د. عبد الرحمن سعد العرابي * أعرفُ سلفاً أن بعضاً من.. زملائي الأطباء السعوديين.. سيعتبون وربما يغضبون.. من مقالي هذا... لكني أعرفُ أيضاً أنّ ما سأكتبه واقعٌ معاشٌ... يحتاج إلى تصحيح.. وهو بأيديهم هم.. قبل غيرهم. * لم يعد يشكُّ أحدٌ في قدرة.. وكفاءة.. الاستشاريين السعوديين... وفي كل التخصصات الطبية.. فهم أصبحوا أعلاماً.. لا تخطئها العيون.. والأسماع وهذا ما جعلهم مبتغى... معظم المرضى... * لكن الملاحظ ومع تقادُم الأيام... أنَّ معظم الاستشاريين السعوديين.. أصبحوا غير ممكن الوصول إليهم... أي أنَّ رؤية أحدهم... تحتاجُ إلى مواعيد... ومحاولات.. وربما وساطات.. تشبه تلك التي يحتاجها.. مسؤولون كبار... * كما أن المادية... أصبحت طاغية في مشهد العلاقة بينهم وبين المرضى.. فمعظم الاستشاريين السعوديين "كشفياتهم" عالية جداً ولا يقبلون التأمين.. وإنْ قبلوا به فلابدّ من مبلغ مستقطعٍ خارج التأمين.. وهكذا... * وهذا ما جعل كثيراً من المرضى.. يتساءلون... وهم محتارون... لماذا كل هذا؟ هل هو نوع من البرستيج؟ أم أنها الخصوصية السعودية؟ أم أن هناك أشياءَ غير مرئية؟ * المجال الطبي... وزملائي الاستشاريون السعوديون أعلمُ مني به... مجالٌ إنسانيٌ بحت.. تسيطر... وتطغى عليه.. الروحُ الإنسانية... قبل أي شيء آخر... وهو ما يعني المبادرةَ لمعالجة المريض قبل المال وتوفره... وقبل بوليصات التأمين... وتغطياتها ،وقبل كل شيء.. ولهذا نشاهد ونسمع أمثلةً من ثقافات أخرى يرتحل فيها الأطباء إلى مناطق فقيرة لمساعدة المرضى.. ويمضون الليل والنهار لعلاجهم.. ويجعلون الفحص والعلاج.. ورعاية المريض والاهتمام به... أولى أولوياتهم.. وأنا أربأ بالأعزاء الاستشاريين السعوديين أن يكونوا غير ذلك... [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (10) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain