كشف مختصون أسباب تجوال المصلّين بين المساجد بحثًا عن المسجد الأفضل خاصة في شهر رمضان.في رمضان والذي يؤدي في حالات عديدة الى حرمان المتجولين من اللحاق بتكبيرة الإحرام لصلاة العشاء ،وربما الى ضياع جزء من صلاة التراويح ،وعزوا هذه الأسباب الى أنه - اضافة الى بحثهم عن الصوت الرخيم -أن أغلب المصلين يبحثون عن المساجد التى بها دورات المياه النظيفة ،وأن المساجد كلها تعمر بذكر الله لكن بعضها يتميّز باهتمام إمامه وجماعة المسجد، وقالوا انه مع الأسف أن أقسام الأوقاف لا تقدم شيئًا يذكر إلا بعض الاجتهادات الشخصية من الوزارة لكنها ليست كافية من ناحية دعم المساجد. وأكدوا أن لعمارة المساجد مفاهيم عديدة لا تتوقف عند البناء والتجهيز وتوفير الإمام المؤهل القادرعلى تهيئة أسباب أداء العبادات والذكر على الوجه المشروع والمطلوب فقط ، وإنما يتجاوز هذا كله إلى أمور، ومتطلبات أخرى، وأن هذه المتطلبات تحددها قاعدة أن «عمارة المساجد تنقسم إلى قسمين: عمارة حسية وعمارة معنوية، فالإعمار المعنوي معروف بذكر الله وهو مذكور بالقرآن الكريم، أما الإعمار الحسي فيندرج تحته الاهتمام بمرافقها وإكمالها إذا بها نقص، وإصلاح مكيفاتها وتنظيف فرشها وتزويدها بكل ما يحتاجه المصلي من دورات مياه نظيفة تليق بمقام بيوت الله.. - في هذااللقاء الذي تجريه «المدينة» مع بعض المختصين مزيد من الإضافات التي يكشفون من خلالها سرّ تجوال المصلين بين المساجد . قصور كبير - فقد قال الشيخ إبراهيم الطلحة: «إن عمارة المساجد بالاهتمام بمرافقها تعدّ من أوجه الخير المثاب فاعلها ونتمنى اهتمامًا بمرافق المسجد خاصة دورات المياه التى مع الأسف الشديد بها قصور كبير فى بلادنا فعلى مستوى الخليج زرنا مساجد عدة وفي مناطق مختلفة فوجدنا اهتمامًا كبيرًا بنظافة المساجد وفرشها ودورات مياهها رغم أنه لاينقصنا شيء يجعلنا أقل منهم فنحن بلاد الحرمين وبلادنا تقدم الدعم لكل أبواب الخير ومن باب أولى أن تكون المساجد فى أفضل حال ولا أذيع سرًا عندما أقول: إن المساجد بإفريقيا والمصليات بأوروبا تعدّ على مستوى عال من الاهتمام والرقي والنظافة». ويضيف طلحة: إن من عمارة المساجد أيضًا تقديم حَسَن الصوت فى إمامة المصلين حيث ينبغى للإمام إذا كان صوته غير حسن أن يُجلب للمصلين فى رمضان إمام مِمَن أعطاه الله حسن الصوت فالنفوس جبلت على سماع كل ماهو جميل وهو عون لهم على الطاعة». إعمار حسي ..ومعنوي - ويتحدث الشيخ الدكتور محمد موسي الشريف قائلاً: «عمارة المساجد تنقسم إلى قسمين عمارة حسية وعمارة معنوية فالإعمار المعنوي معروف بذكر الله وهو مذكور بالقرآن الكريم أما الإعمار الحسي فيندرج تحته الاهتمام بمرافقها وإكمالها إذا كان بها نقص وإصلاح مكيفاتها وتنظيف فرشها وتزويدها بكل ما يحتاجه المصلي، ويزيد الدكتور الشريف، فى السابق كانت المكيفات تعد من الكماليات وتعد من الأشياء التى لاحاجة لها.. أما الآن فهي من الاحتياجات التى لا يستغنى عنها فيجب الاهتمام بها وجعلها على أحسن حال». تهيئة دورات المياه - وقال الشيخ عبدالعزيز الخليفة الداعية بالشؤون الإسلامية وإمام جامع العساف بالرس: «إن من عمارة المساجد الاهتمام بالمرافق الداخلية والخارجية لها وخاصة مع إشراق شمس رمضان فإن إقبال المصلين يزيد فينبغى أن يهتم بصيانتها وتطييبها وتوفير كل وسائل النظافة بها مع إيجاد حلول لمكبرات الصوت بحيث يحصل المقصود من إيصال الصوت دون خفض أو إزعاج»، ويضيف الشيخ عبدالعزيز: «إن كل مصلٍ يحتاج إلى ما يناسبه، فبعضهم له رغبة بإيجاد مصاحف كبيرة أو صغيرة ومنهم كبير السن والمريض الذي يشقّ عليه الوقوف يحتاج إلى مقاعد بعدد كاف لتسهيل مشاركتهم بالصلاة وأن الاهتمام بالمساجد ونظافتها تعدّ من إعمارها فتهيئة دورات المياه وتنظيفها للرجال والنساء يعدّ مطلبًا يجب أن يهتم به كل مسؤول عن هذا الشأن»، وختم حديثه برسالة للأئمة بأن يشجعوا المصلين بعدم الإطالة المملة أو التخفيف المخل. دور مفقود - ويذكر الشيخ راشد المسردي إمام جامع سلطان بالدمام قائلًا: «من خلال بحثي وخبرتي في المساجد وسؤالي لماذا الناس تبحث عن مساجد وتقصدها عن غيرها فوجدت أن أغلب المصلين يبحثون عن المساجد التى بها دورات المياه النظيفة فالمساجد كلها تعمر بذكر الله لكن بعضها يتميز باهتمام إمامه وجماعة المسجد ومع الأسف وزارة الأوقاف لا تقدم شيئًا يذكر إلا بعض الاجتهادات الشخصية من الوزارة لكنها ليست كافية من ناحية دعم المساجد، فالمسجد الذي وليت إمامته يصرف عليه شهريًا40 ألف ريال بصيانته وأجهزته وتعاقدنا مع شركة تهتم بنظافته والحمد الله أصبح الآن في المرتبة الأولى من ناحية الاهتمام والترتيب بالدمام»، وزاد المسردي: «نحن بلد أنعم الله علينا بالخير الكثير وحكامنا -الله يحفظهم ويرعاهم- حريصون ولم يقصروا في شيء لكن لايوجد اهتمام من الوزارة فنتساءل دائمًا أين هو دور الوزارة؟ هل يقف عند تعيين الإمام والمؤذن فقط؟».