قاتل الله الكذب، أي صفة هذه يلتقطها هذا الإنسان الذي باع ضميره بشهوة أو مال أو عرض من أعراض الدنيا فهذه الصفة المذمومة أرض خصبة يزرع فيها هذا الإنسان الذي يتصف بالكذب حشائشه الخربة القذرة ثم يصدق ما زرعه حتى تدفع به نحو الهاوية، والقضية برمتها مبنية على الخبث واللاوعي وقد يدرك هذا الكذاب أن القول المأثور "الكذب حبله قصير" حقيقة ويدرك أيضا أنه مكشوف أمام أعين الجميع ويعرف النهاية ولكن الغشاوة المقيتة تزين له كذبه. فهؤلاء تعلو أصواتهم بأن هناك مفاجأة نسمعها دائما ممن يتصفون بهذه الصفة القبيحة والواقع يفضحهم والمفاجأة أنهم بلاهوية، فالإنسان بلاهوية ضائع تائه حتى تاريخ ميلاده لا يعرفه ثم في هذا الواقع المرير الذي يعيشون فيه ليس لديهم حتى لغة للتخاطب غير الكذب لتزييف الواقع والحقائق والجميع يعرف الحقائق وينتظرون عدالة السماء، فالفعل المرتبط بالحقوق دائما كما علمتنا الأيام هو فعل الحق وهذا الحق منذ أن وطئت قدم آدم الأرض أخذته أيدي الباطل ولكن النتيجة الحتمية لهذا الصراع بين الحق والباطل، وقوله سبحانه وتعالى "وأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض". فيبقى من يتصفون بهذه الصفة تحت الخوف من مرض يصيبهم فجأة أو حالة هلع تخترق نفوسهم التي تحتضر لأنهم يدركون قوله تعالى "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"، أعتقد أن الصفة هذه تصنف ضمن الاعاقات وهي اعاقة تعتبر اخلاقية نفسية يصاب بها من غلبت شهوته وهواه ويشكو المصاب بها من قلق وعدم ثقة بالنفس وتبدأ عليه التجاعيد حتى يصبح عجوزا فهذه الصفة تجعل صاحبها لا يتوانى بها من الادعاء أو التأويل أو الإدلاء بمعلومات خاطئة أو غير دقيقة.. وللحقيقة أقول إن هذا الإنسان الذي يتصف بالكذب إنسان مريض يجب توعيته بالعديد من الأساليب والوسائل حتى يقلع عن هذه العادة التي شوهت صورته وجلبت له السمعة غير اللائقة فالكذب وصمة عار على صاحبه.. أخيرا الكذب من أشد أنواع الإعاقات خطرا فصاحبه لا يكتفي بحرق وتدمير نفسه بل ينخر في من حوله لأن هواه غلب عليه وعميت عينه عن الحقيقة ويظن أن كذبه غير مكشوف وهو بهذا يهلك أعاذنا الله من هذه الصفة القبيحة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما يسمع". رسالة الدكتور مسفر الغامدي يقول " إن كثيراً من الناس اليوم يصدقون كل ما يسمعون من أخبار- لا لصدق المخبر والناقل لها- بل لأنها توافق هوى في أنفسهم فيتولون نشرها بكل سذاجة وكأنه لا يصيبهم شيء من الإثم فيما اقترفوا. إن تقوى الله تعالى تلزمك أن لا تتكلم إلا بما تراه حقا وعدلا وإن كنت مشاركا في الإثم، وقادحا في عرض ذلك الذي نقلت الأخبار الكاذبة عنه وأشعت عنه قصصا باطلة أنت تعرف كذبها وزيفها، وهذا الأمر ليس خاصا بعرض أناس دون آخرين بل يشمل الناس كل الناس، فليس لك أن تنقل أو تنشر من الأخبار إلا ما ظهر لك صحته وثبت عدالة ناقله وصدقه.. فأعراض الناس حرام كحرمة أموالهم ودمائهم ولا فرق فكما أنه لا يجوز لك أن تسرق مال آخر أو أن تهرق دمه فكذلك لا يجوز الكذب. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (54) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain