يقود الخوف من عدم العثور على بديل، وحب التميز عن البقية، العديد من الأسر إلى الرضوخ لشروط العاملات المنزليات التي تكاد تصل حد الابتزاز خاصة في شهر رمضان المبارك، والتقت «المدينة» العديد من ربات الأسر ووقفت على معاناتهن مع العمالة المنزلية ومتطلباتها. وتقول مرام باعينة التي تعمل معلمة: الخادمة شر لابد منه خاصة قي ظل وجود عائلة كبيرة وأم عاملة، وعائلتي مكونة من خمسة أبناء أكبرهم فتاة في المرحلة الثانوية إلى جانب زوجي ووالدته، وأنا أعمل ولا أستطيع تحمل أعباء المنزل دون خادمة إضافة لعدم وجود بديل وهذا ما يجعل عائلات عديدة مثلنا عرضة لابتزاز العمالة المنزلية، فيما تطالب مها الحمدان بوجود شركات تأجير للعمالة المنزلية كما في دول الخليج والتي توفر عمالة للتأجير سواء بالساعة او باليوم، وتضيف: ذلك يحمينا من تسلطهم. وتروي سوزان الحمدان كيف استطاعت جدتها أن تقنع خادمتها بعدم السفر قبيل رمضان إذ جلبت لها جوال آي فون كهدية لتثنيها عن السفر، علمًا بأن جدتها مسنة ولا تقوى على أعمال البيت بينما تعلم الخادمة كل شيء عن شؤون المنزل. أما منال عثمان فتقول: في رمضان نشعر بحاجة ماسة إلى الخادمة نتيجة الأعباء المتزايدة خاصة إعداد سفرة إفطار والتي تتطلب تجهيز أصناف لا نعدها طوال العام مما يجعل العمل بالمطبخ عبئًا، إضافة إلى أنني زوجة عاملة، وفي رمضان تكثر الزيارات الرمضانية وخاصة على الإفطار وهو ما تعرفه العمالة المنزلية جيدًا مما يجعلهم يستغلون الوضع لصالحهم ليرفعوا رواتبهم والتي تصل حوالي 6 آلاف ريال للخادمة في بعض المناطق، إضافة إلى تكلفة الاستقدام، وتضيف منال: منذ عام هربت خادمتي بعد 4 أشهر من وصولها وكنت بحاجة إلى خادمة فدلتني صديقتي على أخت لزوجها تود التنازل عن خادمتها بمبلغ 25 ألف ريال وبالفعل أخذت الخادمة وصبرت عليها فترة قبل أن أرحلها بعدما ذقت على يديها المر حيث كانت ترفض الانصياع لنا وتعمل على هواها لكننا كنا مضطرين لتحملها إلى أن ينقضي شهر رمضان ولتتجدد مشكلة البحث عن خادمة بأي سعر. وفي السياق توضح المدربة والمستشار المعتمد من المجلس العربي وهيئة الاممالمتحدة الدكتورة سحر رجب أن خدم المنازل يعتقدون أنهم يلوون ذراع الأسر وهذا غير صحيح، لقد تعقلت الأسر وأصبحت تتشارك وبناتها في خدمة أنفسهم، ولا شيء يدعو الأسر للقلق لو وازنوا بين أمورهم ووزعوا مهام لكل شخص. وتقول رجب: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم على خدمة أهله، وهذا أفضل من أن نجعل بيوتنا ملاذات للهاربات، وليت الأمر يقف عند هذا فقط، إنما تفرض العمالة المنزلية شروطها ويسألون عن عدد أفراد الأسرة والغرف، ولو قام كل فرد بالاعتناء بنفسه وترتيب دولابه، ولو قالت كل الأسر لا في وجه الخادمات لما وصل بهن الحال إلى رفع أسعارهن إلى ما لا نهاية، وكلما استجبنا لهن ولمطالبهن لن ننتهي، هن يبنين البيوت من الرواتب التي ندفعها لهن ونحن محلك سر، كل هذا بسبب الرضوخ لهن، وسأحكي تجربة واقعية؛ عندما طلبت الشغالة رفع راتبها من 1300 إلى 2000 قالت لها سيدة البيت أكملي شهرك ولييسر لك الله في مكان آخر، وتعبت ربة المنزل فترة لكنها وجدت الراحة النفسية، ورحمها رب أسرتها وقامت البنات بمساعدتها وحتى أبناؤها، وتضيف: رواتب بعض الشباب والفتيات أقل بكثير من رواتب العديد من الخادمات في واقع الأمر، هل يعقل هذا..؟.