GMT 0:01 2013 الثلائاء 14 مايو GMT 13:28 2013 الثلائاء 14 مايو :آخر تحديث مواضيع ذات صلة راشد فايد علاقتي مع الدين علاقة مؤجلة. هذا اختياري منذ وعيي للوجود. ولقد تجنبت، باستمرار، الخوض في شؤونه، لكن وقائع لفتتني، أخيرا، جعلتني اتذكر قول كارل ماركس "الدين أفيون الشعوب". الاولى، حين انكر الأمين العام، الاشهر، على غير رعيته، الغيرة على مقام السيدة زينب، وبث خوفا عليها بين اتباعه، لشد العصب، جاعلاً من اهل الشام، جميعا، والذين يقيم ضريحها في عيونهم قبل ارضهم، معتدين موتورين، ولم يقصر ذلك على المنفذين، متجاهلا الاجماع على رفض أي اعتداء على أي مقام ديني، متناسيا أن الجامع الأموي في حلب، وغيره، قصف بالطيران الأسدي، قبل ذلك. الثانية، حين اعتدى موتورون على مقام الصحابي حجر بن عدي. وللمصادفة (؟!)، أتى خطابه الحربي على "التكفيريين" بُعيد الاعتداء، من دون أن يذكر استنكار الأعم الأغلب من السوريين، وفي الطليعة المعارضة و"الجيش الحر". وبين هذه وتلك، نشر موقع "يوتيوب" خطبة لشيخ عراقي يعيد بناء الاهرامات الفرعونية الى عمل يهود أرغمهم فرعون مصر على ذلك. ويبرر قدرتهم الاسطورية على حمل احجار تزن بالاطنان، بأنهم طلبوا الى النبي موسى مساعدتهم، فراجع ربه، فأذن له بان يقولوا "اللهم صلّ على محمد وعلى آل بيت محمد"، فتأتيهم القدرة والقوة لتنفيذ المهمة.(يرى المؤرخون أن فترة النشاط الموسوي كانت بين1391 و 1271 قبل الميلاد، وأن بدء بناء الهرم الأكبر كان في 2470 ق.م، أي قبل ذلك بأكثر من 1000عام، وقبل الرسالة المحمدية 611 ميلادية). قبل ذلك، وقعت، في صحيفة اميركية بالعربية، حملتها من زيارة لميشيغين، على دراسة بعنوان "الصحيح من سيرة النبي محمد"، تزعم ان النبي مات مسموما بيدي زوجتيه عائشة وحفصة، في "مؤامرة للاستيلاء على السلطة حاكتاها مع والديهما الخليفتين ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب"، وهي رواية لم أسمع بها يوما، لا من اهل الشيعة ولا من اهل السنة. وحتى الاصدقاء، سليلو العائلات الدينية أو المتدينة، ابدوا التعجب والدهشة إذ سألتهم في الموضوع. الدين ليس أفيون الشعوب، كما قال ماركس، بل تخريف شعوبيين. فمقاما السيدة زينب، والصحابي حجر بن عدي، ليسا عند الحزب أهم من الكعبة عند عبد المطلب جد الرسول. فحسب رواية التاريخ أن ابرهة الحبشي ملك اليمن أراد تدميرها، وعندما اقترب من مكة، وجد قطيعا من النوق يملكه عبد المطلب سيد قريش فأخذها غصباً، فخرج عبدالمطلب طالبا منه أن يردها ويترك الكعبة وشأنها، فرد أبرهة النوق ورفض الرجوع عن مكة، فيما هرب أهلها إلى الجبال، وعندما سأله أبرهة لماذا لا يدافعون عن الكعبة؟ أجاب: "اما النوق فأنا ربها، وأما الكعبة فلها رب يحميها". هذه حال المؤمنين مع المقامات الدينية، لا حال محترفي القتال.