خدام الحميدي من المعلوم ان لكل حدث انتفاضة تقوم بها الشعوب مناهضة للأحداث , وانتفاضة حدث الواحد والعشرين من فبراير كان العصيان المدني الذي فجره شباب الثورة السلمية الجنوبية المطالبة بالتحرير والاستقلال , وهذا امر إيجابي , حين تتحرك المشاعر الانسانية برد المظالم ودفع الظلم امام الظلمة والتعاطف مع عدد الشهداء والجرحى والمعتقلين الذين سقطوا جراء ذالك الحدث الغاشم , في وقت يتطلب إظهار هذه المشاعر على سبيل النصرة للمظلوم ودفع الظالم , ولكن لا يتحول دفع الظلم إلى ظلم يدافعه المظلومين , فانتفاضة العصيان المدني مطلوبة ولكن بطرقها الشرعية المعروفة في ديار الاسلام وأخلاقيات الثورة السلمية , وبحسب المصلحة التي تجنيها الثورة , بحيث لا يصير ذلك وبالاً عليها , إذا كان العصيان المدني سيزيد من حدت التوتر المفرطة , ومزيد من النخر المظلم في الثورة السلمية , وان القائمين عليه هم من يقومون بأعمال تخريبية تنعكس سلباً على المواطن في الجنوب , بتعطيل مسار عمله السياسي الثوري , وتعطيل التعليم والاحتياجات اللازمة , فإن هذا ينعكس سلباً على سلمية الثورة , وعلى الانتفاضة التي كان هدفها دفع المفاسد عن الثورة وجلب مصالحها , ناهيك فيه عن قتل الشباب المتحمس الذي نحن في امس الحاجة إليهم , فعلى القائمين بذالك البحث عن ثوب جديد يصلح لبسه على ثورتنا السلمية المباركة , التي يشهد لها القاصي والداني بسلميتها وحضارتها المنبثقة من هذا الشعب , شعب الجنوب الحر العظيم الذي رفض الظلم بكل طرقه ووسائله واكتفى في تحريره واستعادة كرامته بالثورة السلمية , بعيداً عن العنف وكل ادوات القهر والتخلف.