بقلم / سامي العامري الخليفي : سامي العامري الخليفي من قال ان نكبة احتلال الجنوب ذكرى !؟ الذكرى تكون بعد تحرير الارض واستردادها حيث تبقى ذكرى يوم اسود ؛ و من قال ان احتلال الجنوب نكبةً واحده !؟ مازلنا في نكبات مستمره نكبةً تلو الاخرى ؛ نكبات تتناسل فينا كأنها لعنات إنها نكبات يوميه وأورام سرطانيه تمد أذرعها الشريره على طول ارضنا الجنوبيه . عقدين من الزمن مرت منذ احتلال الجنوب وشعبنا يزداد ألمه يوماً بعد يوم وعاماً تلو عام وكأن شعبنا وجد فقط للنكبات !! فمن نكبات الرفاق وأخطائهم الفاذحه أثناء حكمهم للجنوب الى نكبة الوحده المتسرعه والغير مدروسه مروراً بنكبة إجتياح الجنوب بالقوه العسكريه واحتلاله في 7 يوليو1994 تحت مسمى (الشرعيه ) وصولاً الى نكبة اخرى وهي نكبة الانقسام التي حولت الثوره الجنوبيه التحرريه الى فصائل ومكونات وهيئات ومجالس وتيارات وادوات مستخدمه قسمتنا الى اجزاء متناثره متنافره تحجب إشعاع قضيتنا في المحافل الدوليه والرأي العالمي من شعب تواق للحريه والإستقلال الى شعب رجعي متخلف لايجيد سوى النعيق والتصفيق لأصنام عفى عنها الزمن !! تسعة عشر عاماً مرت على النكبه ومازالت عدن تتجرع النكبات فهاهو المحتل يستفرد بها ويستكمل مخططاته الخبيثه ولم يتبقى له إلا الإعلان عن وفاتها لنستعد للإعداد والتسابق والتصارع على مراسم حفل تأبينها ! الحال نفسه في حضرموت و لحج وشبوه وأبين والمهره والجزر الجنوبيه القتل مستمر الملاحقات مستمره اعتقالات تعسفيه مستمره عقاب جماعي واذلال للمواطن الجنوبي تجهيل متعمد تدمير وسلب ونهب إكساب لثقافات وعادات سيئه لا تمتد الى الجنوب بصله صرخة هنا وأنين هناك مشاهد تتكرر يومياً وأصبحت مألوفه يتجرع الشعب النكبات المتتاليه يوماً بعد يوم وعام تلو العام وتزداد المعاناه. النكبه صنعها الاعداء لكن الجسم الجنوبي كان مريضاً فتقبلها وضعيفاً فلم يستطع مقاومتها النكبه الاساسيه ولدت نكبات قد تفوق الاولى في الخطوره لكن النكبه الكبرى للشعب الجنوبي كانت ومازالت في قياداته المتعاقبه التي لم ترق يوماًالى مستوى المسئوليه فتعرف كيف تمسك قبضة المنجل ويقاوم الاعزل وتعرف كيف تفاوض وكيف تناور وكيف تتمثل حقيقة هموم الشعب وآماله وأحزانه وأفراحه واهدافه التي لن يحيد عنها مهما طال الزمن. المشهد الجنوبي محزن ومقلق ومحبط في نفس الوقت وهذا اقل مايقال في وصفه المحتل يبطش ويتعجرف ويقمع ويعتدي ويصادر ويعتقل ويشرد والقيادات الجنوبيه تتصارع على مناصب ومسميات سخيفه بحجم سخافتهم ! لنتسأل من السبب في كل هذه النكبات ؟؟ اليس هم انفسهم المتصارعين على القياده! عاقبوا الشعب في الماضي وتسلقوا على انجازاته في الحاضر وأبوا إلا أن يكرموا هذا الشعب الصابر المناضل بخلافاتهم وصراعاتهم ليأخروا من مسيرة نضاله ....الا يخجلون !؟ التباين والإختلاف في الروئ ظاهره صحيه ولا تدعي للقلق لكن رفاقنا لا يملكون اية روئيه مستقبليه وكلاً على ليلاه يغني . حال سيئ وصلنا إليه والخوف ان ننجر الى ماهو اسوأ لا سمح الله في ظل هذا التخبط والعشوائيه وعدم استشعار المسئوليه صراع القيادات مستمر فئات مازالت تتمسك ببرجها العاجي الذي رسمتها لها الايام الغابره وفئات رأت انها ستخلق لها قاعده من خلال تلمس نبض الشارع الحالي وفئات تتخبط هنا وهناك وبدل ان توجه هذه الفئات سهامها الى المحتل نراها تتراشق فيما بينها وتعمل بقول ( أسد علي و في الحروب نعامه)! إن نكبة القيادات هي اسوأ ما أبتلينا به فأنقسام القيادات وتصارعها يعطي فرصه لاستغلال هذا الانقسام من خلال مبدأ فرق تسد الذي عاش عليه الجنوب كثيراً ويبدو انه سيعيش عليه أكثر في الاخير علينا ان ندرك ان تحرير الارض لابد ان يسبقه تحرير الانسان وان الوصول الى اللص داخل المبنى لابد ان يسبقه التصادم مع الحارس ومخطئ من يعتقد ان تحرير الجنوب سيتم على ايدي هذه القيادات الهرمه التي تتأرنب امام العدو وتستنمر فيما بينها واختم بمقوله لزعيم النضال جيفارا يقول فيها : أنا لست محرراً المحررين لاوجود لهم فالشعوب وحدها هي من تحرر نفسها . 55