, الذي جعلني أعيش قيمة الأبوة أبي وأستاذي الراحل علي عياد حقا القلم يعجز عن وصف إحساسي وشعوري.. فهو مزج مابين الحزن والوحشة والإحساس بأن شيئا ما في نفسي قد غادرها وندم علي عدم استمتاعي بعلم هذا الرجل كان ابي يحمل الكثير من الأفكار والعلم الجميل المستنير وكان ذلك ظاهرا منذ صغره والتحاقه بكلية دار العلوم جامعة القاهرة. والتي كانت في وقت من الأوقات لايلتحق بها إلا المتفوقون وأظهر نبوغا وتفوقا منذ صغره جعله يلفت انتباه كبار مشايخ وعلماء الازهر الشريف ومنهم الشيخ الفضيل عبد الجليل عيسي, الذي وصف والدي بالنابغة وأجري رحمه الله حوارات وأحاديث صحفية مع كبار المشايخ وعلماء الاسلام مثل الشيخ عبد العال الباقوري والإمام الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار وشيخ الأزهر الإمام الاكبر الراحل عبد الحليم محمود الذي جمعته به علاقة ود واحترام. سطر والدي بقلمه العديد من المقالات في مختلف المجالات وفي عدد من الصحف المصرية والعربية وكان يعشق اللغة العربية وانعكست ثقافته الواسعة علي مكتبته التي رأينا فيها المزيج من الفكر المتنوع مابين القديم والجديد ولمسنا حرصه علي متابعة ماهو الجديد فضلا عن ارسال بعض الشخصيات العامة لمؤلفاتهم له لحرصهم علي أن يقرأها. ورغم تعدد كتاباته إلا أنه فضل الكتابة الإسلامية لكونه وجد نفسه فيها لكن من رؤية عصرية تنبع من فكره المتطور الذي يري الاسلام دين عقل وعلم وحياة ويسر وهو مالمسته في شخصية أبي فكان يسرد لي الكثير من المواقف التي تعكس عمق الاسلام وبساطته بعيدا عن التكلف والمبالغة وكانت له سلسلة من المقالات الثابتة في جريدة الأهرام المسائي تحت عنوان تأملات إسلامية فضلا عن مقال آخر في صفحة الفكر الديني بعنوان رؤية اسلامية. عايشته مخلصا في عمله متفانيا فيه لاينتظر شكرا او يسعي لمطمع زائل غير مستغل لمكانه, محترما لنفسه, معتزا بكرامته, متواضعا في اخلاقه, محتسبا ذلك كله عند الله, ضاربا مثالا حقيقيا للمؤمن القوي حتي ولو لم يع البشر بطبيعتهم الدنيوية قيمة هذه الصفات مر في عمله بالكثير من المحطات المهمة ومن بينها مساهمته في الاشراف علي صفحة الرأي بالاهرام. وقد لمست بقربي منه في هذه الفترة مدي حرصه علي استيعاب جميع الاراء والاتجاهات دون ان يغضب احدا وفي الوقت ذاته يرعي بضمير شديد مصلحة الدين والوطن لايمانه بأثر الكلمة الطيبة والخبيثة, دون ان يضع في اعتباره الا ضميره المهني... رأيته حالما صابرا راضيا لا يسعي للدنيا.. ودودا حنونا عطوفا علي و اخوتي محبا لوطنه لايحمل اي ضغينة او كره وشاءت ارادة الله ان يلقي ربه بعد تعب مرير في ايام طيبة وعايشت امي التي رافقته في رحلة كفاح طويلة واخوتي تلك اللحظة الصعبة لكني وجدت التقدير لك ابي في كل مكان وبين كل الناس. رأيتك وانت تعود الي قريتك بمحافظة كفر الشيخ وتشاء الاقدار ان يصلي عليك في الجامع الذي كنت تخطب فيه وانت شاب الجميع يسعي لاستقبالك كبارا وصغارا يدعون لك وثمار تواضع اخلاقك وعملك الطيب الذي لم تكن تقوله لنا يتسابق الناس ليرووه لنا ولاخي الذي رافقك حتي خروج روحك الطهارة علي يديه وانت تربت علي كتفه لتهون عليه تلك اللحظة ورأيت ذلك بين قرائك الذين اثرت فيهم كثيرا بمقالاتك وزملائك الذي تشاركوا معا في وصفك بأنك من الرجال الصالحين وانني لابد ان افتخر بأنني ابنتك.. ابنة الاستاذ علي عياد. ابي سأسعي لان اكون انا واخوتي جديرين بك نعيش نحمل بفخر واعتزاز اسمك نضع نصب اعيننا كلماتك في احد مقالاتك الاخيرة الله رحمة الله محبة والله رءوف وعفو وغفور فلا تقنط من ايامك ولا تيأس من روح الله ولاتترك الدنيا تلهو بك ولاتترك نفسك لهواها ان الله عز و جل لايريد لك الا الخير والنعيم وراحة البال ولن تجد الخير والنعيم وراحة البال الا في رضا الله عز وجل حبيبي لن أقول لك وداعا فنحن نعيش دنيا الفراق ولكني استودعك عند رب العرش العظيم الغفور الرحيم حتي نلقاك في حياة الحق واليقين و كما دعوت في اخر ما سطره قلمك قبل وفاتك بأسابيع قليله أنعم الله عليك ياوالدي الحبيب بالرضا والنعيم المقيم..