في الوقت الذي ألقت وزارة الأمن الإيرانية عشية الانتخابات الرئاسية الإيرانية القبض على شبكة تخريب مرتبطة بدول مجاورة، نسب أحد المواقع الفرنسية بعد تأييده الخبر هذه الشبكة إلى السعودية وقطر. طهران (فارس) وفيما صرح هذا الموقع الذي يحمل اسم "المساواة والسلام" بأن جهاز مخابرات إحدى الدول العربية كان قد وقّع منذ سنوات عقدا مع رئيس هذه الشبكة يقضي بالإضرار بالمصالح الإيرانية أوضح أنه ليس من المستغرب أن تقوم هذه الدولة بذلك وهي المدعومة من قبل الغرب و"إسرائيل" مضيفا: "تضطلع قطر منذ بضعة سنين بدور تخريبي مهم في المنطقة". وبعد عرض نبذة عن تاريخ دويلة قطر لفت المحلل إلى أن عمر أشجار الدلب في شارع "ولي عصر" في طهران يزيد على عمر قطر كدولة مستقلة فما بالكم إذا طرحت الأخيرة نفسها كمنافس إقليمي لإيران وتساءل: "ما الذي يدفع قطر للكيد لإيران إلى هذه الدرجة"؟ وفي سياق التفتيش عن جواب لهذا التساؤل أفاد التحليل أن قطر تصنّف في العرف الدولي كدولة صغيرة ليس لها بُدّ من أجل البقاء سوى ربط مصيرها بالدول الكبرى الإقليمية والدولية، وأردف قائلا: "فقطر مجبرة في كثير من الأحيان للتنازل لصالح السعودية حليفتها في مجلس تعاون الخليج الفارسي على رغم الخلافات الحدودية بينهما ورغبة السعودية في ضم قطر إلى أراضيها كما أنها سعت في تاريخها المعاصر للتودد إلى القوة الاقليمية الاخرى وهي إيران نكاية بالسعودية". وفي إشارة إلى سكان قطر الذين لا يزيدون عن 1.8 مليون نسمة وامتلاكها ل14% من احتياطي الغاز الطبيعي العالمي و15 مليار برميل نفط وهذا الرفاه الاقتصادي شجعها للطموح بدور ومكانة دولية وإقليمية. وعبر التنبيه إلى أن القدرة الاقتصادية لقطر وموقعها الجغرافي بين قوتين إقليميتين (الجمهورية الإسلامية والسعودية) اضطرها لوصل نفسها مع النظام الدولي من أجل تحقيق مطامحها ذكر التحليل: "على الرغم من ثراء قطر نسبة لتعداد سكانها إلا أن حلمها في الارتباط بالنظام الدولي يحتم عليها تقديم المزيد من التنازلات والخيار الوحيد أمامها هو مجاراة الولاياتالمتحدة وحلفائها في تحقيق أهدافهم الإقليمية الأمر الذي اكتسب جدية أكثر بعد موجة الصحوة الإسلامية في المنطقة". ولدى الإشارة إلى أن ثروة قطر وعلاقتها الجيدة مع الجماعات السلفية وفّرتا فرصة لآل ثاني لتوظيف هذه الجماعات في خدمة النظام الدولي أضاف: "بمقدور الجماعات السلفية تحقيق هدفين لأميركا وحلفائها؛ الأول هو إعطاء طابع سلفي للصحوة الإسلامية وحرفها عن وجهتها الإسلامية الأصيلة والثاني هو محاولة ضرب محور المقاومة بواسطة هذا التيار الذي يضع الجهاد ضد المسلمين الشيعة كأحد أبرز أجنداته". ولما كان أحد أهم مآرب نظام الهيمنة الدولي بحسب التحليل هو تحجيم دور الجمهورية الإسلامية في تحولات المنطقة فقد تصرفت قطر بطبيعة الحال بما يتلاءم مع أهداف الولاياتالمتحدة وشكلت مع السعودية وتركيا جبهة مقابل إيران ومحور المقاومة ما دفع بعض المفكرين "الإسرائيليين" إلى حث "تل أبيب" على أن لا تبخل بدعمها لهذه الجبهة". وقال مستنتجا: "إذن ليس من المستغرب أن تنخرط قطر في مثل هذه الأعمال التخريبية ضد طهران". وحث التحليل قطر على التعلم من دولة "عمان" التي وإن اختلفت مع طهران في المواقف لكنها لم تعمل على تعكير صفو العلاقات معها، ناصحا "آل ثاني" بأن النظام الدولي سوف يغير مواقفه عند تغير خارطة القوى وإن عليكم بالتفكير بذلك اليوم الذي سيتخلى عنكم الجميع ولن تجدوا سوى هذا الجار الذي أمعنتم في إيذائه.