د. محمود إبراهيم الدوعان المنطقة المركزية بالمدينةالمنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم واجهة معمارية حضارية تزهو بها المدينة على سائر مدن ومحافظات المملكة قرينة بمثيلتها العاصمة المقدسة مكةالمكرمة زادها الله رفعة وتشريفاً. المنطقة المركزية اكتسبت جمالها وروعتها لقربها من مسجد سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقبره الشريف وروضته الشريفة، ولذلك تجد مبانيها، وفنادقها، وأسواقها، تحيط بالمسجد إحاطة السوار بالمعصم، وتعج بالحركة من زوار وعمار وحجّاج من مختلف دول العالم وتعدد الجنسيات واللهجات وقلوبهم تهفو للسكنى بجوار مسجد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ولكي ينعموا بعدد من الأيام المباركة في هذه البقعة الطاهرة حيث الراحة والأمن والأمان والطمأنينة البالغة التي يشعر بها الإنسان عندما تطأ قدماه هذه الأراضي المقدسة. في يوم الخميس الموافق 27/7/1434ه انقطع التيار الكهربائي عن المنطقة المركزية بأسرها، إضافة لبعض الأحياء المجاورة لها من الجهة الشمالية، واستمر هذا الانقطاع لأكثر من 24 ساعة، وقد عايشت هذا الحدث كاملاً منذ وصولي مغرب يوم الخميس حتى مغادرتي يوم الجمعة عصراً. وكان لهذا الانقطاع أثره البالغ على جميع الأنشطة البشرية بالمنطقة المركزية من: فنادق، وأسواق، ومجمعات تجارية، ومحلات بيع، وغيرها من الخدمات التي تزخر بها هذه المنطقة، لاسيما وإن الكهرباء أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة.. وقد ذكر لي أحد العاملين في المنطقة بأن مثل هذا الحدث لم يمر على المدينة منذ 25 سنة، حيث كانت الكهرباء في الماضي تنقطع لمدة ساعة أو ساعتين على الأكثر، أما ما حصل يومي الخميس والجمعة 27- 28 رجب فأمر غير مألوف. ويمكن إرجاع انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة المركزية لعدة أسباب منها: الظروف المناخية التي مرت بها مدن ومحافظات الساحل الغربي من المملكة حيث، تجاوزت درجات الحرارة ال ( 50 درجة مئوية)، ناهيك عن اكتظاظ هذه المنطقة بالأبراج السكنية الضخمة وما تستهلكه من كهرباء لتغطية احتياجات النزلاء، مقرونة بالنُزل السكنية، والأحياء المكتظة المجاورة لها، والاستهلاك الكبير للكهرباء وعلى مدار الساعة؛ أضف لذلك ضعف الصيانة والمتابعة لمحطة الكهرباء الرئيسة التي تغذي المنطقة بأسرها.. كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى حدوث الخلل الكبير في المحطة الرئيسة، والتي عجز القائمون عليها في إصلاح ما اعتراها من خلل في مدة زمنية وجيزة كما جرت العادة. إذن حتى لا يتكرر هذا الانقطاع للتيار في هذه المنطقة الحيوية بالغة الأهمية، والواجهة الحضارية لطيبة الطيبة، نقترح أن تقام محطة كهربائية بديلة للموجودة حاليا وتكون مساندة لها، كما نقترح أن تنشأ وحدات كهربائية (مولدات) مساندة لكل منشأة فندقية، أو مجمعات سكنية، أو مستشفيات، أو أية منشأة بها كثافة سكانية كبيرة، بحيث تعمل مولداتها الخاصة فور انقطاع التيار الكهربائي لأي سبب من الأسباب، خاصة وأن هذه البقعة المباركة لا ينقطع زوارها أبداً عنها وعلى مدار العام، أي إنها مشغولة بالكامل في سائر أيام السنة. فياحبذا لو أن شركة كهرباء المدينةالمنورة أقامت محطة مساندة للمحطة الرئيسة، وأن يوجّه عن طريق أمارة المدينةالمنورة جميع المنشآت السكنية المستوعبة لأعداد كبيرة من النزلاء في توفير مولدات كهربائية كبيرة (احتياطية)، كما هو معمول به في المستشفيات الكبرى والمنشآت الحيوية المهمة. الملفت في الموضوع والأمر الذي أنسى معظم الزوار والعمّار هموم انقطاع الكهرباء ومنغصاتها، هو عدم تأثر المسجد النبوي الشريف بهذا الحدث، حيث يتمتع بكهرباء خاصة به، فكان يتلألأ نورا كالجوهرة المضيئة في سواد الليل البهيم، حيث الأنوار الساطعة المنبعثة من جنبات المسجد الشريف مقرونة بأنوار المصطفى - صلى الله عليه وسلم - التي ملأت أجواء طيبة الطيبة قاطبة نوراً ورونقاً وجمالاً. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (37) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain