عدن فري|سعاد علوي: صورة تعبيرية علقت في ذاكرتي تلك الصورة .. وتلازمني فترة طويلة كلما مررت من ذاك المكان , صورة تلك الطفلة الواقفة في وسط الطريق .. حيث تمر السيارات عن يمينها واليسار وهي ثابتة في مكانها وكأنها لوحة إعلانية في وسط الطريق ولها نظرة ترمق المارين بسياراتهم قربها .. نظرة تحمل معاني كثيرة ليست نظرة استجداء مع أنها تقف هناك لتستجدي الناس علهم يجودوا لها بما يتيسر من نقود ,ولكن نظرة تلك الفتاة الصغيرة ذات الثمانية أو التسعة أعوام ذات الجسد الصغير والنحيف والثياب البالية كانت نظرة فيها من الأمر أكثر من كونها تستجدي .. نعم تأمرهم دون أن تتكلم بان يعطوها شيئا , البعض طبعا كان يطيع الأوامر والبعض الآخر لم يعرها حتى الاهتمام .. أما أنا فكانت تراودني الكثير من التساؤلات عنها ؟؟ لأنها تمكث هناك إلى وقت متأخر من المساء وقريب منها كانت نقطة عسكرية فيها بعض العسكر وعلى يسارها يوجد فندق ضخم فيه ينزل الكثير أصحاب الأموال والأعمال وبعض الأجانب . ترى من هذا الأب الذي طاوعه قلبه حتى يترك فتاته الصغيرة في مكان كهذا إلى وقت متأخر ؟ وأين أمها ؟ولكنها قد تكون يتيمة .. اها معقول .. ولكن أيضا كيف للسلطات والجهات المختصة والمسؤلة عن السياحة ومظهر المدينة أمام الأجانب أن تسمح بمثل هذا الأمر أن يحدث ؟ متسولة صغيرة فقيرة تتسول هنا بالذات ؟؟؟؟؟ لا لا .. الأمر ليس اعتباطا وليس محض صدفة أو تلقائي .. أو حتى عشوائي ....... هذا الأمر لابد وان ورائه شيء خفي خصوصا في ضل أوضاع أمنية غير مستقرة تمر فيها المدينة والفتاة الصغيرة ليست من تلك المدينة من لبسها ولهجتها لأنني أحيانا كنت اسمع صوتها ..كانت غريبة عن زي ولهجة المدينة !!! فكنت كلما مررت من ذاك المكان أمعنت النظر في تلك اللوحة الإعلانية الواقفة هناك ودققت أكثر ابحث عن تلك النظرة الآمرة في عينيها ولكني أنا أيضا لم استجب لأمرها وعصيته كعادتي دائما ... ويبقى لدي هذا الفضول لأعرف سر تلك الفتاة الصغيرة الواقفة كلوحة إعلانية في وسط الطريق ؟؟؟؟