قال هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام إن الحكومة الإيرانية المقبلة يجب أن تكون «حكومة شاملة» تضم جميع أطياف الشعب الإيراني، ولا تقتصر على فئة معينة. وأشار رفسنجاني إلى أن المشكلات المتعاظمة في إيران جاءت نتيجة إقصاء الشخصيات المهمّة عن الجهاز التنفيذي والتشريعي، واعترف رفسنجاني في تصريحات إعلامية وصحافية له أمس الأربعاء، بأن «حكومة الشيخ روحاني سوف ترث مشكلات كثيرة عن حكومة نجاد، لكنها بالطبع ستعمل وبصبر لتسوية المشكلات»، معتبرًا انتخاب روحاني يحمل معاني ودلالات، خاصة وأن الشعب الإيراني أدرك حجم المشكلات، لذلك انتخب نهج الاعتدال والعقلانية». وشدد رفسنجاني بأنه سيبقي إلى جانب الرئيس روحاني مادام حيًّا، وكشف رئيس مجمع تشخيص النظام ولأول مرة على موقعه «خلفيات رفض تأهله للترشح للانتخابات الرئاسية»، وقال: «عملية تسجيل اسمه في سجل الانتخابات، جاءت تلبية لنداءات مراجع قم والنجف في العراق، وشخصيات سياسية في الداخل وعامة الناس». وأضاف: «قبل تسجيل الاسم في سجل الترشيحات في مبني وزارة الداخلية، قمت بالاستخارة القرآنية وكانت إيجابية، وبعد أيام جاء إليَّ مسؤول وطلب مني الانسحاب من الترشيح، قائلاً: إن رفض ترشيحك سيكلف النظام الكثير من الاستحقاقات، وقلت له: إذا كنتم حريصين على النظام فلماذا تحملونه كل تلك الفواتيرالثقيلة؟». وأشار رفسنجاني إلى أن «الشارع كان غير راضٍ عن قرار مجلس الصيانة برفض صلاحيتي، لذلك رد الاعتبار كان في انتخاب روحاني، والتي جاءت تلبية لنداءاتي». من جهته، انتقد رئيس الديوان العالي في إيران تصريحات متشددين إيرانيين حيال الرئيس المنتخب حسن روحاني، متَّهمًا إيّاهم بالسعي لمصادرة فوز روحاني لصالح أجندتهم المتشددة. وقال كركاني في تصريحات لموقع «انتخاب» الإصلاحي «الشعب الإيراني انتخب الرئيس الأصلح، وحصل على أغلبية الأصوات والتي بلغت 72%؛ لذلك لا ينبغي لصحيفة كيهان وغيرها من الصحف أن تواصل نهجها في إسقاط الآخرين، واتهامهم ببائعي الوطن، والتجسس، والتخريب، والتآمر، وهي مصطلحات شائعة في صحيفة كيهان ضد القادة الإصلاحيين، وتلك المصطلحات لا تليق بقيم المجتمع الإسلامي، كما أن حكومة روحاني لم تشرع بعد، فكيف إذن يتم القصاص قبل الجريمة؟». وكان أصوليون متشددون واصلوا تصريحاتهم ضد الرئيس المنتخب روحاني، بسبب لقاءاته المتواصلة مع الشخصيات الإصلاحية والمعتدلة، متّهمين الرئيس روحاني بالسعي لتنصيب شخصيات إصلاحية في مناصب مهمة في حكومته المقبلة. فيما حذر حسين شريعتمداري ممثل خامنئي في صحيفة كيهان، الرئيس روحاني من مغبة تنصيب بائعي الوطن (في إشارة للإصلاحيين الذي شاركوا في احتجاجات عام2009 ضد انتخاب الرئيس نجاد) في حكومته المقبلة. وقال شريعتمداري في مقال افتتاحي بصحيفة كيهان أمس «اختيار الوزراء من حق الرئيس المنتخب روحاني، لكننا نطالب الرئيس روحاني بعدم اختيار شخصيات باعت الوطن، وتآمرت مع الأمريكان والصهاينة في فتنة عام2009». واتهم شريعتمداري إصلاحيين بأنهم يسعون في المرحلة الراهنة إلى النفوذ في حكومة روحاني كمرحلة أولى، ومن ثم القيام بأعمال تخريبية للنظام. وأشار شريعتمداري إلى أن حكومة نجاد وطيلة الثماني سنوات باستثناء العامين الأخيرين قامت بإنجازات كبيرة لا مثيل لها، ودعا شريعتمداري الرئيس روحاني إلى اليقظة وإغلاق الأبواب بوجه رجال الفتنة للحيلولة دون النفوذ في حكومته المرتقبة. إلى ذلك، وفي سياق إصرار المتشددين على وضع العراقيل أمام خطط الرئيس روحاني الجديدة، نفى مصدر مطلع، الخبر الذي أوردته صحيفة العرب اللندنية حول زيارة روحاني للمملكة العربية السعودية قريبًا. وقال «مثل هذه الأخبار لا صحة لها مطلقًا وإنما مجرد تكهنات إعلامية». وأضاف المصدر في تصريحات أدلى بها لمراسل وكالة أنباء فارس «القيام بأي زيارة إلى الخارج أو لقاءات دبلوماسية رهن ببدء أعمال الحكومة المقبلة، وروحاني لن يقوم بأي زيارة إلى خارج إيران قبل تنفيذ حكم رئاسته وأداء اليمين الدستورية في مجلس الشورى الإسلامي». وكانت صحيفة العرب اللندنية أوردت خبرًا حول زيارة قريبة يقوم بها الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني للمملكة العربية السعودية، وإجراء اتصالات بين مقربين منه ووزير دولة سعودي.