(الشارقة) - يتزاحم طلاب وطالبات المدارس في الشارقة هذه الأيام على عروض مهرجانهم "مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي" في دورته الثالثة، وقد بدا واضحاً في الأيام القليلة الماضية أن حصة أبوالفنون وسط هذه المدارس بحلقاتها المختلفة "الأولى والثانية والثانوية" باتت أكبر كثيراً مما كان عليه في السنوات الماضية، ولعل المؤشر المهم في هذا السياق أن هذه الدورة تشهد مشاركة نحو ستين مدرسة، فيما كان العدد أقلّ كثيراً في الدورة الماضية (34 مدرسة). ثمة تطور ملحوظ في مستويات الأعمال التي قدمت لغاية الآن بخاصة في الجوانب التقنية؛ فلقد لحظنا تصميمات متفوقة للديكور، كما أن العديد من الطلاب والطالبات أظهروا مهارات تمثيلية لافتة في حركتهم على الخشبة وفي الأداء الحواري باللغة العربية الفصحى وسواها، مما يعني أن المهرجان يمضى بشكل سليم في تأسيس قاعدة جديدة من الممثلين للمسرح في الإمارات. كانت إدارة المسرح بالدائرة استعانت بمجموعة من المسرحيين والأكاديميين للإشراف على الفرق المسرحية المدرسية، وذلك بدءاً من شهر يناير الماضي، وتابعت هذه المجموعة إشرافها على الفرق في مدن الإمارة كافة بصفة يومية، حيث قدمت لمشرفيها من المدرسين العديد من المحاضرات العملية والنظرية حول فن المسرح في علاقته بالمدرسة؛ والتقت "الاتحاد" بمشرفتين شاركتا في تجربة إعداد المدارس للمهرجان، وهما أمل حويجة وهويدا حسن. حويجة ممثلة سورية، وعرفت بشكل خاص بمشاركتها في برامج ومنشورات متعلقة بأدب الطفل، فهي عملت في مجلة "ماجد"، وأدت بصوتها شخصيات عديدة في مسلسلات الرسوم المتحركة، مثل صوت "مدهش"، وصوت "الكابتن ماجد"، وصوت فتى الأدغال "ماوكلي". قالت حويجة عن تجربتها في مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي إنها استهلت مشوارها معه منذ شهر يناير الماضي في مدارس بخورفكان والشارقة، وسعت إلى تمليك الطلاب المهارات التمثيلية التي تمكنهم من خوض التجربة بنجاح، وأضافت: "لقد لمست فيهم رغبة حقيقية لمعرفة أسرار التمثيل عبر أسئلتهم، ومن خلال تفاعلهم، ولكن المشكلة ليست في الصغار إنما في الكبار، وأقصد بعض المدرسين الذين يفكرون بالجوائز، ويشعرون الطلاب بهذا الأمر، في حين أن فكرة المهرجان قائمة على الترفيه وصقل الطلاب في الجوانب السيكولوجية والمعرفية". وتابعت حويجة: "هناك أيضاً الزمن الشحيح المتاح لحصة المسرح والنشاط، وهو أمر على الرغم من كثرة الكلام حوله، إلا أنه ما زال موجوداً، فهناك تضييق على المسرح والنشاط الثقافي في برامج المدارس، ولقد واجهنا صعوبات جمة في هذا الإطار إذ لم يتاح لنا الوقت الكافي مع الطلاب إلا نادراً". ... المزيد