لكثرتهم يكاد لا يبقى عالم واحد في العالم الإسلامي لم ينادِ بالجهاد من منبره مشعلاً لأجله الهمم و الشيم و القيم في نفوس رجال الأمة و شبابها و محرضاً على الانخراط في جيش جهادي يعيد لسُنّة الجهاد وهجها و للأمة الإسلامية عزتها و ينتصر للمقهورين و المضطهدين ، و لندرتهم أيضاً يكاد لا يخرج عالم واحد للجهاد معلناً البدء بنفسه مغادراً منبره أو استوديوهات الفضاء متوجهاً لساحة الجهاد ، و الأمر غاية في الغرابة و أغرب ما فيه قلة من يستغربه ، فالتناقض كبير جداً في هذا الموضوع ولا يستدعي التترس خلف احترام العلماء و عدم التجرؤ على انتقاد حماستهم لجهاد المنابر و عزوفهم عن الإقدام على جهاد الواقع ، فإن كانت رسالتهم الأهم هي التأثير في الناس و توجيههم فإن رسالة المصطفى عليه الصلاة و السلام كانت أهم و مصير البشرية جمعاء و خاتم الأديان مرهون بحياته صلى الله عليه و سلم ، لكنه لم يضن بنفسه و لم يكتف ب(حي على الجهاد) بل نزل للعراك بنفسه و قاتل و جرح عليه الصلاة و السلام . الأمة حين تحتاج الجهاد الذي تعقد عليه آمال التغيير و إعادة الأمجاد لا تحتاج المزيد من الإحباطات و التراخي و استهلاك القيم و الشعارات للإعلام و الإعلان ، الأمة حين تحتاج للجهاد يجب أن يكون جهاداً يليق بها و بتاريخها العظيم و نبيها الكريم ، جهاداً لا يقعد عنه عالم و لا يتخلف عنه من يدعو إليه ، فإن كان يدعو الناس بغير إيمان فعلى المستمعين صم أسماعهم غير ملومين ، و إن كان مؤمناً به و يشح بنفسه عن القيام به فهو لا يستحق منبره ، ودمه ليس أزكى و لا أغلى من دم النبي عليه الصلاة و السلام وصحبه الأطهار الذين سجلوا ملاحم الإسلام بدمائهم الزكية ، و لا عمره أبهى من زهور الشباب التي يدفع بها لأتون المعارك ، جهاد المنبر جهاد قاعدي ما عرفناه إلا على جبال تورا بورا حيث يتغنى شيخ المجاهدين بالقصائد و يزج بالشباب لجحيم التفجير و الانتحار . [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain