كلنا ننتظر من مجلس الأمة تشديد الرقابة على الاداء الحكومي للقضاء على الفساد الذي نخر غالبية وزارات الدولة نتيجة تراكمات قديمة ليس المجال هنا للاسهاب بالحديث عنها, وكلنا ننتظر من هذا المجلس الانجاز, واهم الانجازات تشديد الرقابة ليعود المجلس الى دوره الاساسي, فالرقابة لا تقل اهمية عن التشريع, ولكن "زحمة" الاستجوابات التي خرجت فجأة تجعلنا نتساءل: هل هناك شيء لا نعرفه ويعرفه الاعضاء, واقصد بذلك هل هم خائفون من حكم المحكمة الدستورية الذي لا يعرفه احد حتى الآن, لذلك يتسابق الاعضاء على تقديم استجوابات تمهيدا للعودة الى المخيمات الانتخابية, وليجد كل منهم ما يقوله فيها?! ليس من المعقول ان تبرز كل اخطاء الحكومة دفعة واحدة فيتقدم كل عضو او مجموعة اعضاء باستجواباتهم دفعة واحدة ما يجعل المواطن يفقد التركيز على مواطن الخلل التي يحاول الاعضاء المستجوبون تسليط الضوء الكاشف عليها, وبالتالي مناقشتها في استجواباتهم لاستجلاء حقيقة اكتشفها احدهم وكانت خافية على الشعب الكويتي ما جعل الاستجواب مستحقاً. قد تكون قضية "الداو كيميكال" وتداعياتها وحديث الناس عنها وملياراتنا التي "اخذها الغراب وطار" مبررا قويا لاستجواب وزير النفط على الاقل لكي يعرف الشعب الكويتي من الذي اتفق مع الشركة ضده, ويعرف من الذي وافق على الشرط الجزائي بعد ان اكدت "حدس" ان ليس هناك شرط جزائي بالعقد لتظهر الحقيقة فيما بعد و"تسارع" الحكومة الى دفع الغرامة من لحمنا الحي والعجلة بحد ذاتها تستحق اكثر من استجواب, فهناك مستفيد بلاشك. موضوع "الداو" يحتاج الى تركيز مضاعف من قبل كل مواطن يهمه الشأن العام, ولكن حين يقدم اكثر من استجواب بالتزامن مع استجواب "الداو" فهذا بالتأكيد سيؤدي الى ضياع التركيز, وارجو ايضا الا يضيع على المواطنين قضية "الداو" نفسها, فننشغل بقضايا قد تكون مهمة ولكن في وقتها وليس الآن, فالوقت الآن لتداعيات غرامة العصر, فلماذا هذا الازدحام الشديد على الاستجوابات.. هل من مجيب? زين طلال السعيد