالقاعدة ولكنهم وجدوا طريقهم للجهاد عن طريق الانضمام الى النصرة، وقد أبلى هؤلاء بلاء حسنا ونصروا الشعب السوري وحرروا مناطق من قبضة النظام، لكنهم قد أبدوا تشددا في بعض القضايا في محاولتهم لأسلمة الأوضاع!! الغريب هو ان الأميركان الذين كانوا لا يبالون بما يجري من مجازر في سورية على مدى سنتين استيقظوا فجأة لكي يهددوا بضرب جماعة النصرة ومنع تقدمهم، مع ان سياساتهم تجاه سورية وإهمالهم للشعب السوري مقابل وقوف إيران والروس ضدالشعب السوري، هذه السياسات هي التي استقطبت مئات الشباب لنصرة اخوانهم، كما ان دخول إيران وحزب الله بجميع ثقلهم لدعم نظام بشار قد عجّل بزيادة حدة المواجهة السنية - الشيعية في تلك المنطقة واستقطاب الكثير من المقاتلين من جميع الاتجاهات، وكأنما أصبح خط سورية - لبنان - العراق يمثل منطقة المواجهة الطائفية في العالم العربي والتي تهدد بحرب شرسة ومدمرة في الايام المقبلة قد تأتي على الأخضر واليابس وسط مباركة دولية وشماتة إسرائيلية! لا ندري من ننادي لوقف هذه المعارك المدمرة، لكننا نعلم يقينا بأن الأمور تسير نحو الهاوية ما لم يتداركنا الله برحمته!! د. وائل الحساوي [email protected]