صورة تعبيرية من الارشيف كل يوم تزداد حدة القلق والشعور بالخوف والمسؤولية تجاه أبنائنا وبناتنا جراء انتشار خطر المخدرات بينهم واقترابها من أوساطهم فلم نعد نامن عليهم من شرها وذلك كلما سمعنا قصة أحدهم او إحداهم قد وقع او وقعت في هذه المصيدة ..... وهنا سنروي إحدى تلك القصص لإحدى طالبات الثانوية العامة في مدينة عدن .... (ش) طالبة في إحدى مدارس عدن الثانوية تعيش حياة أسرية مفككة لأب وأم مطلقان .. وظروف مادية صعبة للغاية ولذلك استغل احد شياطين الترويج للمخدرات ظروف هذه الفتاة واحتياجها للمال وتقرب منها بطريقة ما وبدأ يغدق عليها بالنقود نظير ان تقوم هي بترويج المخدرات لحسابه بين زميلاتها وفي أماكن أخرى خارج أسوار المدرسة .. وكثيرا ماكانت تتنقل معه بين المحافظات القريبة من عدن لتوزيع المخدرات فيها .. وهي تخبئ المخدرات في شنتها او بين ملابسها التي ترتديها وكان رجال الأمن في النقاط العسكرية لايشكون فيها ... ولكن ليس كل مرة تسلم الجرة ففي احد الأيام حدثت سرقة في الفصل الدراسي بين الطالبات وقامت المديرة بتفتيش حقائبهن وعندما جاء الدور عليها وجدت المديرة في حقيبتها نقود كثيرة بين ريالات يمني وسعودي وهذا الأمر استغربته المديرة وأرادت ان تستفسر عنه ولي امر الطالبة (ش) فطلبت منها إحضاره الى المدرسة ... ترى من أحضرت (ش) ولياً لأمرها ؟ نعم أحضرت ذلك الشخص الذي تعمل معه في توزيع المخدرات وهو ذاته من أعطاها النقود وتمت تسوية أمر النقود . ومع الأيام ولأنها لم تكن تروج فقط بل كانت تتعاطي ايضا بدأت تظهر عليها أعراض غريبة مثل تلك التي تظهر على الشخص المدمن .. مثل الانطواء والتغيب عن الدروس وإهمالها واحمرار في العين وظهور هالة سوداء حول عينيها وحتى طريقتها في الكلام أصبحت غريبة وبدأن زميلاتها بالابتعاد عنها خوفا من تصرفاتها الغريبة .. وذات يوم غابت (ش) عن المدرسة ولم تعد الى البيت فساور الأم الخوف عليها وأخذت تبحث عنها في كل مكان حتى انها ذهبت الى احد مراكز الشرطة لتبلغ عن اختفائها .... ولكن أتاها الخبر عن ابنتها هناك في مركز الشرطة .. ان ابنتك موجودة في مكتب مكافحة المخدرات لقد تم القبض عليها وفي حوزتها كمية كبيرة منها كانت تنوي توزيعها بين المتعاطين .. صعقت الام ووقعت من هول الخبر المفزع , لم تصدق ان ابنتها وصل بها الحال الى هذا الحد بل لم تكن تعلم ماهي المخدرات وكيف وصلت الى ابنتها .. وصلت إليها عندما تخليتي أنت عن دورك كأم تربي وتراقب وتنصح وتهتم لأمر أبنائها , اين كنت عندما كانت تحمل النقود في حقيبتها ؟ وماذا فعلت حينما كانت تتأخر في العودة الى البيت وهي تتنقل بين المحافظات ؟ وهل لاحظت او تابعت مستواها الدراسي الآخذ بالتدني ؟ وأين هو الأب من كل ذلك ؟ فبعد ان يطلق الأب زوجته يطلق معها أبناءه ...لذلك ضاعت (ش) وضاع مستقبلها بسبب إهمال أبويها وحالة الفقر التي كانت تعيشها ... واستغلال ذلك الشيطان لها وإيقاعها في مصيدة التعاطي والترويج للمخدرات .. وصار مصيرها ان تقبع بين جدران السجن لتقضي من عمرها الزهري خمسا وعشرون عاما كعقوبة للاتجار والترويج وحيازة المخدرات .. سعاد علوي 26 /5/2013