قام "المنتدى العالمي للوسطيّة" فرع تونس وسفارة الجمهوريّة الاسلاميّة الإيرانية في تونس، بعقد مؤتمر يدعو الى الحفاظ على الوحدة الاسلامية وتجاوز الخلافات. تونس (فارس) وأفاد مراسل وكاله انباء فارس في تونس، ان الفرقة بين المسلمين في العالم اجمع من اهم المخاطر التي تهدد الامة الاسلامية كما ساهمت الاحداث السياسية المتواترة في تعميق هذه الفجوة بين المسلمين، ولعل آخرها ما يحدث اليوم في سوريا من اقتتال بين ابناء الدين الواحد وهي حرب تحركها الدول الغربية والقوى الاستعمارية. هذه الأحداث دعت عددا من علماء المسلمين في تونسوايران وغيرهما من الاجتماع على طاولة نقاش في مؤتمر يدعو الى الحفاظ على الوحدة الإسلاميّة نظمه كل من المنتدى العالمي للوسطيّة فرع تونس وسفارة الجمهوريّة الاسلاميّة الإيرانية، وفيه استهَل الصادق المهدي رئيس المنتدى مداخلته بتقييمه لهذه المُبادرة التّي اعتبرها خطوة هامة نحو محاولة لم شمل الامّة الإسلاميّة باعتباره دين جماعة وليس دين فرقة واحدة او مذهب واحد مهما كان، خاصّة في ظلّ ما تمر به المنطقة من تغيرات وثورات. من جانبه أكد سفير الجمهوريّة الإسلاميّة الايرانية "بيمان جبلّي" أن مَشاريع التفريقة يجب طمسها وأنّ أمة الاسلام تريد اليوم من علمائها لم الشمل وتوحيد الصفوف لا ما يزيد في الصّراعات والنّزاعات ومااحوجهاَ اليَوم إلى أن يستمع علماؤها لبعضهِم البعض، في وقت يحاول فيه العديد مِن الغرب تحويل مشاكلنا الى فتن طائفيّة، فالصوت الأقوى هو صوت العقل ويجب مزيد التلاقح والتكاتف وايجاد حلول سلمية لتلك المشاكل. وقال جبلي ايضا "قناعتنا بان قوة العالم الاسلامي في وحدته وتقاربه وعلى هذا الأساس ليس بغريب على ايران انها من اول من دعت الى الوحدة الاسلامية وللتقريب بين المذاهب الاسلاميّة وان تتجاوز الفتن والمحن بروح الوحدَة." وأشار صادق المهدي: للحالة التي يعيشها مسلمون، حالة فرقة لايعلم مداها الا الله (على حد تعبيره) تحولت الى حروب اهلية والاسوأ ان اعداء الامة صاروا يراهنُون على تدمير الامة بأيادي أبنائِها، وهو رهان على ان يدّمر المسلمُون أنفسهم بأنفسهم. واضاف المهدي ان هناك خلافات لا شكّ فيها إنما هي برأيه لا تعدو ان تكون سوى اجتهادات وسيزيد منها التّصدي للمشاكل، كما قدّم مقترحا رأى فيه مخرجا مما تشكوه الأمّة من فرقة يتضمن عددا من الآليّات لتحقيق ذلك مع ضرورة التحلي بالوعي والرشد الذّي من شأنه أن يسكت اصوات السب والشتم، ويمنع الاقتتال، وأول هذه الوسائل التي اقترحها هي ابرام معاهدة اممية بين الدّول الاسلامية وتكوين هيئة تحكيم متكونة من حكماء الامة وتكوين مجلس امن إسلامي يلتزم بالمعاهدات الاممية الاسلامية. ومن شان هذا المقترح ان يطوق ويطفئ نيران الفتنة بين المسلمِين على حد قوله، والأهم من ذلك إدارة الخلافات بأسس سلمية، فالمُسلمون ربهم واحد وكتابهم واحد وبلاغهم رسول واحد. من جهته تطرّق سليم بن حميدان المفكر الإسلامي ووزير أملاك الدّولة إلى الظروف العَامة للأمة الاسلامية والتي تشكو من مرض عضال وأزمة مُزمنه اسمها التفرقة والتشتت الذي مس مختلف كياناتها. وأضاف ان العنوان العريض للأزمة التي تَعِيشها الامة وهي التناقض بين القَول والفعْل، فالعالم اليَوم كله يشهد منعطفا تاريخيّا وانسانيا ويتلمس طريقه نحو الاستقرار والأمن وهو ايضا في مرحلة تحوّل كامل ومخاض كبِير، إذ أنّ ماَ تشهده كل ربوع الامّة الاسلامية سينبعُ عنه مشروع جديد وعلى الجميع أن يؤِمن أن مصير المسلمين واحد وتاريخ مشترك. وفي السّياق ذاته قال الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية آية الله الشيخ محسن أراكي أن الوحدة الاسلامية ليست ضرورة فحسب بل هي فريضة واجبة على كافّة كمسلمين وقد اتفق العلماء المسلمين على الحفاظ عليها، إذ يواجهون اليَوم خطرا كبيرا يهددهم فالاقتتال الدّاخلي وتحويل التحدي بين جبهة الاستكبار العالمي بل الى جبهات عالميّة وبالتالي سَيَتحقق كل اهدافهم بالتفرقة والتشتيت والاستئصال. فالدعوة الى الوحدة الاسلاميّة برأيه هي اهم فريضة تفرضها مبادئ الاسلام. ولا شك من ان فقهاء المسلمين متفقون على هذه النّقطَة. وأكد أراكي أنّ الواجب على نخب هذه الامة ان يجتمعوا ويؤسسوا لمشاريع تقوم بدور فك هذه الخلافات وحلّها ومشروع حوار للحل بين المتنازعين، كما دعا إلى الجُلوس والحوار للتَوصل إلى حلول. /2336/