أثارت باريس هيلتون أطيافا من المسلمين بعد إعلانها افتتاح معرض يعود للماركة الشهيرة المسماة بها بأحد مجمعات مدينة مكة المقدسة دينيا، التي تحرم وتمنع دخول غير المسلمين لها لأي سبب كان. الرياض: جذبت النجمة العالمية باريس هيلتون أنظار الرأي العام العالمي إلى مدينة مكة، المدينة الدينية المقدسة لكل المسلمين، وذلك بعد افتتاحها معرضها الجديد في أحد المجمعات التجارية بالمدينة، وفق ما أشارت إليه عبر تغريدة لها بتويتر. المؤكد أن "هيلتون" الفتاة الثرية لم تكن تعلم ما ستثيره تغريدتها "التسويقية" من شرارات جدل مستدام بين المسلمين، حتى تخلق بأسلوبها ورقتها وتدخل باسمها عالم مكة المقدسة. هناك من رحب، وهناك مؤكد من أخذ يشد في خطابات المنابر ذلك "تجرؤ على اقتحام مدينة لها قداستها"، ومن المسلمين من أخذ يموج خطابه في بحر المقارنات، متسائلا "لماذا لا يسمح لمطعم أو ماركة سعودية الدخول للفاتيكان؟". كل ذلك لم يغادر، لكن تبقى للقصة في مدينة مكة فصول مع "هيلتون" وغيرها، فمكة تحتضن فندقا موروثا للنجمة الأميركية الفاتنة. التغريدة كانت مثيرة، في تجرؤ يراه بعض المسلمين على قدسية المدينة، التي "تحرم" وفق الفقه "الإسلامي"، وتمنع وفق القوانين السعودية المنبثقة من الإسلام دخول غير المسلمين إليها، سواء للزيارة أو العمل أو أي من ضروب الأهداف. الجدل وصل مداه في كل العالم بمختلف دياناته، بالنظر لشهرة الفاتنة وقداسة مكة، إذ نقلت صحف أوروبية وأميركية ردود فعل واسعة حول تغريدة هيلتون، وترجمت بعض الصحف تغريدات لسعوديين ومسلمين يتحاورون بينهم حول هذه القضية. أمير مكة خالد الفيصل يردد دوما هدفه التنموي ورؤيته نحو تطوير المدينة حيث يقول أنه "مصرّ على أن أرى مكةالمكرمة أجمل مدن العالم، ولن أتراجع عن تنفيذ المشاريع التي تؤدي إلى تحقيق هذا الهدف". يقول أميرها الذي يردد شعاره الكبير "نحو العالم الأول" إن العمل جار لتطوير الإمكانات لتكون مكة "قبلة المسلمين ليس في الحج والعمرة فقط، وإنما في كل المجالات التنموية الحضارية والتطور الحضاري الذي يستحقه كل مواطن ومسلم"، حالما أن تكون مكة رمزا للحضارة والإنسانية والثقافة والعمران، لتقدم للعالم أجمع كأجمل مدينة في العالم. حلمٌ ينبُع من خطوات تحديثية تجري داخل مكة، وإن جاءت الاعتراضات من مسلمين عدة الذين يرونها الكنز الأثري الكبير الذي يتحطم بمشاريع حديثة، تراها الحكومة السعودية ضرورية لتوسعة مقرات ومسارات داخل حرم مكة وخارجه. مكة تنطلق من مشروع العاهل السعودي الملك عبدالله لتوسعتها، الذي يستغرق العمل عليه ستة أعوام ذهب منها عام، وتبقى خمس يشمل تغطية مكة بالخدمات اللازمة للحج وخدمة الزوار بلا شك من المسلمين. ويعتمد منطلق العمل في استراتيجية مكة على الكعبة، كأن تكون نقطة الإشعاع التي تشمل بنورها النمو وفق الفلسفة التخطيطية للمدينة الإسلامية الأولى، التي تعد كذلك الأغلى عالميا من ناحية عقاراتها، ومساحات الأراضي بها. ومن أبرز مشاريع المدينة اليوم برج الساعة، الذي تغير فيه الاعتراف المحلي من توقيت الرياض إلى توقيت مكة وفق ما يشير إليه حاليا مذيعو تلفزيونها الرسمي، أما بالنسبة للساعة الألمانية الصنع فتعتلي مبنى مُجمع سكني وفندقي يتكون من سبعة أبراج عملاقة، ويبلغ طولها 45 متر وعرضها 43 متر، ويمكن رؤيتها ومعرفة التوقيت من خلالها على مسافة 17 كيلو مترا.