من المهم أن ينمِّي الإنسان مواهبه ويصقلها حتى يستطيع الاستفادة منها، والكثير من الجامعيَّات يدرسن تخصصات لا تتناسب مع طموحهن، لكن بعض خريجات الجامعة يعملن على استغلال موهبتهنَّ ومنهن مجموعة من الفتيات قمن باستثمار موهبتهن في الرسم، ليقمن برسم زخارف الحناء على أيدي النّساء في موسم الزواج. حتى وصل ربح الجامعيَّات العاملات في نقش الحناء إلى أكثر من 20 ألف ريال شهرياً، ومنهنَّ من تصل أرباحها إلى أكثر من 70 ألف ريال خلال عام، ويعدّ نقش الحناء فن لا يجيده إلا من لديه مهارة، علماً أن أسعار النقش للنِّساء تتراوح بين 300 و600 ريال وذلك حسب الرسمة المطلوبة. ووفقًا لصحيفة الشرق، أوضحت العاملة في نقش الحناء "فاطمة العسكري"، وهي حاصلة على شهادة كيمياء حيوية من جامعة الملك سعود، أنها تذهب بنفسها لمنزل العرائس، ويستغرق عمل الحناء للعروس الواحدة ما يقارب خمس ساعات، وتتقن "العسكري" نقوش الحناء الإماراتيَّة والهنديَّة والسودانيَّة والبحرينيَّة، وغالبيَّة الإقبال يكون على الحناء الهنديَّة. أما الحناية "نرجس العبدالله" وهي حاصلة على درجة البكالوريوس في علم النفس فتقول: "تفوَّقت في النقوش الإماراتيَّة، ويُقبل عليّ الزبائن من كل حدب وصوب"، مشيرة إلى أنَّ دخلها الشهريّ يصل أحيانًا إلى 20 أو 25 ألف ريال رغم أن أسعارها رخيصة مقارنة بباقي الحنايات، ولو أنها عملت بشهادتها الجامعيَّة لما ربحت ذات الربح الذي يرزقها به الله حاليًا، وتضيف: "أنا أحب عملي، وأخلص فيه، وأجد سعادة كبيرة حين أجد قبولاً بين الناس، لذا لا أرفع أسعاري لأحافظ على زبوناتي، كما أنني أعمل في هذا المجال منذ ما يقارب 10 سنوات، وقد بدأت بعد تخرجي في الجامعة مباشرة، وكرَّست كل يومي لهذا العمل، واستطعت من هذا العمل أن أبني منزلاً لي ولأخواتي اليتيمات". من جهته أكد أخصائي الجلد الدكتور "أنس قادر" في مستشفى "عنك" العام، على أنَّ الحناء الطبيعيَّة لا تسبب مشاكل عند وضعها على البشرة، إلا أنَّ المواد المضافة إليها، مثل: البنزين، والميسو، تسبب مشكلات للبشرة، وقد تؤدِّي إلى احمرار الجلد، وانتفاخه، والإصابة بحكة شديدة. الجدير بالذِّكر أنَّ نبتة الحناء عرفت منذ القدم، وقد استعملها الفراعنة في أغراض شتى، إذ صنعوا من مسحوق أوراقها معجونة لتخضيب الأيدي، وصباغة الشعر، وعلاج الجروح.